من السرية إلى الردع.. القصة الكاملة لصعود السلاح النووي الصيني

تم النشر: 2025/11/10 الساعة 14:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/11/10 الساعة 14:20 بتوقيت غرينتش

منذ اللحظة التي دوّى فيها أول انفجار لتجربة نووية صينية في صحراء "لوب نور" التابعة لإقليم سنجان عام 1964، وحتى أحدث صور الأقمار الصناعية والتقارير التي تتحدث عن تخزين بكين للرؤوس النووية بأسرع معدل في العالم، تمثل قصة النووي الصيني رحلة انتقال هائلة من العزلة إلى القوة، ومن الردع المحدود إلى المنافسة الكونية، بحيث أصبح البرنامج النووي الصيني اليوم مرآةً لنهضة الصين السياسية والعسكرية، وتجسيدًا لعقيدتها النووية الجديدة التي تمزج بين السباق مع الزمن والحذر والردع٬ والرغبة في فرض التوازن داخل نظام عالمي مضطرب٬ يقف اليوم على حافة الانفجار.

يتزامن هذا التسارع الصيني في امتلاك وتخزين القوة النووية مع لحظة جيوسياسية مشحونة: حربٌ طويلة في أوكرانيا وتصعيد روسي أوروبي، تصعيد أميركي – صيني متسارع في بحر الصين الجنوبي وتايوان وحرب تجارية طاحنة، سباق تسلّح في الفضاء، وانقسام عالمي حول مستقبل الردع النووي نفسه بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخراً أن أمريكا ستُعيد تجارب الأسلحة النووية التي توقفت لنحو 33 عاماً.

ومع اتساع رقعة الصوامع النووية الصينية في والإعلان عن صواريخ نووية جديدة عابرة للقارات٬ في عرض عسكري هو الأكبر في العالم٬ تطرح بكين نفسها اليوم كقوة نووية مكتملة الأركان، وهو ما يثير قلقاً متزايداً في واشنطن والعواصم الغربية، التي ترى في التسارع النووي الصيني جزءاً من مشروع أوسع لتغيير قواعد اللعبة في آسيا والعالم. فكيف تطورت قدرة بكين النووية، وما هي عقيدتها النووية، وما الذي تغيّر في العقد الأخير بحيث بات التوسع النووي يدق ناقوس الخطر لدى واشنطن والغرب؟ 

كيف بدأت الصين في امتلاك سلاحها النووي؟

  • في خريف عام 1955، كان العالم يعيش على وقع الحرب الباردة التي قسّمت الكوكب إلى معسكرين متقابلين بين المعسكرين الرأسمالي والشيوعي. أما في بكين، فقد وقف الزعيم الصيني ماو تسي تونغ أمام قادة الجيش الصيني معلناً قراراً مصيرياً: "علينا أن نمتلك القنبلة الذرية حتى لا يُعاملنا أحد كدولة ضعيفة". بهذا القرار وُلد البرنامج النووي الصيني، وسط فقرٍ مدقع ومجاعة تضرب البلاد، لكن بدافعٍ من إحساس قومي بالتهديد. حينها، كانت الولايات المتحدة تمتلك مئات القنابل، والاتحاد السوفييتي يسابقها في سباق تسلّح محموم. أما الصين، فكانت ما تزال تخرج من حرب أهلية مدمّرة.
  • في البداية، تلقّت بكين دعماً تقنياً من موسكو. فالاتحاد السوفييتي زوّد الصين بتقنيات تصميم المفاعلات ومعدات أساسية لإنتاج البلوتونيوم. لكن العلاقة لم تدم طويلاً؛ ففي عام 1959، قطع الزعيم نيكيتا خروتشوف كل أشكال التعاون النووي مع بكين إثر الخلافات الأيديولوجية، تاركاً المشروع الصيني في منتصف الطريق.
استعراض عسكري لصواريخ صينية نووية عابرة للقارات – شينخوا
  • تلك القطيعة كانت لحظة التحوّل الكبرى. فقد قررت الصين أن تمضي وحدها في طريق البحث النووي، مدفوعةً بعقيدة "الاكتفاء الذاتي" التي زرعها ماو. أُنشئت في صحراء لوب نور (Lop Nur) منشآت سرية، عُرفت باسم "القاعدة 221″، حيث عمل آلاف العلماء في ظروف قاسية، بلا دعم خارجي تقريباً. وقاد المشروع الفيزيائي دينغ جياشيان، الذي سيُعرف لاحقاً بـ"أب القنبلة الذرية الصينية"، والعالمة تشينغ كاي تشنغ التي لعبت دوراً محورياً في الحسابات النووية.
  • في 16 أكتوبر 1964، دوّى الانفجار الذي غيّر وجه آسيا. في الساعة 3:00 ظهراً بالتوقيت المحلي، فجّرت الصين أول قنابلها النووية في لوب نور، في اختبار حمل اسم المشروع 596. كان الانفجار بقوة 22 كيلوطناً، أي بمستوى قنبلة هيروشيما تقريباً. الخبر صدم واشنطن وموسكو على حد سواء. وأُدرجت الصين فوراً ضمن "الدول النووية الخمس"، ما منحها مقعداً في ناديٍ كان مغلقاً حتى ذلك اليوم.

القنبلة الهيدروجينية وتطور العقيدة النووية الصينية

  • بعد ثلاث سنوات فقط، في 17 يونيو 1967، فجّرت الصين أول قنبلتها الهيدروجينية٬ وهو زمن قياسي مقارنة بالدول الأخرى. ووصفت صحيفة The Washington Post حينها هذا الإنجاز بأنه "قفزة علمية غير مسبوقة في بلد يعاني الجوع". وقد كرّس هذا الاختبار مكانة الصين كقوة قادرة على تطوير التكنولوجيا الأكثر تعقيداً دون مساعدة خارجية.
  • هذه الفترة كانت أيضاً زمن بناء الأساس العقائدي للردع الصيني: فمنذ البداية، تبنّت بكين سياسة "الردع الأدنى" نووياً (Minimum Deterrence)، أي امتلاك عدد محدود من الرؤوس النووية يكفي فقط لضمان الانتقام في حال التعرض لهجوم نووي. كان هذا المبدأ انعكاساً لفكر القيادة الصينية التي رأت أن الأسلحة النووية وسيلة دفاع رمزية أكثر منها أداة هجوم.
  • وفي السبعينات، ومع زيارة الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون إلى بكين (1972)، بدأت الصين تخرج من عزلتها السياسية. خلال هذه المرحلة، أعادت بكين هيكلة برنامجها النووي العسكري ليصبح أكثر انضباطاً وارتباطاً بالقيادة السياسية العليا، لا بالمؤسسة العسكرية وحدها. وفي عام 1984، أجرت الصين أول تجربة ناجحة لصاروخ باليستي عابر للقارات (DF-5) قادر على الوصول إلى قلب الولايات المتحدة الأميركية.
  • لكن بعد وفاة ماو، تبنّت قيادة دنغ شياو بينغ سياسة "التركيز على الاقتصاد"، ما جعل النشاط النووي أكثر بطئاً، لكنّه لم يتوقف. فقد حافظت الصين، على ترسانة تتراوح بين 200 و250 رأساً نووياً حتى مطلع القرن الحادي والعشرين، ضمن مفهوم "الحد الأدنى الكافي" للدفاع في عقيدتها النووية.

القرن الجديد: الصين تدخل سباق الردع من الباب الكبير

  • مع صعود شي جين بينغ إلى السلطة، دخل البرنامج النووي الصيني مرحلة مختلفة تماماً. ومنذ 2013، بدأت بكين عملية تحديث شاملة لأسلحتها النووية، تشمل منصات بحرية وجوية وصاروخية. وخلال السنوات التالية٬ ستمر الصين في مرحلة "التحول الجذري" في العقيدة النووية٬ إذ انتقلت من التركيز على "الحد الأدنى من الردع"٬ إلى "بناء قوة ردع مرنة وشاملة ومتعددة الوسائط".
  • ومعنى ذلك أن بكين أصبحت تنظر إلى الأسلحة النووية باعتبارها رمزاً للتفوق العسكري٬ وتعتقد بكين أنها تمارس تأثيراً خاصاً على تصور الخصم لتوازن القوى. ويدعم هذا المفهوم ما يطلق عليه المسؤولون الصينيون مهمة "موازنة القوة الاستراتيجية" لقواتهم النووية ــ وهي محاولة لإجبار الولايات المتحدة على اتخاذ موقف أكثر استيعاباً تجاه الصين. وتقول مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية إنه يتعين على واشنطن أن تفهم كيف تشكل هذه التصورات السياسة النووية لبكين إذا كانت تريد توجيه العلاقات الأميركية الصينية في اتجاه أكثر حكمة ــ أو تخاطر بالرد على أساس افتراضات خاطئة، مع نتائج عكسية أو حتى كارثية محتملة.
  • أبرز المظاهر على الأرض لهذا التحوّل جاءت في يونيو 2021، عندما نشرت صحيفة The Washington Post صور أقمار صناعية كشفت بناء أكثر من 100 صومعة صواريخ نووية جديدة قرب مدينة "يومين" في صحراء قانسو. بعدها بأسابيع، أكّد باحثو "اتحاد العلماء الأميركيين" FAS وجود حقول مشابهة في مدينتي "هامي" و"يولين"، ما رفع العدد الإجمالي للصوامع الجديدة إلى أكثر من 350. الصحيفة الأمريكية نقلت حينها عن محللين في "معهد ميدلبيري" قولهم إن الصين "تتجه نحو نظام إنذار مبكر دائم"، ما يشير إلى نية الانتقال من سياسة "الضربة الثانية" إلى إمكانية "الإنذار والرد السريع" نووياً.
  • ويرى الخبراء الأمريكيون أن توسّع الترسانة النووية الصينية وبناء الصوامع الصاروخية بشكل متسارع في السنوات الأخيرة٬ وإدخال صواريخ جديدة يعكس الردع الاستراتيجي الأعلى أمام الولايات المتحدة. فمع تطور أنظمة الدفاع الصاروخي الأميركية، خصوصاً في المحيط الهادئ، بدأت بكين تخشى أن قدرتها الانتقامية قد تُشلّ في أي هجوم أول. لذلك، تسعى الصين الآن إلى ضمان ما يسمّى بـ"الضربة الثانية المؤكدة" (Assured Second Strike)٬ أي امتلاك صواريخ قادرة على الرد حتى بعد تدمير منشآتها البرية.
  • ليس هذا فحسب٬ قدرات إنتاج المواد الانشطارية في الصين توسعت أيضاً٬ وتشير تقديرات لمركز "الفريق الدولي للمواد الانشطارية" بامتلاك الصين نحو 14 طنّاً من اليورانيوم عالي التخصيب (HEU) وحوالي 2.9 طن من البلوتونيوم المفصول، وهي كميات تسمح بتكثير المخزون إلى مئات إن لم يكن آلاف الرؤوس مع استمرار عمليات التخصيب وإعادة المعالجة. كما أنشأت الصين مؤخراً مفاعلات نووية من نوع CFR-600 الذي يطلق عليه المفاعل السريع٬ وبنت مصانع لإعادة معالجة الوقود بهدف زيادة سرعة ومدى الصواريخ، ومن المتوقع دخول خطوط إنتاج وتكرير جديدة حيز التشغيل خلال سنوات قليلة بحسب تقديرات أمريكية. 
  • في الوقت نفسه٬ دخل البعد البحري في صلب المعادلة٬ وفي تقريرها السنوي لعام 2025، قالت مجلة علماء الذرة Bulletin of the Atomic Scientists إن البحرية الصينية أصبحت تمتلك غواصات نووية عديدة بعضها من طراز Jin (Type 094) قادرة على إطلاق صواريخ JL-2 بمدى يتجاوز 8000 كيلومتر. في المقابل، تعمل الصين حالياً على تطوير الجيل الجديد من الغواصات النووية Type 096 المزودة بصواريخ JL-3 بعيدة المدى.
  • من وجهة نظر واشنطن، تمثل هذه التطورات تحدياً مباشراً لها. وفي تقرير وزارة الدفاع الأميركية لعام 2024، فإن الصين قد تمتلك بحلول عام 2035 أكثر من 1500 رأس نووي، مقارنة بنحو 600 اليوم. وفي المقابل، ترى بكين أن تحديث ترسانتها "لا يستهدف التفوق على أحد، بل ضمان بقاء التوازن" في وجه التهديدات الأميركية. أما في موسكو، فهناك ترحيب حذر؛ إذ يعتبر الكرملين أن تزايد القوة النووية الصينية يصبّ في مصلحة كبح النفوذ الأميركي، لكنه في الوقت ذاته يثير تساؤلات عن مستقبل التوازن الروسي– الصيني نفسه.
  • ويبلغ إجمالي مخزونات الأسلحة لدى روسيا والولايات المتحدة، والتي تشمل الأسلحة الجاهزة للاستخدام والرؤوس الحربية المُجمدة، أكبر بكثير. ووفقًا لبحث أجراه معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، تمتلك روسيا 5459 رأساً حربياً، بينما تمتلك الولايات المتحدة 5177 رأساً حربياً، وتمتلك الدولتان حوالي 90% من المخزون العالمي.
تظهر صور الأقمار الصناعية، 119 موقع بناء، يُعتقد أن الصين تبني فيها صوامع للصواريخ الباليستية العابرة للقارات في عام 2021. (بلانيت/مركز دراسات منع الانتشار النووي)

2025: استعراض الترسانة النووية الصينية خارج الظل

  • يعلم العالم أن الصين تُحدِّث ترسانتها النووية وتُوسِّعها بشكل جذري٬ لكن الصين لم تُقرَّ بذلك قط٬ حتى جاء يوم 3 سبتمبر/أيلول 2025. حيث عقدت الصين أكبر عرض عسكري في تاريخها والأضخم عالمياً٬ بحضور أكثر من 100 ألف شخص وعشرات الزعماء والقادة والمسؤولين. 
  • كان استعراض يوم النصر، الذي يُحيي الذكرى الثمانين لـ"حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية"، استعراضاً علنياً للقوة العسكرية الصينية الأحدث لأول مرة٬ ورسالة تحدٍ غير مسبوقة للهيمنة الأمريكية، ونظرة خاطفة على مستقبلها النووي، حيث كانت بكين تتردد دوماً في عرض أحدث ترسانتها العسكرية النووي، لكن الآن ترفع السقف عالياً وكذلك الغطاء عن أخطر أسلحتها التي تستطيع تهديد أمريكا والغرب ومصالحهم حول العالم.
  • خلال العرض العسكري الصيني الذي أثار قلق للأمريكيين وكان صادماً لهم٬ عرضت بكين قدرات الردع النووي الاستراتيجية الأرضية والبحرية والجوية، في حين ظهرت لأول مرة قوات الدعم الجوي والفضاء الإلكتروني والمعلوماتي للجيش. وعلقت وسائل الإعلام الأمريكية على ذلك بالقول أن "التوازن العسكري الإقليمي والعالمي، الذي كان لعقود لصالح الولايات المتحدة وشركائها، قد تغير وإلى الأبد".
  • كشفت بكين على سبيل المثال طراز جديد من الصاروخ الباليستي العابر للقارات DF-5C العامل بالوقود السائل والمكوَّن من مرحلتين، والذي يُعد ركيزة أساسية للردع النووي الصيني. وقال التلفزيون الرسمي إن صاروخ DF-5C يتمتع بمدى عالمي، ما يعني أنه قادر على ضرب أهداف في أي مكان في العالم.
  • كما كشفت الصين لأول مرة عن صاروخ JL-1 الباليستي٬ وهو ما يؤكد عن امتلاكها لثالوث نووي كامل. ويُطلق على الصاروخ الباليستي الصيني اسم جينجلي-1 (JL-1)، مما يُثير بعض الالتباس، إذ لطالما كان "JL" هو التسمية المُستخدمة لسلسلة صواريخ جو لانغ الباليستية التي تُطلق من الغواصات. يُطلق صاروخ JL-1 الباليستي على القاذفة الاستراتيجية بعيدة المدى H6-N القادرة على حمل رؤوس نووية.
  • عرضت بكين صاروخ JL-3 الباليستي الذي يتم إطلاقه من الغواصات (SLBM) لأول مرة علنًا. ويشير تقرير وزارة الدفاع الصينية عن القوة العسكرية لعام 2025 إلى أن JL-3 هو نسخة مُوسّعة المدى من JL-2 الذي كُشف عنه سابقًا، مع مدى مُحتمل يتجاوز 5400 ميل بحري. هذا يعني أن JL-3 يُمكنه الوصول إلى الولايات المتحدة القارية من المياه الساحلية الصينية. وتستطيع غواصات الصواريخ الباليستية الست العاملة من فئة JIN في الصين حمل ما يصل إلى 12 صاروخًا باليستيًا مُطلقًا من الغواصات من طراز JL-2 وJL-2.
رسم بياني يظهر مخزون الصين من الرؤوس النووية – عربي بوست
  • لطالما شكّلت القوة البرية الصينية حجر الأساس للردع النووي الصيني، والذي عززه استعراض يوم النصر. ولطالما استخدمت الصين صواريخ باليستية عابرة للقارات متوسطة المدى ومحمولة نوويًا، تُطلق من مركبات نقل ونصب وقاذف (TEL). وفي الاستعراض العسكري، استعرضت الصين ثلاث قدرات برية للصواريخ الباليستية العابرة للقارات: دونغفنغ 61 (DF-61)، ودونغفنغ 31BJ (DF-31BJ)، ودونغفنغ 5C (DF-5C).
  • ويقول تقرير لمعهد الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS إن أهم ما استخلصته الصين من استعراض يوم النصر الأخير هو أنها خرجت من الظل أخيراً وأصبحت توسّع ترسانتها الاستراتيجية كمًّا ونوعًا. في المقابل، أظهر العرض أن الولايات المتحدة تخسر سباق التسلح النووي. فهي ببساطة لم تُطلق برنامجًا لتحديث ترسانتها النووية طال انتظاره، وستضطر إلى استبدال وتحديث جميع جوانب برنامجها النووي الثلاث في آنٍ واحد. وبينما تتحرك واشنطن ببطء، تُعزز الصين وروسيا ترسانتيهما بوتيرة مذهلة٬ تجعل التنافس النووي أمراً واقعاً.

ما القدرات النووية التي تملكها الصين اليوم؟

تعتمد الصين حالياً على مزيج من أنظمة الصواريخ الثابتة والمتحركة بحراً وبراً وجواً بما يشكل الثالوث النووي:

أولاً: براً: الصواريخ الباليستية العابرة للقارات 

1- صاروخ DF-41 Dongfeng: يُعد صاروخ DF-41، الذي تصنعه الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا مركبات الإطلاق وتشغله قوة الصواريخ التابعة لجيش التحرير الشعبي (PLARF)، أحدث صاروخ باليستي عابر للقارات متحرك برّي في الصين. ويُعتقد أن هذا الصاروخ قادر على حمل عدة رؤوس نووية (MIRVs)، ويبلغ مداه أكثر من 12,000 كيلومتر، ما يجعله قادر على ضرب أي هدف في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الغربية.

2- صاروخ DF-5B/DF-5C (سي-فاميلي): عرضت الصين مؤخراً ولأول مرة، القدرات القتالية للصاروخ الباليستي العابر للقارات DF-5B، وهو عنصر أساسي في الردع النووي الاستراتيجي للبلاد. وبمدى مُعلن يبلغ 12 ألف كيلومتر وحمولة تُقدر بما بين 3 إلى 4 ملايين طن من مادة TNT، فإن صاروخ DF-5B قادر على إلحاق دمار كارثي بأي عدو، بحسب مجلة Army Recognition العسكرية.

3- سلسلة صواريخ DF-31 / DF-31AG: وهي صواريخ باليستية عابرة للقارات من تصميم وانتاج جمهورية الصين الشعبية وهو من الصواريخ طويلة المدى المنطلقة من المنصات البرية المتحركة كالشاحنات. وتتميز السلسلة بالجاهزية العالية، وصعوبة الاكتشاف، ما يجعلها جزءًا أساسياً في الردع النووي الصيني الحديث.

4- صاروخ DF-26 (دونغ فنغ-26): هو صاروخ باليستي صيني متوسط ​​المدى. وهو أول صاروخ صيني مسلح تقليديًا قادرًا على ضرب قاعدة غوام وتدميرها.

5- صاروخ DF‑27: وهو صاروخ باليستي متوسط ​​المدى عابر للقارات مزود بمركبة انزلاقية تفوق سرعة الصوت (Hypersonic Glide Vehicle – HGV) مع خيارات هجوم بري وهجوم مضاد للسفن.

ثانياً: بحراً: الغواصات والصواريخ البحرية النووية

1- غواصات نووية ناشرة للصواريخ الباليستية Type 094 – Jin-class مع صواريخ JL-2.

2- غواصات Type-096 (أو غواصات SSBN/SSN النووية الأحدث).

3- الصاروخ البحري الأحدث JL-3: وهو صاروخ نووي تم اختباره في عام 2019، يُطلق من غواصاتٍ قادرة على نسف مدينة سان فرانسيسكو، بحسب تقارير غربية.

ثالثاً: جوّاً.. القاذفات والصواريخ المحمولة جوّاً

1- القاذفة H-6N (نسخة مطوّرة من قاذفة H-6) بعيدة المدى والقادرة على حمل صواريخ جوّ-أرض بعيدة المدى (بما قد يشمل صواريخ ذات قدرة نووية).

2- القاذفة الشبحية H-20 الأحدث لدى سلاح الجو الصيني وذات القدرات النووية.

3- صواريخ محمولة جوّاً — ALBM / صواريخ كروز جو-مدى طويل (مثلاً من نوع CJ-20 أو ALBM قيد التطوير).

تحميل المزيد