وقَّع وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، خلال زيارة لدمشق، اتفاقية تعاون عسكري بين إيران و سوريا تهدف إلى إعادة بناء الجيش السوري وفق ما أعلِن الإثنين 27 أغسطس/آب 2018.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن حاتمي وصل، الأحد 26 أغسطس/آب 2018، إلى دمشق، في زيارة استمرت يومين، التقى خلالها الرئيس السوري بشار الأسد، فضلاً عن نظيره علي عبد الله أيوب.
مواصلة الوجود الإيراني في سوريا
ونقلت وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية، الإثنين 27 أغسطس/آب 2018، عن حاتمي قوله إن الاتفاقية تهدف إلى "تعزيز البنى التحتية الدفاعية في سوريا، التي تعتبر الضامن الأساسي لاستمرار السلام والمحافظة عليه"، كما تسمح بمواصلة "الوجود والمشاركة" الإيرانية في سوريا.
واعتبر حاتمي أن سوريا "تتخطى الأزمة وتلج إلى مرحلة هامة للغاية، هي مرحلة إعادة البناء". وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، مساء الأحد 26 أغسطس/آب 2018، أن حاتمي وأيوب وقّعا "اتفاقية تعاون مشترك بين جيشي البلدين"، من دون إضافة تفاصيل.
وإعادة بناء الجيش السوري
وفي مقابلة مع قناة "الميادين" الفضائية، جرى بثها مساء الإثنين، أوضح حاتمي من دمشق أن "أهمّ بند في هذه الإتّفاقية هو إعادة بناء القوات المسلحة والصناعات العسكرية الدفاعية السورية، لتتمكّن من العودة إلى قدرتها الكاملة".
وأضاف في المقابلة التي تمت باللغة الفارسية وترجمتها قناة "الميادين" إلى العربية: "من خلال هذه الاتفاقية مهّدنا الطريق لنبدأ بإعادة بناء الصناعات الحربية السورية".
ورداً على سؤال عما إذا كانت الاتفاقية تشمل كل القطاعات العسكرية، ومن ضمنها الصواريخ، قال حاتمي إنها تشمل "أي شيء تعلن الحكومة السورية أنها بحاجة إليه لحفظ أمنها وتستطيع إيران أن تقدّمه".
وتعد إيران حليفاً رئيسياً لدمشق، وقدمت لها منذ بدء النزاع دعماً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.
واعتبر حاتمي أن الوضع في سوريا اليوم "أفضل بكثير"، مضيفاً في الوقت نفسه أن الحرب "لم تنتهِ بعدُ؛ لذلك يجب أن تستمر المواجهة حتى تطهير كل الأراضي السورية، وأعتقد أننا لسنا بعيدين عن هذا اليوم".
كما وجَّه رسائل إلى دول المنطقة
إذ شدد وزير الدفاع على أن إيران ترغب في أن تكون لديها علاقة صداقة وأُخوة مع دول المنطقة، ودعاها إلى عدم الدخول في سباق تسلُّح فيما بينها، وقال حسب ما نقلته وكالة "أنباء فارس": "رسالتي هي أننا نرغب في أن تكون لدينا علاقة صداقة وأخوية مع كل جيراننا ودول المنطقة، وأمن المنطقة لا يتحقق إلا بمشاركة هذه الدول وتعاونها بعضها مع بعض".
وأضاف: "لا يمكن أن نحقق أمن المنطقة عبر الدول الخارجية التي ليس لها علاقة في المنطقة، وهذا النموذج قد فشل سابقاً؛ لذلك أؤكد على دول المنطقة أن تتعاون فيما بينها دون أن تسمح للآخرين بالتدخل، وعدم السعي لسباق التسلح بين دول المنطقة".
وتأتي زيارة حاتمي، في وقت حققت القوات الحكومية السورية انتصارات متتالية في مواجهة الفصائل المعارضة وتنظيم "الدولة الإسلامية" على السواء، وباتت تسيطر على نحو ثلثي مساحة البلاد.
وكشفت طهران، الأسبوع الماضي، عن أول مقاتلة محلية الصنع، بعد أيام على كشفها الجيل الجديد من صاروخ باليستي قصير المدى، في وقت تزداد حدة التوترات بينها وبين واشنطن.
___________________
اقرأ أيضاََ
كيف نجحت إيران في بسط نفوذها في العراق وسوريا ولبنان بينما فشل منافسوها الإقليميون