أعلن المستشار النمساوي سبستيان كورتز عن طرد النائب أفغيني دومنيتز من كتلة حزبه "الشعب" المحافظ في البرلمان، كرد فعل على تغريدة له "متحيزة جنسياً" مسيئة ضد سوسن شبلي، السياسية الألمانية من أصل فلسطيني، التي تشغل منصب وكيل وزير ومفوضة الشؤون المجتمعية والدولية في حكومة ولاية برلين.
فعند تساؤل أحد المدونين ويدعى علي أوتلو، عن الكيفية التي وصلت فيها شبلي إلى هذا المنصب، منتقداً بذلك تغريدة لها، حذفتها لاحقاً، حول مسيرات اليمين المتطرف الأخيرة في مدينة كيمنتز الألمانية قالت فيها إن "اليمينيين أصبحوا أقوى، نحن (بتنا) أقل تطرفاً"، رأى فيها تحريضاً على العنف اليساري، رد دومنيتز بالقول :"انظر إلى ركبتيها ربما ستجد الجواب هناك". وفُهمت التغريدة على أن دومنيز يوحي بأنها قدمت خدمات جنسية للآخرين لتترقى في مسارها السياسي.
Was will uns der ÖVP-Abgeordnete Efgani Dönmez sagen? Dass SPD Staatssekretärin @SawsanChebli nur deshalb ihren Job bekommen hat, weil Männer wie er sie geil finden? pic.twitter.com/rKBtbUkp0m
— Florian Klenk (@florianklenk) September 2, 2018
وبعد أن لفتت هذه التغريدة المسيئة التي نُشرت يوم السبت الماضي الأنظار تعالت أصوات من داخل حزب الشعب، داعية إلى استقالة دومنيتز، الأمر الذي لم يستجب له الأخير، وفقاً لتلفزيون "أو إر إف" النمساوي.
واعتبرت يوليانه بوغنر-شتراوس وزيرة المرأة في الحكومة النمساوية أن ما قاله دومنيتز زلة كبيرة، فيما قالت إليزابيث كوستينغر وزيرة البيئة النمساوية (كلتاهما من حزب الشعب) إن تصريحاته غير مقبولة البتة.
وفي ألمانيا، وصفت وزيرة العدل كاترينا بارلي (المنتمية لحزب سوسن شبلي الاشتراكي الديمقراطي) ما كتبه دومنيتز في حديث مع صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الإثنين بالمقرف والمتحيز جنسياً، داعية إلى استقالته كنائب برلماني.
كورتز اعتذر شخصياً لشبلي
وبعد ظهر اليوم التالي (أمس الإثنين)، تم الإعلان رسمياً عن فصله من مجموعة الحزب في البرلمان.
وقال المستشار المحافظ كورتز إنهم يريدون كحزب الشعب الالتزام بما وعدوا به، وهو نمط سياسي جديد، يقوم على الشدة في النقاش، على أن لا يكون هناك إيذاء للآخرين أو إهانة أو الحط من قيمتهم البتة، مشيراً إلى أنه ليس هناك مكان للتحيز الجنسي والازدراء في حزبه.
Kurz über Dönmez: "Sexismus hat keinen Platz"
"Sexismus und Herabwürdigung haben keinen Platz": Die ÖVP wirft Efgani Dönmez wegen eines sexistischen Tweets aus ihrem Parlamentsklub. ÖVP-Chef Sebastian Kurz erklärt den Ausschluss:
Geplaatst door Zeit im Bild op Maandag 3 september 2018
وعبر عن أسفه على ما جرى، وقال إنه يقدر عمل دومنيتز في محاربة التطرف الديني، إلا أنه اعتبر هذا الإجراء كـ"إشارة وتنبيه".
وبعد أن اعتذر على تويتر واعترف بازدرائه لسوسن شبلي في تغريدته، وقال إن تصرفه جاء في لحظة ضعف وكان خاطئاً ويقدم اعتذاره لها وللجميع ممن شعروا بأنهم جُرحوا بكلامه، حاول بعد استبعاده من كتلة الحزب أمس أن يجد مبرراً وزعم في تصريحات لصحيفة "أوسترايش" اليومية الثلاثاء أن قصده لم يكن التمييز الجنسي، بل أن حزب شبلي الاشتراكي الديمقراطي ركع ليمد السجادة الحمراء للإسلاميين، الاستيضاح الذي اعتبره توماس لانغباول المحرر في تلفزيون "أو إر إف" سخيفاً لا يصدقه حتى زملاؤه في الحزب، ذوو النيات الطيبة حياله، وجاء متأخراً.
Aufgrund der ausgelösten Diskussionen sehe ich im Nachhinein, dass ich Frau Chebli herabgewürdigt habe. Das war ein Moment der Schwäche, absolut falsch von mir und dafür entschuldige mich bei ihr aufrichtig und bei allen, die sich dadurch verletzt fühlen.
— Efgani Dönmez (@efganidoenmez) September 2, 2018
وسيظل دومنيتز، المولود في تركيا، قبل الهجرة إلى النمسا، نائباً دون كتلة في البرلمان. وتأسف دومنيتز للصحيفة المذكورة حول ورود اسمه في جميع عناوين الأخبار بسبب "نصف جملة"، لا من خلال عمله السياسي خلال الأشهر الأخيرة، معتبراً أن ذلك يشي ببعض الأشياء عن بلادهم.
وعما إذا كان قد أصيب بخيبة أمل من حزب الشعب، قال إن "الأمر قُضي، هكذا هي السياسة. وقع الحزب تحت ضغط الإعلام ومن ألمانيا أيضاً. هناك حياة بعد حزب الشعب أيضاً."
وذكر فلوريان كلينك، رئيس تحرير صحيفة "فالتر" الأسبوعية أنه وفقاً لمعلوماته قام المستشار كورتز بالاعتذار بشكل شخصي لدى سوسن شبلي، وقامت شبلي بإعادة تغريد ما كتبه.
.@sebastiankurz hat im Fall @efganidoenmez konsequent gehandelt. Das muss man anerkennen. Meinem Wissenstand nach hat er sich auch bei @SawsanChebli persönlich entschuldigt.
— Florian Klenk (@florianklenk) September 3, 2018
سياسي مثير للجدل
وكان دومنيتز سابقاً عضواً في مجلس الولايات النمساوي عن حزب الخضر الذي انضم إليه في العام 2000. وقبل أشهر من الانتخابات الماضية في العام 2017، ترك حزب الخضر وانتقل إلى "الحركة" التي شكلها كورتز وخاض معه الانتخابات، لكنه لم ينضم إلى صفوف حزب الشعب.
ولطالما تعرض دومنيتز لانتقادات وأثار الجدل، كما يتضح من سرد مطول لوكالة الأنباء النمساوية لمسيرته السياسية، إذ تسبب باضطراب داخل حزب الخضر في العام 2008، عندما قال إن النساء في حزبهم آنذاك متفانيات وذوات مؤهلات عالية، مضيفاً: "لا يكفي أن يمتلك المرء أثداء كمؤهل لدى حزب الخضر".
وأثار السخط في العام 2013 بين زملائه في حزب الخضر، عندما علق خلال الاحتجاجات التي شهدتها تركيا على مقالة صحفية تتحدث عن تجمع يتوقع تنظيمه في فيينا لـ 5000 من أنصار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، داعياً إلى قطع 5 آلاف تذكرة ذهاب دون عودة لهم إلى تركيا، معتبراً أن ما من أحد سيحزن عليهم، التصريح الذي اعتبره لاحقاً مبالغاً فيه.
وبين دومنيتز في شهر يونيو/حزيران الماضي أن توقيت إعلان المستشار كورتز إغلاق مساجد في النمسا جاء تزامناً مع زيارة كورتز لإسرائيل، كإشارة ضد التطرف، إلا أنه عاد وانتقد الخطوة التي جاءت في فترة الحملة الانتخابية التركية، واعتبرها مساعدة للرئيس أردوغان.