نظرة سريعة: مقتل أبو شباب يثير موجة من الانتقادات لحكومة نتنياهو في الإعلام العبري

عربي بوست
تم النشر: 2025/12/05 الساعة 10:34 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/12/05 الساعة 10:34 بتوقيت غرينتش
مقتل أبو شباب يثير موجة من الانتقادات لحكومة نتنياهو في الإعلام العبري/عربي بوست

اعتبر كتّاب وإعلاميون إسرائيليون أن اعتماد حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على ياسر أبو شباب، زعيم المليشيات المتعاونة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، والذي أُعلن عن مقتله الخميس 4 ديسمبر/كانون الأول، كان "خطأً استراتيجياً".

وتعاون أبو شباب، الذي ينتمي إلى قبيلة "الترابين" التي أعلنت عن مقتله وتبرأت منه، مع إسرائيل خلال ارتكابها بدعم أمريكي، منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وعلى مدى عامين، جرائم إبادة جماعية بغزة شملت قتلاً وتجويعاً وتدميراً.

وفي يونيو/حزيران الماضي كشفت صحيفة معاريف العبرية أن مليشيا أبو شباب، التي تتلقى دعماً إسرائيلياً بالسلاح "مجرمون ينشطون في تهريب وبيع المخدرات وجرائم الممتلكات".

كما أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في 5 يونيو/حزيران الماضي، بتسليح مليشيات في غزة، بزعم استخدامها قوة ضد حماس.

وفي يوليو/تموز، ظهر أبو شباب في مقابلة مع قناة "كان" الإسرائيلية التابعة لهيئة البث الرسمية، قال فيها إنه "يقود مجموعة مسلحة في غزة تتلقى دعماً من الجيش الإسرائيلي".

وأضاف أبو شباب: "سنواصل قتال حماس حتى ولو تم التوصل إلى تهدئة" بين إسرائيل وفصائل غزة.

كيف قُتل أبو شباب؟

اختلفت الروايات حول طريقة مقتله بين من تحدث عن "إصابته بطلق ناري أثناء محاولة فض النزاع بين أبناء عائلة أبو سنيمة"، ومن قال إنه "توفي بعد تعرضه للضرب حتى الموت خلال شجار مع أعضاء من مجموعته"، ومن ذهب إلى أنه "قُتل في معارك بين العشائر في غزة"، علاوة على روايات أخرى.

ما هي أبرز ردود الفعل على مقتله؟

اعتبرت قبيلة "الترابين" التي ينتمي إليها أبو شباب أن "دمه طوى صفحة عار".

وجاء في بيان نشرته القبيلة أن مقتله "مثّل نهاية صفحة سوداء لا تعبر عن تاريخ القبيلة ولا عن مواقفها"، لافتة إلى أنه المذكور "خان عهد أهله وتورط في الارتباط بالاحتلال".

وأضافت القبيلة أن أبناءها "وقفوا دائماً مع شعبهم وقضيته العادلة، وأنهم لم ولن يكونوا يوماً غطاءً لأي من تجار الفتن أو المتعاونين مع الاحتلال".

وقالت إن "موقفها هو الاصطفاف الكامل إلى جانب مقاومة شعبنا بكل فصائلها، والوقوف مع أهل غزة أمام العدوان".

وأعلنت رفضها "لأي محاولة لاستغلال اسم القبيلة أو أفرادها في تشكيل ميليشيات أو مجموعات تعمل لصالح الاحتلال أو تخدم مشاريعه".

من جانبها، قالت حركة حماس إن مقتل أبو شباب هو "المصير الحتمي لكل من خان شعبه ووطنه، ورضي أن يكون أداة بيد الاحتلال".

وتابعت حماس في بيان أن "الأفعال الإجرامية التي قام بها المدعو ياسر أبو شباب وعصابته، مثلت خروجاً فاضحاً عن الصف الوطني والاجتماعي".

وأشادت بـ"موقف العائلات والقبائل والعشائر التي تبرّأت من أبو شباب وكل من تورّط في الاعتداء على أبناء شعبه أو التعاون مع الاحتلال، ورفعت الغطاء العشائري والاجتماعي عن هذه الفئة المعزولة التي لا تمثّل إلا نفسها".

كيف قرأ الإعلام العبري مقتل أبو شباب؟

عقب مقتله، وجّه الكثير من الكتّاب اللوم لحكومة نتنياهو لاعتمادها على الميليشيات.

وقال الكاتب بهيئة البث العبرية الرسمية إليئور ليفي، في تغريدة على حسابه بمنصة إكس: "حان الوقت لنتعلم من أخطائنا السابقة وندرك أنه لا يمكننا الاعتماد على ميليشيات مسلحة بغزة للقيام بأعمالنا القذرة ضد حماس.. لم ينجح الأمر ولن ينجح الآن".

وعلى نهج ليفي، شدد رئيس الديسك المركزي بهيئة البث "ليران أهاروني" أن "الخيانة في الشرق الأوسط عموماً وبين الفلسطينيين خصوصاً أمر لا يغتفر وتوزيع الحلوى في غزة ولبنان يعكس المشهد".

وشارك أهاروني في تغريدة على حسابه بمنصة إكس مقطع فيديو لمجموعة من الشباب وهم يوزعون الحلوى فرحاً بمقتل أبو شباب".

وقال: "يعكس مقطع الفيديو من قطاع غزة، عقب مقتل أبو شباب، كيف أن الخيانة في الشرق الأوسط عامة، وبين الفلسطينيين خاصة، تعد أمراً لا يغتفر".

من جهته، تساءل باراك رافيد، الكاتب الإسرائيلي بموقع أكسيوس الأمريكي، عن "من وراء فكرة أبو شباب من الأساس في إسرائيل".

أبو شباب
مقتل أبو شباب يثير موجة من الانتقادات لحكومة نتنياهو في الإعلام العبري /عربي بوست

وقال رافيد، في تغريدة على حسابه بمنصة إكس: لم ترغب حكومة نتنياهو في الإتيان بالسلطة الفلسطينية (بغزة)، فابتكرت فكرة ياسر أبو شباب".

وأضاف ساخراً: "أتساءل من كان وراء هذه الفكرة الرائعة؟ الذي فشل وتم القضاء عليه وتسبب في ضرر استراتيجي لإسرائيل".

ومضى باراك رافيد في سخريته متسائلاً من جديد بنفس التغريدة: "ما هو الاختراع التالي؟!"

من جهتها، اعتبرت مراسلة هيئة البث العبرية للشؤون الفلسطينية سابير ليبكين، أن "مقتل أبو شباب نتيجة مباشرة للسياسات قصيرة النظر التي تزرعها إسرائيل، وهو فشل مدو لخيال العشائر".

وأضافت ليبكين، في تغريدة على حسابها بمنصة إكس، أنه "على مدى أشهر، تم دعم الميليشيات المسلحة وتسليحها وإضفاء الشرعية عليها في محاولة لخلق بديل لحماس، وهو ما ينتهي بسفك الدماء وتصفية الحسابات الداخلية".

من جانبه، قال المعلق اليميني في القناة 12 عميت سيغال، إن هذا التطور "سيئ لإسرائيل".

وأوضح سيغال أن حركة حماس كانت تعتبر أبو شباب "تهديداً استراتيجياً لحكمها في القطاع".

وأضاف: "إذا ثبتت صحة ذلك، فسيتعين على إسرائيل أيضاً التحقيق في كيفية تجاوز عناصر حماس للخط الأصفر (في إشارة إلى مقتله بالمناطق التي تحتلها إسرائيل في غزة) واغتياله".

وتابع سيغال: "يتحقق المسؤولون الإسرائيليون أيضاً مما إذا كان قد قُتل في اشتباكات بين العشائر في غزة".

بنيامين نتنياهو
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو/رويترز

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن مقتل أبو شباب يوجّه ضربة مباشرة للمساعي الإسرائيلية لإنشاء قوة محلية تحل محل حماس في قطاع غزة. وهي المساعي التي قوبلت بانتقادات من بعض الخبراء الذين قالوا إن مثل هذه الجماعات لا تستطيع أن تقدم بديلاً حقيقياً لحماس التي تسيطر على غزة منذ عام 2007.

وقال الدكتور مايكل ميلشتاين، ضابط سابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وخبير في شؤون حماس بمركز موشيه ديان بجامعة تل أبيب: "كانت النتيجة واضحة. سواء قُتل على يد حماس أو في اقتتال داخلي بين العشائر، كان من الواضح أن الأمر سينتهي على هذا النحو".

أما صحيفة جيروزاليم بوست فقد أشارت في تقرير عن مقتل أبو شباب، جاء تحت عنوان: "مقتل أبو شباب يثير تساؤلات حول استراتيجية الميليشيات الإسرائيلية في غزة"، إلى أن مقتل أبو شباب، على ما يبدو، في "المنطقة الخضراء" الآمنة خلف الخط الأصفر في غزة أمرٌ مثير للقلق. فهو يُظهر الفوضى التي تُسببها الميليشيات والتهديدات التي قد تنشأ عنها.

فيما قالت صحيفة هآرتس إن أبو شباب "كان مجرماً اقتصر نفوذه على المناطق التي بقيت إسرائيل تسيطر عليها فعلياً. أما خارج حدود النفوذ الإسرائيلي فلم تكن له سلطة ولا شرعية".

تحميل المزيد