هل جمعهم من قارات العالم ليقسموا الولاء لترامب؟.. كل ما نعرفه عن الاجتماع العاجل لجنرالات أمريكيين مع وزير الدفاع

عربي بوست
تم النشر: 2025/09/27 الساعة 11:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/09/27 الساعة 11:31 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أرشيفية - رويترز

تتجه الأنظار الثلاثاء المقبل إلى ولاية فيرجينيا الأمريكية، التي ستحتضن اجتماعاً غير مسبوق لمجموعة من الجنرالات الأمريكيين مع وزير الدفاع، بيت هيغسيث، الذي وصفه مسؤولون بأنه تجمع يركز على "أخلاق المحارب"، فيما أثارت الخطوة ارتباكاً بين القادة العسكريين في جميع أنحاء العالم.

واستدعى هيغسيث قادة عسكريين أمريكيين من جميع أنحاء العالم إلى اجتماع في قاعدة عسكرية أمريكية، وهو تجمع نادر للقيادة العسكرية للبلاد في مكان واحد، كما وصفته مجلة بوليتيكو.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، شون بارنيل، إن هيغسيث "سيلقي كلمةً أمام كبار قادته العسكريين مطلع الأسبوع المقبل". ولم يُدلِ البنتاغون بمزيد من التفاصيل حول الاجتماع، الذي كانت صحيفة واشنطن بوست أول من نشرت عنه.

مسلمون ينظمون إفطاراً أمام البيت الأبيض للتضامن مع غزة
البيت الأبيض/ رويترز

وعادةً ما يجتمع كبار القادة العسكريين من ذوي الأربع نجوم مع قادتهم مرتين سنوياً على الأقل في واشنطن، وغالباً ما يعقدون عشاء عمل مع الرئيس.

إلا أن دعوة هذا العدد الكبير من الجنرالات والأدميرالات "ربما لم يسبق لها مثيل"، على حد وصف مسؤول أمريكي.

 أين سيقام الاجتماع؟

تقرّر أن يُقام الحدث في قاعدة مشاة البحرية في كوانتيكو بولاية فيرجينيا صباح الثلاثاء المقبل، وسيستمر لمدة ساعة. ومن المتوقع أن يسافر بعض كبار المسؤولين، الذين يُزوَّدون بطائرات عسكرية أمريكية للسفر الرسمي، إلى قاعدة أندروز المشتركة في ولاية ماريلاند.

وسيكون اجتماع يوم الثلاثاء هو الأول من سلسلة ثلاث محاضرات قصيرة سيلقيها هيغسيث، وفقاً لما ذكره مصدران مطّلعان لصحيفة واشنطن بوست. أما المحاضرة الثانية، فستتناول الصناعات الدفاعية، والثالثة ستتناول الردع، ومن المقرّر إلقاؤها في منتدى ريغان للدفاع الوطني بكاليفورنيا في ديسمبر/كانون الأول المقبل.

كم عدد القادة المشاركين في الاجتماع؟

حتى الآن، لم يُكشف عن العدد الدقيق للقادة الذين دُعوا إلى الاجتماع.

لكن وفقاً للبنتاغون، بلغ عدد الجنرالات وضباط الأعلام في الخدمة الفعلية 838، من بينهم 446 من الرتب العليا (بنجمتيْن، وثلاث، وأربع نجوم) حتى يونيو/حزيران الماضي.

ولدى الولايات المتحدة قوات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في مواقع بعيدة مثل كوريا الجنوبية واليابان وفي أنحاء الشرق الأوسط، والتي يقودها جنرالات وأدميرالات بنجمتين وثلاث وأربع نجوم، وفقاً لوكالة رويترز.

ومن المتوقع أن يحضر رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال دان كين، لتقديم هيغسيث، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست.

وفاة رجل أضرم النار بنفسه قرب محكمة يُحاكم فيها ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب/رويترز

ما هي ملامح جدول أعمال الاجتماع؟

فور الإعلان عن الاجتماع، أُثيرت كثير من التساؤلات والتكهنات بشأن الأسباب التي تقف خلف الدعوة التي وجّهها وزير الدفاع الأمريكي لهذا العدد الكبير من القادة العسكريين، برفقة كبار مستشاريهم العسكريين.

وتباينت الأهداف المحتملة للاجتماع المرتقب، التي أشارت إليها تقارير أمريكية عدة، نقلاً عن تصريحات لمسؤولين سابقين وحاليين.

ويمكن حصر هذه الأهداف المحتملة فيما يلي:

1- "أخلاق المحارب"

  • قال مسؤولان أمريكيان، تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما، لوكالة رويترز، إن الاجتماع سيركز على مناقشة هيغسيث لضرورة الالتزام "بأخلاق المحارب" في جميع قطاعات الجيش.
  • ويتحدث هيغسيث في كل خطاب علني يلقيه تقريباً عن "أخلاق المحارب"، وحاجة الجيش الأمريكي إلى التحلّي بعقلية المحارب.
  • ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر مطلعة أن مناقشة هيغسيث لضرورة الالتزام "بأخلاق المحارب" تأتي وسط نفاد صبره المتزايد إزاء عدم تبنّي البنتاغون بسهولة لتوجيهات إدارة ترامب بشأن الثقافة العسكرية.
  • وقال أحد المسؤولين إن وزير الدفاع يشعر بالإحباط المتزايد لعدم تطبيق أجندته "الروح القتالية" بالسرعة الكافية من قِبل الرتب العسكرية، في الوقت الذي يُكافح فيه هيغسيث لتنفيذ سياساته. وأضاف المسؤول أن الخطاب يهدف إلى جعل كبار مسؤولي الدفاع والقادة العسكريين على وفاق مع أولويات هيغسيث.

2- مراجعة المعدات العسكرية

  • من جانبه، علّق الرئيس ترامب على الاجتماع بقوله خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض: "أليس من الجميل أن يأتي الناس من جميع أنحاء العالم للقاء؟"، وأشار إلى أن الاجتماع سيكون مرتبطاً جزئياً، على الأقل، بمراجعة المعدات العسكرية.
  • وأضاف ترامب: "لدينا أروع المعدات في العالم. يرغب العديد من الجنرالات بالحضور. كما سيتجولون في مواقع المعدات، ويتحدثون عن أحدث الأسلحة"، وفق شبكة سي إن إن.
  • وقال مسؤولون في الإدارة الأمريكية إن ترامب ليس لديه خطط فورية لحضور الاجتماع، لكنهم أشاروا إلى أن ذلك قد يتغير.

3- الكشف عن استراتيجية جديدة للدفاع الوطني

  • من بين الأهداف المحتملة أيضاً لاجتماع الثلاثاء المقبل، الذي لن يُبث على الهواء مباشرة، عرض استراتيجية جديدة للأمن القومي تتضمن المزيد من التركيز على الأمن الداخلي ونصف الكرة الغربي.
  • وأفادت مجلة بوليتيكو أن استراتيجية الدفاع الوطني الجديدة للبنتاغون – التي توجد مسودة منها على مكتب هيغسيث – ستُحوّل تركيز الجيش من ردع الصين وروسيا إلى المناطق الأقرب إلى الولايات المتحدة والأمن الداخلي. ومن المرجح أن تدعو المراجعة القادمة إلى خفض القوات في أوروبا وأماكن أخرى.

4- قسم الولاء لترامب

  • تشمل الأهداف المحتملة المطالبة بقسم الولاء للرئيس ترامب، وفقاً لما نقلته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن مسؤولين دفاعيين سابقين.
  • وكتب بن هودجز، القائد العام السابق للجيش الأمريكي في أوروبا، على منصة إكس: "في يوليو/تموز 1935، دُعي الجنرالات الألمان إلى اجتماع مفاجئ في برلين، وأُبلغوا بأن قسمهم السابق على دستور فايمار باطل، وأنه سيُطلب منهم أداء قسم شخصي للفوهرر. وقد أدى معظم الجنرالات القسم الجديد للحفاظ على مناصبهم".
  • وبعد مرور بضع ساعات، رد هيغسيث: "قصة رائعة، يا سيدي الجنرال".
  • وقال مارك كانسيان، المسؤول السابق في البنتاغون، والذي يعمل الآن في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "أعتقد أن الأمر المهم هو أن هيغسيث سيحث كبار ضباطه… ويخبرهم أنه يتوقع الولاء" و"أن ينفذوا برنامج الرئيس دون معارضة، وأنهم إذا لم يتمكنوا من القيام بذلك، فعليهم التقاعد".

5- حملة إقالات جديدة

  • وتأتي الدعوة للاجتماع عقب إقالة هيغسيث عدداً من كبار الضباط العسكريين دون مبرر هذا العام، مما قلب المعايير العسكرية رأساً على عقب، وأشاع جواً من الخوف في البنتاغون، وفقاً لما نقلته صحيفة واشنطن بوست عن مصادر مطلعة.
  • وأوردت صحيفة فايننشال تايمز أن من بين الأهداف التي يتم تداولها بشأن الاجتماع، حملة تطهير للرتب العليا في الجيش.
  • وفي مايو/أيار الماضي، أمر هيغسيث بخفض أعداد الجنرالات من ذوي الأربع نجوم بنسبة 20%، وخفض أعداد جميع الجنرالات والضباط ذوي الرتب العليا بنسبة 10%.
  • كما قامت إدارة ترامب بطرد 14 من كبار الضباط العسكريين خلال فترة الولاية الثانية للرئيس، كجزء من عملية تطهير أوسع.
  • وأقال هيغسيث رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال سي كيو براون، ورئيسة العمليات البحرية، الأدميرال ليزا فرانشيتي، وقائدة خفر السواحل، الأدميرال ليندا فاجان.

لماذا أثارت الدعوة للاجتماع قلق البعض؟

أعرب بعض المسؤولين عن مخاوف أمنية من وجود هذا العدد الكبير من كبار الضباط في مكان واحد وفي آنٍ واحد.

وقال مساعد في الكونغرس لشبكة سي إن إن: "ما لم يكن هيغسيث يخطط للإعلان عن حملة عسكرية جديدة كبرى أو إصلاح شامل لهيكل القيادة العسكرية، فلا أستطيع أن أتخيل سبباً وجيهاً لذلك".

وسلّط جنرالات آخرون الضوء على التكلفة المادية التي ستتطلبها عمليات نقل العديد من الضباط الذين يخدمون في مناطق صراع نشطة في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا.

ورجّحت صحيفة واشنطن بوست أن تصل تكلفة تذكرة الطيران التجارية من منطقة المحيطين الهندي والهادئ أو أوروبا للضابط الأعلى ومستشاريه إلى آلاف الدولارات، أما الرحلات الجوية العسكرية فهي أكثر تكلفة بكثير، وسترهق قدرات النقل الجوي المحدودة.

سفن حربية أمريكية في البحر الأحمر/ رويترز

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية لصحيفة نيويورك تايمز: "إذا كان التركيز الرئيسي للاجتماع ينصب بالفعل على إبراز ثقافة هيغسيث القتالية، فقد تساءل ضباط عسكريون سراً عن سبب عدم إمكانية نقل هذه الرسالة عبر مؤتمر فيديو كبير وآمن، في ظل مناقشة العديد من المسائل العملياتية والسياسية الحساسة هذه الأيام".

كما أثار توقيت الاجتماع القلق بشكل خاص، وفق صحيفة واشنطن بوست، إذ من المقرر عقده في 30 سبتمبر/أيلول، وهو اليوم الأخير من السنة المالية.

وفي حال حدوث إغلاق حكومي، فقد يُجبر ذلك كبار الجنرالات على البقاء في فيرجينيا، في حين تُوازن القيادات العسكرية حول العالم بين التداعيات الأمنية لحرب روسيا ضد أوكرانيا، وتجدد هجوم إسرائيل على غزة، والتهديد المستمر للأفراد الأمريكيين في الشرق الأوسط، حيث يواصل الحوثيون وميليشيات أخرى مدعومة من إيران إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة على المصالح الأمريكية.

تحميل المزيد