قال مركز أبحاث ألماني طوَّر نظاماً من أجل اكتشاف الفيضانات في إندونيسيا وللتحذير من موجات المد العاتية (تسونامي)، إن النظام فشل بالمرحلة الأخيرة في تحذير سكان جزيرة سولاويسي الذين فوجئ كثير منهم بأمواج مدٍّ بلغ ارتفاعها 6 أمتار.
وثارت تساؤلات عن سبب إخفاق نظام الإنذار، بعد وقوع زلزال بلغت قوته 7.5 درجة قبالة ساحل إندونيسيا يوم الجمعة 28 سبتمبر/أيلول 2018.
وبلغ العدد المؤكد لقتلى الزلزال وأمواج المد التي أعقبته 844 قتيلاً الإثنين 1 أكتوبر/تشرين الأول 2018، ومن المتوقع ارتفاع هذا العدد.
وقال يورن لاوتريونج، مدير الخدمات الجيولوجية في مركز "جي إف زد"، لتلفزيون رويترز: "المشكلة كانت في الاتصال بين السلطات المحلية والموجودين على الشاطئ، على سبيل المثال في سولاويسي".
وزوَّدت ألمانيا إندونيسيا بنظام إنذار طوَّره المركز، بعد أن قتلت أمواج مدٍّ عاتية 226 ألف شخص في 2004.
وقال لاوتريونج إن النظام عمل كما هو مقرر له فتنبأ بأمواج يصل ارتفاعها إلى 3 أمتار شمال غربي سولاويسي.
وأضاف: "إذا نظرت إلى التسلسل الكامل لعملية التحذير، ابتداء من إطلاق إشارة تحذير وحتى ما نطلق عليه المرحلة الأخيرة وهي الوصول إلى السكان المحليين المعرضين للخطر، نجد أن مشكلة ما حدثت".
وتابع: "على سبيل المثال، يبدو أن الصافرات لم تعمل، ولم توجِّه الشرطة تحذيرات للسكان المحليين من خلال مكبرات صوت مثبَّتة على سيارات فان".
وارتفعت حصيلة الزلزال والتسونامي اللذين ضربا، الجمعة 28 سبتمبر/أيلول 2018، إندونيسيا إلى ما يزيد على 832 قتيلاً، بحسب ما أعلنته الأحد 30 سبتمبر/أيلول 2018، الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث، التي حذَّرت من أن الحصيلة قد ترتفع.
وأعلنت الوكالة أن الوفيات أُحصيت كلها تقريباً في بالو، بعد يومين من اجتياح أمواج بارتفاع متر ونصف مترٍ المدينةَ، التي تضم 350 ألف نسمة في جزيرة سولاويسي، مشيرة إلى إحصاء 11 حالة وفاة في منطقة دونغالا شمال بالو.
وتواجه المستشفيات التي تضرَّر بعضها صعوبة أمام تدفُّق الضحايا، وتتم معالجة بعض الجرحى في الهواء الطلق.
وقال نائب الرئيس الإندونيسي يوسف كالا، إنه يخشى أن ترتفع حصيلة الضحايا إلى "ألف أو عدة آلاف"، بالاستناد إلى الكوارث السابقة.
وكانت التكاليف المالية حالت دون تطوير نظام للإنذار المبكر في إندونيسيا
حالَ نقص مالي، بقيمة 69 ألف دولار أميركي، دون اكتمال نظام متطور للإنذار المبكر، ربما كان سيقلل من أعداد ضحايا تسونامي إندونيسيا، الذي ضرب مقاطعة سولايوسي الوسطى، الجمعة 28 سبتمبر/أيلول 2018.
وذكرت "أسوشييتد برس"، الأحد 30 سبتمبر/أيلول 2018، أن نظاماً عالي التقنية للإنذار المبكر من أمواج تسونامي "ظل في مرحلة الاختبار منذ سنوات؛ بسبب خلافات داخلية بين المؤسسات، وتأخير في التمويل لم يتعدَّ مبلغ 69 ألف دولار (مليار روبيه إندونيسية)".
وأوضحت أنه كان من المفترض أن يحل نظام ذو تقنية عالية بأجهزة الاستشعار في قاع البحار والموجات الصوتية المحملة بالبيانات، محل آخر قديم تم إنشاؤه عقب تسونامي عام 2004، الذي أودى بحياة 250 ألف شخص.
غير أن خلافات داخلية بين الوكالات المعنيَّة بإنشاء النظام الجديد، وتأخير تمويل بقيمة 69 ألف دولار، أبقت النظام عند مرحلة "نموذج مبدئي"، تم تطويره من قِبل مؤسسة العلوم الوطنية الأميركية بمبلغ 3 ملايين دولار.
من جهتها، قالت لويز كومفورت، الخبيرة في إدارة الكوارث بجامعة "بيتسبيرغ" (في ولاية بنسلفانيا الأميركية)، وقائدة الفريق الأميركي بالمشروع المذكور، إنّ ما حدث في "سولاويسي مأساة للعلم والشعب الإندونيسي".
وأضافت في تصريحات نقلتها "أسوشييتد برس"، أنه "من المحزن أن تشاهد ما حدث في الوقت الذي كان بالإمكان استخدام نظام استشعار مصمم بشكل جيد لتوفير معلومات هامة".
وفي وقت سابق من الإثنين 1 أكتوبر/تشرين الأول 2018، قدَّرت السلطات الإندونيسية وصول ارتفاع موجات تسونامي إلى 6 أمتار.
من جانبه، أقر الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، بأن "غياب المعدات الثقيلة" يقف وراء الصعوبات التي يواجهها رجال الإنقاذ في عمليات إجلاء الضحايا، وإخراجهم من تحت الأنقاض.
وقال خلال زيارته، الأحد 30 سبتمبر/أيلول 2018، لمدينة "بالو" -أكثر المدن المتضررة من موجات تسونامي- إنّ "السلطات ستعمل على إمداد المدينة، مساء الأحد، بالمعدات الثقيلة (الناقصة)؛ لمساعدة عمال الطوارئ على انتشال المزيد من الضحايا بحلول الإثنين 1 أكتوبر/تشرين الأول 2018".
وكانت السلطات المحلية في مقاطعة سولاويسي الوسطى أعلنت، الجمعة 28 سبتمبر/أيلول 2018، حالة الطوارئ 14 يوماً، تنتهي في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2018، على خلفية الكارثة ذاتها.
والجمعة، اجتاحت موجات تسونامي، مدينتي بالو ودونغالا بجزيرة سولاويسي، عقب هزة أرضية عنيفة بقوة 7.5 درجة؛ ما أسفر عن مصرع 1203 أشخاص، غالبيتهم في مدينة بالو.
وهذه ليست الكارثة الأولى من نوعها التي تضرب إندونيسيا؛ إذ ضرب زلزالٌ جزيرة سومطرة (شمال)، عام 2004، وتسبب في "تسونامي" اجتاح سواحل 13 دولة على المحيط الهندي؛ ما خلّف 226 ألف قتيل، بينهم ما يزيد على 120 ألفاً في إندونيسيا.