يواجه المنتخب السعودي تخوفات كبيرة تهدد أحلامه في مونديال روسيا الصيف القادم. فرغم محاولة تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الرياضة السعودية، الدخول في مشاريع كبيرة وقوية لتطوير مستوى المنتخب، إلا أن مشروع التعاون مع رابطة الدوري الإسباني "الليغا"، لم يسر كما كان يتمنى.
المشكلة ظهرت بسبب الغياب الدائم لثلاثي المنتخب المحترف بإسبانيا عن المباريات. إذ شهدت الانتقالات الشتوية الماضية، انضمام فهد المولد لصفوف ليفانتي، وسالم الدوسري لفياريال، ويحيى الشهري لصفوف ليجانيس وعبدالمجيد الصلهيم لرايو فايكانو، ونوح الموسى لبلد الوليد، وانضم جابر مصطفى لفياريال "ب"، وانتقل مروان عثمان لصفوف ليجانيس "ب"، وعبدالله الحمدان لسبورتينغ خيخون، وأخيراً علي النمر لنومانسيا.
كان ذلك ضمن مشروع تعاون مشترك بين هيئة الرياضة السعودية ورابطة الدوري الإسباني في جوانب عدة، منها الرعاية والتسويق، وإعداد المدربين السعوديين، وتأسيس أكاديميتين في الرياض وجدة، وإيفاد ممثلين من أندية الدوري الإسباني لاستكشاف المواهب السعودية، وإقامة معسكرات لتدريب وصقل اللاعبين من مواليد المملكة.
المشاركة غير ضرورية
في المقابل، ووفقاً لإذاعة "كادينا سير" الإسبانية، حصلت الأندية التي شاركت في الصفقة على مبلغ مليونين ونصف المليون يورو، تقدم على شكل رعاية وعمولات غير مباشرة، وهي تعد صفقة رابحة لهذه الأندية في ظلِّ عدم وجود بند يلزم الأندية بضرورة مشاركة اللاعبين في المباريات الرسمية.
مع الوقت وتوالي المباريات في الدوري الإسباني، لم يظهر المولد والشهري والدوسري مع أنديتهم، وهم من أعمدة المنتخب الأول.
المولد هو صاحب هدف التأهل لمونديال روسيا، والشهري مع الدوسري من العناصر المهمة للفريق، الأمر الذي جعل الاتحاد السعودي يطلب من رابطة الدوري الإسباني تفسير عدم مشاركة اللاعبين، والذين قد يكون مستواهم مع قرب المونديال أقل مما كانوا عليه قبل السفر إلى إسبانيا.
أسباب الغياب
المبرّرات الخاصة بعدم الدفع باللاعبين السعوديين في المباريات متعددة، فذكر عدد من المدربين لإذاعة "كادينا سير" أن هؤلاء اللاعبين "محدودون على المستويين، التكتيكي والبدني".
فيما قال روبرتو أولابي، المتحدث باسم رابطة "الليغا" لصحيفة "إس بروفينسيا"، إن الأمر يتعلق بتكيف اللاعبين، معرباً عن دهشته من رفض اللاعبين السعوديين الاستحمام وهم عراة أمام زملائهم اللاعبين، وتمسكهم بتعاليم الدين الإسلامي.
وقال سيرجيو بيرينيس مساعد مدرب السعودية السابق والمدرب الحالي لنادي ليفانتي لوكالة الأنباء الإسبانية: "يحيى الشهري أحد اللاعبين الأكثر قيمة في البلاد، وكان الاختيار الأفضل مع جميع المدربين، وهو في المستوى الأمثل للتنافس، ولكنه سيحتاج إلى مزيد من الوقت، وفهد لاعب جيد جداً وجريء، وهو مهاجم يضيف كل عام عدداً كبيراً من الأهداف، وكان أحد اللاعبين العرب ذوي التصنيف المتقدم بكأس العالم، أما سالم فهو سريع ويتمتع بالقدرة على المراوغة، ولديه طاقة رائعة، لكنه غير منتظم نوعاً ما ومنطوٍ جداً".
آل الشيخ نادم
وكان تركي آل الشيخ ممن لمسوا هذا الأثر السلبي لنقص مشاركة هؤلاء اللاعبين، فنشر تغريدة منذ شهر تقريبتً قال فيها: "أكثر قرار ندمت عليه منذ تولي منصبي الحالي هو احتراف اللاعبين السعوديين في الدوري الإسباني".
لكن ربما تشهد الجولات الأخيرة من "الليغا" ظهور نجوم الأخضر.
فبحسب تصريح فيرناندو سانز المدير الإقليمي لرابطة الدوري الإسباني في منطقة الشرق الأوسط "الليغا"، لقناة "العربية"، قال فيه إن المطلوب هو الهدوء والصبر، لأن الهدف الموضوع طويل المدى، وليس تحقيق نتائج فورية، وإن أغلب الأندية الإسبانية التي تضم لاعبين سعوديين، أبلغته برغبتها في استمرار اللاعبين السعوديين معها، ضارباً المثل بفهد المولد الذي اكتسب 3 كيلوغرامات في الكتلة العضلية بجسمه، وهو مؤشر إيجابي على تحسنه بدنياً، ولم يكن التوقيت في صالح اللاعبين لانتقالهم في فترة تسعى فيها الأندية إلى نيل بطاقة المشاركة الأوروبية، أو الهروب من الهبوط.