رغم الحرب التي تعصف بالبلاد منذ عام 2003، فإن هذا لم يمنع دخول جامعة بغداد العراقية تصنيف تايمز لمؤسسات التعليم العالي على مستوى العالم لأول مرّة في تاريخها.
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية BBC، فقد ظهرت جامعة بغداد ضمن التصنيف الذي يشمل 1250 جامعة ومؤسسة بحثية حول العالم، وامتُدحت الجامعة لما قامت به من إنشاء شراكات أكاديمية دولية.
وقد احتلّت جامعة أوكسفورد المركز الأوّل في التصنيف للعام الثالث على التوالي، وعلى الرغم من ذلك، تُشهد الجامعات البريطانية بشكل عام "تراجعاً بسيطاً".
اليابان تتجاوز بريطانيا
على الرغم من أن جامعتي أوكسفورد وكامبريدج قد احتلتا المركزين الأوّل والثاني، يقول ناشرو التصنيف إن وضع مثل هذه "النجوم الفردية" يختلف عن وضع الجامعات التي يتراجع تصنيفها في المملكة المُتّحدة بشكل عام.
ولأوّل مرّة، شهد التصنيف الأخير عدداً من الجامعات اليابانية يفوق نظيره من الجامعات البريطانية.
وقال فيل باتي، مدير التصنيف، إن الجامعات البريطانية قد "تضرَّرت" من حيث سمعتها الدولية.
بينما قالت نائبة رئيس جامعة أوكسفورد، الأستاذة لويز ريتشاردسون، إن الجامعة سعيدة بالنتائج.
ولكنّها حذَّرت من أن الجامعات البريطانية "تواجه المجهول العظيم المتمثّل في خروج المملكة المُتحدة من الاتّحاد الأوروبي" وقالت: "نحن نتطلّع إلى تعاون أعمق مع زملائنا في الخارج، فهذا هو أكثر وقت تتضح فيه أهمّية توطيد الصلات على المستوى الدولي".
وتستمر الجامعات الأميركية في احتلال معظم المراكز المتقدمة، حيث كانت جامعة أوكسفورد في صدارة التصنيف، إلى جانب معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وجامعة هارفارد.
اتساع فجوة الثروة بين الجامعات
أعلنت جامعة هارفارد، خلال الشهر الجاري، أن حملة جمع التبرعات التي أطلقتها قد جلبت 9.6 مليار دولار أميركي، ويعتقد أنه أكبر مبلغ حصلت عليه جامعة من التبرّعات في التاريخ.
وقال أليستير جارفيس، من مؤسسة جامعات المملكة المتحدة: "نحن نعلم أن الدول الأخرى تشهد فوائد التعليم العالي، وتستثمر بشكل كبير في تطوير جامعاتها".
وأضاف: "إذا حافظت المملكة المُتّحدة على المراكز الأولى في التصنيف، فعلينا إذاً أن نواكب هذا الاستثمار، ونتأكّد من أن المملكة المُتحدة تطرح رسالة أكثر انفتاحاً وترحيباً بالموظّفين والطلاب الدوليين والموهوبين".
وتابع جارفيس أن "هذا الأمر أصبح أكثر أهمّية مما كان في أي وقت مضى، مع اقتراب انتهاء مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".
إعادة البناء الأكاديمي
ظهرت جامعة بغداد في تصنيفات دولية أُخرى، ولكن هذه هي المرّة الأولى التي تحتل فيها الجامعة العراقية موقعاً في جداول تايمز في الفئة بين المركز 801 إلى المركز 1000.
ويقول باتي إن الجامعة العراقية "كانت قويّة للغاية فيما يتعلّق بالتعاون الدولي"، وهذا يعكس الأهمّية التي تمثّلها الجامعات في مراحل إعادة الإعمار بعد الحرب.
وبخلاف جامعة بغداد، كانت جامعة جزر الهند الغربية أولى الجامعات التي انضمّت إلى تصنيف تايمز العالمي من دولة جامايكا، الواقعة في البحر الكاريبي، وأُشيد كذلك بانفتاحها الدولي، وحققت الجامعة موقعاً في الفئة بين المراكز من 501 إلى 600.
وانضمّت كذلك كازاخستان، ونيبال، وتنزانيا إلى التصنيف لأوّل مرّة هذا العالم.
ماذا عن بقية الدول المتقدمة!
من الجامعات الصينية، احتلّت جامعة تسينغ- هوا الصينية، التي تُعد أرفع الجامعات الآسيوية في قائمة التصنيف، المركز الـ22، وكانت إحدى الجامعات الصينية التي شملها التصنيف ويبلغ عددها 72 جامعة.
وبعد الولايات المُتحدة الأميركية، واليابان، والمملكة المُتحدة؛ أصبحت الصين رابع البلدان التي احتلت مؤسساتها البحثية أكبر عدد من المراكز في التصنيف العالمي.
صعود آسيوي ملحوظ!
قال مدير التصنيف، باتي، إن الجامعات اليابانية تحقق صعوداً بعد سنوات مما وصفه بـ "ضيق الأفق والافتقار إلى الاستثمار".
وأضاف أن تلك الجامعات بذلت مؤخّراً جهوداً مكثفة للعودة إلى "الساحة الدولية البحثية"، وذلك بعدما أدركت تفوّق الجامعات الصينية والكورية الجنوبية عليها.
وتقول إيلي بوثويل، من تصنيف تايمز لمؤسسات التعليم العالي، إن "المُنافسة الشديدة من آسيا ستضع الجامعات الأوروبية تحت ضغط كبير خلال الأشهر الـ12 المقبلة".
وأضافت أن الجامعات الأوروبية ستخسر المُنافسة إذا كانت هُناك ضغوطٌ تُمارَس على الحرية الأكاديمية، مثلما هو الحال في المجر.
ألقِ نظرة على الجامعات الـ20 الأولى في تصنيف تايمز لمؤسسات التعليم العالي:
1- جامعة أكسفورد
2- جامعة كامبردج
3- جامعة ستانفورد
4- معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا
5- معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا
6- جامعة هارفارد
7- جامعة برينستون
8- جامعة ييل
9- إمبريال كوليدج لندن
10- جامعة شيكاغو
11- المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيوريخ
12- جامعة جون هوبكنز
13- جامعة بنسلفانيا
14- كلية لندن الجامعية
15- جامعة كاليفورنيا (بيركلي)
16- جامعة كولومبيا
17- جامعة كاليفورنيا (لوس أنجلوس)
18- جامعة ديوك
19- جامعة كورنيل
20- جامعة ميشيغان
ويعتمد التصنيف العالمي على عدّة عوامل؛ من بينها الأبحاث الصادرة عن المؤسسات وأثرها، والسُّمعة الأكاديمية، والتدريس، والعائد المادي، والروابط الدولية.