تبادَل جنود من الجيش الصومالي إطلاق النار في العاصمة مقديشو، الإثنين 23 أبريل/نيسان 2018، مع محاولة مجموعة منهم اقتحام مركز تدريب كانت تستخدمه الإمارات قبل أن تنهي برنامج تدريب هناك.
ويعد الاشتباك مؤشراً على صعوبة إعادة تشكيل قوات أمن متحدة في البلد الذي انهارت سلطته المركزية في عام 1991، وفي وقت تواجه فيه الحكومة المدعومة من المجتمع الدولي، والتي جرى انتخابها العام الماضي (2017)، تحديات كبيرة.
كما يعد أيضاً علامة أخرى على امتداد تبعات أزمة تشهدها منطقة الخليج إلى منطقة القرن الإفريقي.
ودرَّبت الإمارات مئات الجنود الصوماليين منذ عام 2014، في إطار جهد تدعمه البعثة العسكرية للاتحاد الإفريقي لهزيمة إسلاميين متشددين وتأمين البلاد من أجل الحكومة التي تحظى بدعم دول غربية وتركيا والأمم المتحدة.
وأنهت الدولة الخليجية برنامجها التدريبي في الصومال هذا الشهر (أبريل/نيسان 2018)، رداً على مصادرة قوات الأمن الصومالية ملايين الدولارات واحتجازها طائرة إماراتية فترة وجيزة.
وقال الجنرال عبد الولي جامع غورد قائد الجيش الوطني الصومالي إن القوات اعتقلت بعض الجنود الذين كانوا وراء محاولة الاستيلاء على معدات ومركبات عسكرية من المنشأة.
ونقلت وكالة الأنباء الوطنية الصومالية عن غورد قوله "العناصر المقبوض عليهم بيد القوات المسلحة وإنهم سينالون جزاء فعلتهم."
وقال أحمد نور، وهو أحد الجنود الذين تلقَّوا تدريباً في إطار البرنامج الذي لم يكتمل، لـ"رويترز": "هاجمتنا بعض قوات الجيش الصومالي في القاعدة وأرادوا نهبها، لكننا صددنا هجومها".
وقال صحفي من "رويترز" في المكان، إن حرس القصر الرئاسي أمّن القاعدة بعد إطلاق نار متقطع استمر 90 دقيقة.
وقال جندي آخر تلقى التدريب الإماراتي، ويدعى عبد الرحمن عبد الله، إن بعض الجنود الذين تلقوا التدريب فرُّوا. وأضاف: "قفز أكثر زملائي من فوق الجدار وفرُّوا ومعهم أسلحتهم. ترك آخرون أسلحتهم وهربوا؛ لذا اضطررت (إلى الفرار) أيضاً".
وقال سكان في المنطقة إنهم رأوا جنوداً درَّبتهم الإمارات وهم يتخلصون من زيهم العسكري ويفرُّون من المنشأة في عربات صغيرة تسير على 3 عجلات ومعهم أسلحتهم.
وتوترت علاقات الصومال مع الإمارات؛ بسبب نزاع بين قطر والسعودية. والإمارات واحدة من مجموعة دول عربية، بينها السعودية، قاطعت قطر. وتحظى الدول من طرفي هذا النزاع بنفوذ في الصومال، وامتنعت مقديشو عن التحيز إلى أي طرف.
وكان وزير الدفاع الصومالي، محمد مرسل، قد أعلن قبل نحو أسبوع، إلغاء اتفاق عسكري ينصّ على تأهيل الإمارات جنوداً صوماليين في مقديشو، يتلقَّون رواتب من الإمارات.
وأعلنت أبوظبي، الأحد 15 أبريل/نيسان 2018، وقف تدريب قوات صومالية ضمن برنامج بدأته عام 2014، بعد إعلان مقديشو إلغاء اتفاق للتعاون العسكري، ومصادرة أموال إماراتية كانت في طائرة مدنية.
وقالت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية: "قرَّرت دولة الإمارات إنهاء مهمة قواتها التدريبية في الصومال، لبناء الجيش الصومالي الذي بدأ عام 2014″.
والأحد 8 أبريل/نيسان 2018، أعلنت الحكومة الصومالية أنها صادرت في مطار مقديشو 9.6 مليون دولار، من طائرة وصلت من الإمارات، وأنها فتحت تحقيقاً لتحديد مصدر هذا المال، الذي اعتبرت أنه وصل من طريق "التهريب".
لكن الإمارات اعترضت بشدة على هذه الرواية للوقائع، وأكدت أن المال كان هدفه دعم الجيش الصومالي، مشيرة إلى أن أجهزة الأمن الصومالية اعتدت على طاقم الطائرة.
وأوضح بيان وكالة الأنباء الإماراتية أن القوات الإماراتية نفذت عدة دورات تدريبية تخرَّج فيها الآلاف، لافتاً إلى أن الإمارات تدفع رواتب 2407 جنود صوماليين.
وبرز التوتر بين الإمارات والصومال منذ أشهر، في ظلِّ استمرار رفض مقديشو اتخاذ موقف في الأزمة الدبلوماسية بين الإمارات وقطر.
وقطعت الإمارات و3 دول عربية أخرى -هي السعودية والبحرين ومصر- علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، في يونيو/حزيران 2017، متهمةً الدوحة بدعم جماعات متطرفة، وهو ما تنفيه قطر. وأدى الحياد الدبلوماسي إلى خلافات داخل الصومال نفسها، بين الدولة الفيدرالية والولايات، التي يرى معظمها أن الفوائد الاقتصادية لدعم السعودية والإمارات أكبر من تلك الناجمة عن موقف حيادي.