منعت الرقابة اللبنانية عرض فيلم The Nun الأميركي لكونه "يمسّ بالدين المسيحي".
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فقد منعت لجنة الرقابة على الأفلام المشكّلة من مندوبين من وزارات عدّة منها الداخلية والخارجية والتربية، عرض الفيلم لكونه "يمسّ بالدين المسيحي، ويمسّ بالكنيسة كمكان عبادة، ويشوّه صورة الراهبات، وهذا مخالف للدستور"، بحسب مصدر لم تسمّه الوكالة.
وقالت الوكالة إن المصدر نفى أن يكون القرار جاء نتيجة ضغط من أي جهة دينية.
إلا أن وداد جربوع، الناشطة في مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية (سكايز)، قالت للوكالة إن "هناك تأثيراً للمرجعيات الدينية على الرقابة، وإن كان ذلك غير معلن، الأفلام التي تنطوي على أمور دينية ترسل لهذه المرجعيات".
وتابعت: "يؤخذ برأي رجال الدين في الأعمال الفنية، كما حدث أيضاً مع فيلم (مولانا) الذي عُرض على دار الفتوى قبل حذف مقاطع منه".
كما أشارت تصريحات جورج أسمر، مؤسس شركة Moviegoers.me، وهي وكالة إعلامية متخصصة في صناعة السينما بالشرق الأوسط للنسخة الإنكليزية من موقع "العربي الجديد"، إلى وجود تأثير لجهات دينية على المنع.
إذ أكد تلقيهم تأكيداً شفهياً بمنع العرض، وتابع: "يوم الأربعاء الماضي شاهدت اللجنة الكاثوليكية الفيلم وطلبت من الأمن العام حظره في لبنان لأسباب دينية".
ورغم عدم إفصاح المصادر سالفة الذكر عن المشاهد واللقطات التي بسببها صدر قرار المنع، فيسود اعتقاد عام بأن السبب هو رؤية اللجنة أن الفيلم يهين الراهبات.
وكانت شركة Warner Bros المنتجة للفيلم تنتظر ترخيصاً من لجنة الرقابة، التابعة للأمن العام اللبناني، قبل إصداره في سبتمبر/أيلول 2018.
قصة الفيلم
يعد فيلم The Nun تكملة لفيلم The Conjuring 2. وتقع أحداثه في رومانيا سنة 1952، ويلعب كل من الممثل ديميان بيشير وتايسا فارميجا دور قساوسة كاثوليكيين وراهبين يتم إرسالهما من قبل الفاتيكان للتحقيق في جريمة انتحار غامضة لراهبة.
كما تلعب الممثلة غارنر دور أم تخرج على القانون لتنتقم من منظمة قتلت لها زوجها وابنتها قبل 5 سنوات، وقد كتب سيناريو هذا العمل جاري دوبرمان، صاحب أعمال Annabelle وAnnabelle: Creation و It، وتم إخراجه من قبل كورين هاردي.
وقد حقق الفيلم الذي أنتجته شركة Warner Bros مبيعات ضخمة، جعلته يتصدر مبيعات شباك التذاكر في أميركا الشمالية لأسبوعين متتالين من عرضه، كما حقق 85 مليون دولار من مبيعات التذاكر.
منع الأفلام في لبنان لأسباب دينية
ولا تعد هذه المرة الأولى لحظر السلطات اللبنانية عرض أفلام أو أجزاء منها لأسباب دينية خشية إثارة الحساسية الطائفية.
إذ قال أسمر في تصريحاته: "حُظرت 5 أفلام ضخمة في لبنان لأسباب دينية أو سياسية، خلال السنوات الثلاث الماضية، وقد تأثر شباك السينما اللبنانية بشكل مباشر وكان الانخفاض في مبيعات التذاكر ملحوظاً، وصل إلى نسبة 20% بين عامي 2017 و2018".
