اكتشف خبراء السلامة أن معظم الأهالي لا يستخدمون مقاعد الأطفال في السيارات بشكلٍ صحيح.
إذ أوضحت كبيرة الباحثين الهندسيين في معهد بحوث النقل بجامعة ميشيغان الأميركية ميريام مناري، لصحيفة The New York Times، أنَّ بعض الأخطاء بسيطة، "لكن نحو 35% من سوء الاستخدام يُعد جسيماً، بحيث لا يحصل الأطفال على أية حماية من هذا النظام".
وقالت ميريام إنَّ حوادث السيارات هي السبب الرئيسي لوقوع وفيات بين الأطفال في أميركا، وإن نحو 40% من الأطفال الذين لقوا حتفهم في الحوادث كانوا غير مُقيّدين. ولكن عندما تُستخدم المقاعد بشكلٍ فعال، فإنَّها يمكن أن تُقلل من خطر الإصابة المميتة بنسبة 54% إلى 71%".
مجموعة خبراء في صناعة وتركيب كراسيّ السيارة المخصصة للأطفال قدّموا زبدة خبرتهم، كاشفين عن السبل الأفضل لتحقيق أكبر قدر من الأمان والحماية للركاب الصغار، حتى يتمكنوا يوماً ما من الجلوس على مقاعد الكبار.
نذكرها فيما يلي:
الكرسي المقلوب لأطول فترة ممكنة
تتطلب معظم القوانين أن يجلس الأطفال في مقاعد سلامة السيارة المواجهة لخلف السيارة فقط في السنة الأولى، لكنّ هذه التوصية تشهد تغييراً؛ إذ أصدرت 9 ولايات أميركية تشريعات تتطلب بقاء الأطفال بمواجهة ظَهر السيارة حتى سن الثانية على الأقل. وبغض النظر عن تطور القوانين، فإنَّ أفضل تصرُّف هو أن إبقاءه هكذا أطول فترة مُمكنة، أو حتى يصل الطفل إلى الحد الأعلى للطول والوزن الذي يتحمله المقعد.
وقال مؤسس "Safe Ride 4 Kids" أو "قيادةٍ آمنة من أجل الأطفال"، والخبير الفني في سلامة الأطفال في أثناء ركوبهم السيارة غريغ دوروشر، "عند حدوث اصطدام أمامي، يدعم هيكل مقعد السيارة رأس الطفل بالكامل، والرقبة، والظهر، وعموده الفقري، ونظامه العصبي المركزي". كما يمتص تأثير الصدمة ويحافظ على محاذاة الحبل الشوكي.
والعكس صحيح، عندما يكون الطفل في السيارة جالساً وهو مُواجه للأمام أثناء وقوع حادث اصطدام من الأمام، يؤدي ذلك إلى اندفاع الرأس والرقبة والعمود الفقري للأمام حتى لو كان جسده مُؤمَّناً بالحزام. ولأنَّ الأطفال الصغار لديهم فقرات، وعضلات رقبة ضعيفة، ورأس ثقيل قيد التطور، يمكن أن تُؤدي هذه الدفعة إلى الأمام إلى تلف خطير بالحبل الشوكي وإصابة في الرأس.
وقال دوروشر، "إنَّ قوانين الفيزياء لا تتغير بغض النظر عن الدولة التي تعيش فيها. أعطِ عظام طفلك وفقراته مزيداً من الوقت لتصبح قوية بما فيه الكافية لتتحمَّل قوة التصادم".
انتهاء صلاحية مقعد السيارة لضمان فعاليته
نعم، تنتهي صلاحية مقاعد السيارة، مثل الطعام أو البطاريات. لا يُصنع البلاستيك والمواد الأخرى المُستخدمة في تصميم مقاعد سلامة الأطفال في السيارة لتدوم إلى الأبد. ومع التعرض للأشعة فوق البنفسجية، وأشعة الشمس، والحرارة والبرد والتهالك والتكسر الطبيعي، يمكن أن تتكسر أجزاء من المقعد ويصبح أقل قدرة على تحمل التأثير.
وتقول مُدربة سلامة الأطفال في السيارة لدى شركة "بريتاكس"، المتخصصة في صناعة مقاعد السيارات للأطفال سارة تيلتون، إنَّ المُصنِّعين يختبرون المقاعد في غرفة بيئية، حيث يمكنهم "ضبطها خلال دورة من التغيرات في درجات الحرارة، تحاكي دورة الحياة المُتوقعة أو العمر المرغوب فيه للمنتج".
كقاعدة عامة، عادةً ما يبلغ عمر مقاعد السيارة القابلة للتحويل الافتراضي 10 سنوات، في حين تستمر مقاعد سلامة الأطفال الصغار حتى 6 سنوات. تحقَّق من بطاقة التسجيل التي تلقيتها عند شرائك المقعد أو تحقَّق من المقعد نفسه؛ حتى تتعرف على تاريخ انتهاء صلاحية مقعدك.
وعندما تشتري مقعد سيارة جديداً، املأ بطاقة التسجيل واحتفظ بصورة منه على هاتفك؛ حتى يكون من السهل التحقق من تاريخ انتهاء الصلاحية في حالة حدوث استرداد.
ومع تقدُّم التكنولوجيا في كلٍّ من السيارات ومقاعد السيارات، قد لا تصل المقاعد القديمة إلى المقاييس الحالية.
في حال الحادث.. تخلَّص من المقعد
يجب التخلص من أي مقعد سيارة شهد حادث سيارة متوسطاً أو خطيراً؛ لأنَّ الضرر الذي يلحق بالمنتَج قد يُضعف أداءه المستقبلي. وتشير إدارة سلامة المرور الأميركية إلى أنه يمكن الاستمرار في استخدام مقعد الأطفال إذا شهد حادث تحطم بسيطاً؛ أي تمكّن السائق من قيادة السيارة بعيداً عن موقع الاصطدام، ولم تُفتح فيه الوسائد الهوائية، ولم يلحق ضرر بالباب الأقرب لمقعد الطفل، ولم تكن هناك إصابات للرُكاب أو أي تلف واضح في المقعد.
وعندما تنتهي صلاحية مقعد سيارة سلامة طفلك، تخلَّص منه عن طريق إزالة القماش الذي يُغطيه وقَطع الأحزمة؛ حتى لا يمكن لأي شخص آخر استخدامه.
الحزام العلوي هام!
تحتوي جميع مقاعد الأطفال المواجِهة للأمام (باستثناء المقاعد الرافعة أو Booster) على حزام يربط الجزء العلوي من المقعد بنقطة ربط إضافية في السيارة. وتقول الخبيرة لوري واكر: "اليوم، كل سيارة لديها ما لا يقل عن 3 أماكن يمكن تثبيت شريط الربط بها. وبعضها به 5". ويخفف وجود الشريط من مدى الاندفاع الذي يدفع الطفل للأمام في أثناء التصادم. ولكن العديد من الآباء ينسون استخدام الشريط العلوي، وفقاً لما قالته لوري.
وتقول سارة تيلتون إنَّه في حالة التوقف المفاجئ، تُعد كل بوصة مهمة. يمكن أن يُقلِّل شريط الربط العلوي من المسافة التي قد يندفع بها الطفل إلى الأمام ما بين 4 و6 إنشات، وهو ما يمكن أن يمنع رأس الطفل من ملامسة الجزء الخلفي من المقعد الأمامي.
مقعد السيارة الرّافع حتى يتجاوز الـ 145 سم
من أصعب المعارك التي يتوجب على الآباء الفوز فيها هي جعل الطفل الأكبر سناً يجلس طواعيةً في المقعد الرافع Booster، خصوصاً إذا كان أحد إخوته بدأ في ركوب السيارة من دونه.
تفرض العديد من الدول أن يجلس الأطفال في مقاعد مُعزّزة للطول حتى سن الثامنة فقط، إلا أنَّ الخبراء يقولون إنَّ طول الطفل يُعد قاعدة توجيهية أفضل من العمر، فالأطفال الذين يقل طولهم عن 145 سنتيمتراً يجب أن يستخدموها.
وتوصي السلطات الكندية بضرورة استخدام كراسي الأطفال حتى يبلغ الطفل من العمر 8 سنوات، أو يزن الطفل 36 كجم (80 رطل)، أو يبلغ طوله 145 سم (4 أقدام و 9 بوصات).
طبقات الملابس تعيق إحكام الحزام
يمكن أن تؤدي الملابس المنتفخة كالمعاطف الشتوية مثلاً إلى وجود فراغ بين الحزام وجسم الطفل. وعند اصطدام السيارة يرتفع خطر إصابة الطفل بسبب الانفلات الجزئي. لذا لا بد من نزع المعطف ولف الكرسي ببطانية مثلاً للتأكد من إحكام الأحزمة حول صدره الصغير.
ارتفاع سعر المقعد لا يعني أنَّه أكثر أماناً
تُجري الشركات المصنِّعة لمقاعد السيارات اختبارات تصادم على كل المقاعد بغض النظر عن سعرها، ثم تصنع مقاعدها وفق معايير سلامة محددة، ليتم الموافقة عليها وشحنها.
لذا، فإن ميزة السلامة الأهم التي يجب أخذها في الاعتبار هي الاستخدام السليم. وهذا يعني أن مقعد السيارة الأكثر أماناً هو الذي يناسب طفلك وفقاً لطوله ووزنه، ويحب أن يكون سهل الاستخدام؛ حتى تتمكن من تركيبه بشكل صحيح ووضع طفلك فيه بإحكام، في كل مرة.
وأخيراً، تجد على هذا الرابط دليلاً جديداً يساعدك في اختيار مقعد السيارة المثالي لطفلك.