أعلنت اللجنة الانتخابية في مقدونيا الأحد أن نسبة الموافقة في الاستفتاء على الاسم الجديد للبلاد جمهورية مقدونيا الشمالية بلغت 90 بالمئة، في خطوة تاريخية لإنهاء نزاع دبلوماسي قديم مع اليونان والتقارب مع الاتحاد الأوروبي.
وبلغت نسبة المشاركة نحو الثلث، بحسب الأرقام الرسمية.
وبعد فرز نحو 43,57 بالمئة من أوراق الاقتراع، بلغت نسبة التصويت بـ"نعم" 90,72 بالمئة مقابل 6,26 بالمئة، حسبما أعلنت اللجنة.
وتأمل مقدونيا البلد الفقير الواقع في البلقان الذي دفع ثمناً باهظاً لعزلته، في الانضمام إلى الاتحاد الاوروبي وحلف الأطلسي وهو أمر يعتبره كثيرون خطوة نحو استقرار البلاد وازدهارها.
ومنذ استقلال هذه الجمهورية اليوغوسلافية السابقة في 1991 اعترضت أثينا على احتفاظها باسم مقدونيا، كونه اسم إقليم في شمال اليونان. كما أنها ترى في ذلك استيلاء على إرثها التاريخي وخصوصاً الملك الإسكندر الأكبر وتشتبه بأن جارتها الصغيرة لديها نوايا توسعية.
لكن في حزيران/يونيو، توصل رئيس الوزراء الجديد الاشتراكي الديموقراطي زوران زايف إلى اتفاق تاريخي مع نظيره اليوناني أليكسيس تسيبراس، يقضي بأن تتوقف أثينا عن تعطيل انضمام البلاد إلى الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي إذا وافقت، وفقط إذا وافقت على اعتماد اسم "جمهورية مقدونيا الشمالية".
كانت مقدونيا أجرت اليوم الأحد استفتاء على تغيير اسمها إلى جمهورية مقدونيا الشمالية في خطوة ستنهي خلافاً قائماً منذ عقود مع اليونان التي عرقلت مساعي البلاد للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
وتقول اليونان، التي تضم إقليماً باسم مقدونيا، إن اسم جارتها الشمالية يمثل مطالبة بالسيادة على أراض تابعة لها وصوتت ضد انضمام مقدونيا إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
ووقع وزيرا خارجية اليونان ومقدونيا، الأحد 17 يونيو/حزيران 2018 في قرية بساراديس الحدودية، اتفاقاً تاريخياً ينهي خلافاً استمر 27 عاماً، ويقضي بتغيير اسم "جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة" إلى "مقدونيا الشمالية".
ومن المفترض أن يسمح هذا الاتفاق الذي يدخل حيّز التنفيذ بعد ستة أشهر مبدئياً، برفع الحظر اليوناني عن انضمام سكوبيي إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
وبعد استقلال جمهورية مقدونيا عن يوغوسلافيا السابقة عام 1991، رفضت أثينا اعتماد اسم جارتها الجديدة، بدعوى أنه يعد من تراثها القومي، إذ يطلق على أحد أقاليم البلاد، ذي الأهمية التاريخية بالنسبة لها.
وشكل الخلاف عقبة أساسية أمام بدء مفاوضات سكوبيه (عاصمة مقدونيا) للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي "ناتو"، بسبب "الفيتو" اليوناني.