نشرت وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، تسجيلاً مصوراً لثلاثة رجال داخل مركبة، قالت إنهم كانوا في طريقهم لتنفيذ الهجوم على العرض العسكري في إيران.
ووفقاً للتسجيل المصور الذي نُشر بعد الهجوم على الحرس الثوري في مدينة الأهواز جنوب غرب إيران، أمس السبت، تحدث رجلان باللغة العربية عن الجهاد، بينما تحدث الثالث بالفارسية قائلاً: "إن شاء الله سنثخن بأعداء الله ونسأل الله الجنة ولن نجتمع مع من نقتلهم في مكان واحد إن شاء الله، بإذن الله سيكون هناك عمل فيه إثخان بأعداء الله من الحرس وغيرهم".
وتوعد الحرس الثوري الإيراني، اليوم الأحد، بانتقام "مميت لا ينسى" من منفذي الهجوم، الذي اتهمت طهران دولاً عربية خليجية بدعم منفذيه، دون أن تقدم أدلة على ذلك، فيما قالت طهران إن الهجوم أسفر عن مقتل 25 بينهم 17 عسكريًا، وإصابة 60 آخرين.
ووجه هجوم أمس السبت، وهو من أسوأ الهجمات على الإطلاق ضد الحرس الثوري، لطمة للمؤسسة الأمنية الإيرانية في وقت تعمل فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها من دول الخليج على عزل طهران.
وقال الحرس الثوري في بيان نقلته وسائل إعلام حكومية: "نظرا لمعرفة (الحرس الثوري) الكاملة بمراكز انتشار زعماء الإرهابيين المجرمين. فإنهم سيواجهون انتقاماً مميتا لا ينسى في المستقبل القريب".
وأطلق المهاجمون الأربعة النار على منصة، في مدينة الأهواز في جنوب غرب البلاد، كان يحتشد فيها مسؤولون إيرانيون لمتابعة حدث سنوي بمناسبة ذكرى بدء الحرب العراقية الإيرانية التي دارت بين عامي 1980 و1988. وزحف الجنود مع انطلاق الأعيرة النارية وفرت نساء وأطفال للنجاة بحياتهم.
وتضاربت الأنباء حول الجهة المسؤولة عن الهجوم؛ إذ اتهمت السلطات الإيرانية "المنظمة الأحوازية" بالوقوف خلفه، فيما أعلن تنظيم "داعش" المسؤولية عنه، في بيان منسوب له نشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
وزعم التنظيم في خبر نشره على موقع "أعماق" الإلكتروني التابع له، أمس السبت، أن الرئيس الإيراني حسن روحاني، كان في موقع الحدث أثناء تنفيذ الهجوم، لكن على عكس ادعاءات "داعش"، فإن روحاني كان يحضر عرضاً عسكرياً في العاصمة طهران، لحظة وقوع هجوم الأهواز جنوب غربي البلاد.
وبعد لحظات صحّح "أعماق" ادعاءاته، وأكّد بأن روحاني لم يحضر العرض العسكري في الأهواز.
إيران تبدأ بالتحرك
وقال ثلاثة نشطاء عرب لرويترز إن قوات الأمن، وخاصة فرع المخابرات التابع للحرس الثوري، احتجزت مزيداً من النشطاء في الأهواز بعد الهجوم، ومن المرجح أيضاً أن يطبق الحرس الثوري سياسة أمنية مشددة في إقليم خوزستان وأن يعتقل أي معارضين محليين معروفين بمن فيهم نشطاء الحقوق المدنية.
وقال حسين بوعزار وهو عضو في مركز الأهواز لحقوق الإنسان "هناك العديد من نقاط التفتيش في شوارع الأهواز وتقوم قوات الأمن بتفتيش السيارات… يشعر كثيرون بالخوف".
وتوقع محللون أنه على الرغم من اتهام قادة كبار في الحرس الثوري لدول خليجية وإسرائيل وأميركا بدعم الهجوم، إلا أنه من غير المرجح أن يهاجم الحرس الثوري أي من هؤلاء الخصوم بشكل مباشر.
وقد يستعرض الحرس الثوري قوته بإطلاق صواريخ على جماعات معارضة تنشط في العراق أو سوريا قد تكون مرتبطة بالمسلحين الذين نفذوا الهجوم.
وبعد أيام من الهجوم الذي نفذه تنظيم "داعش" في طهران عام 2017، أطلق الحرس الثوري صواريخ على جماعات متشددة في شرق سوريا. وعقب سلسلة من الاشتباكات مع جماعات معارضة كردية في الشهور الأخيرة أطلق الحرس الثوري صواريخ على قاعدة للمعارضة الكردية في شمال العراق في بداية سبتمبر/أيلول.