كل ما تريد معرفته عن خطة ترامب لوقف حرب غزة وترتيبات اليوم التالي

عربي بوست
تم النشر: 2025/09/26 الساعة 13:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/09/26 الساعة 13:36 بتوقيت غرينتش
قدّم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة لإنهاء الحرب على غزة/ عربي بوست

قدّم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة من 21 بنداً لإنهاء الحرب في غزة، وسط تصريحات أمريكية متفائلة، وتساؤلات حول الموقف الإسرائيلي والفلسطيني منها.

وكان ترامب قد قدم الخطة إلى قادة دول عربية وإسلامية على هامش اجتماعات الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وتبدي الإدارة الأمريكية تفاؤلاً بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق يفضي إلى وقف إطلاق النار في غزة، وتفاهمات بشأن "اليوم التالي" للحرب.

وقال ترامب إنه أجرى مباحثات مهمة مع تركيا، وقطر، ودول إقليمية أخرى، معرباً عن أمله في التوصل إلى نتيجة ملموسة بشأن غزة.

القناة 12 العبرية ذكرت أن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف اجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبحث الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب على قطاع غزة، وقد شارك في الاجتماع جاريد كوشنر صهر ترامب، ووزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة الاحتلال رون ديرمر.

ما أبرز بنود خطة ترامب التي بدأت تتسرب ملامحها؟

ذكر موقع "أكسيوس" الأمريكي أن المقترحات الأمريكية كانت عبارة عن أفكار تمت مناقشتها على مدى الأشهر الستة الماضية، وتحديثات للأفكار التي طورها كوشنر ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير.

وتتضمن المبادئ الرئيسية لخطة ترامب لإنهاء الحرب على غزة، بحسب الموقع الأمريكي:

  • إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين المتبقين.
  • وقف دائم لإطلاق النار.
  • انسحاب إسرائيلي تدريجي من قطاع غزة.
  • آلية حكم في غزة دون حركة حماس.
  • قوة أمنية تضم فلسطينيين وكذلك قوات من دول عربية وإسلامية.
  • توفير تمويل عربي وإسلامي للإدارة الجديدة في غزة ولإعادة الإعمار، مع مشاركة جزئية للسلطة الفلسطينية في إدارتها.

وبالتالي، فإن خطة ترامب لإنهاء الحرب لا تشمل ما كان يُروّج له من تهجير قسري للفلسطينيين من قطاع غزة، أو تحويل القطاع إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، بحسب "فايننشال تايمز".

من سيحكم قطاع غزة؟

ذكرت وسائل إعلام أمريكية وإسرائيلية أن الخطة الأمريكية تتضمن تعيين رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير للإشراف على عملية إعادة إعمار غزة وإدارتها.

وبحسب صحيفة "هآرتس"، فإن الخطة التي جرى عرضها على قادة العرب تتضمن في مرحلة لاحقة نقل إدارة القطاع إلى السلطة الفلسطينية، غير أنها لا تحدد جدولاً زمنياً.

ووفقاً لـ"فايننشال تايمز"، تضمنت مقترحات ترامب إنشاء لجنة فلسطينية لإدارة القطاع، على أن يتم الإشراف عليها من قبل مجلس إشراف دولي.

وبحسب "التايمز"، فإن المقترح ينص على أن تنتقل الإدارة الدولية أولاً إلى العريش في سيناء قرب الحدود مع قطاع غزة، ثم تنتقل إلى القطاع برفقة قوة دولية مدعومة من الولايات المتحدة.

رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير/ الأناضول
رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير/ الأناضول

ووفقاً لما تسرب، فإن الخطة تنص على "توحيد كامل الأراضي الفلسطينية في نهاية المطاف تحت سلطة السلطة الفلسطينية".

لكن الدول الأوروبية والعربية تعارض فكرة الوصاية الدولية، معتقدة أنها تهمّش الفلسطينيين، وتفتقر إلى الشرعية في نظر سكان غزة.

وتؤكد الدول العربية والأوروبية على أن غزة يجب أن تُدار من قبل لجنة من التكنوقراط الفلسطينيين، بدعم من السلطة الفلسطينية.

ما موقف قادة الدول من خطة ترامب لإنهاء الحرب؟

بحسب موقع "أكسيوس"، فإن الرئيس الأمريكي طلب من القادة العرب والمسلمين دعم هذه المبادئ والتزامهم بالمشاركة في خطة ما بعد الحرب في غزة.

والمشاركون في الاجتماع هم قادة ومسؤولون كبار من السعودية، والإمارات، وقطر، ومصر، والأردن، وتركيا، وإندونيسيا، وباكستان.

وذكر الموقع الأمريكي أن القادة عرضوا عدة شروط لدعم خطته، وهي:

  • ألا تضم إسرائيل أجزاء من الضفة الغربية أو غزة.
  • ألا تحتل إسرائيل أجزاء من غزة.
  • ألا تبني إسرائيل مستوطنات في غزة.
  • أن تتوقف إسرائيل عن تقويض الوضع الراهن في المسجد الأقصى.
  • زيادة المساعدات الإنسانية المقدمة لغزة فوراً.

وقد تعهد ترامب، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية وأمريكية، بأنه لن يسمح لإسرائيل بضم أجزاء من الضفة الغربية.

وأثناء خروجه من مقر الاجتماع، قال ترامب: "اجتماعي مع قادة عرب ومسلمين بشأن غزة كان عظيماً، هذا أهم اجتماع أعقده، لأننا سننهي شيئاً كان من المفترض ألا يحدث"، دون تفاصيل.

فيما أكد قادة دول عربية وإسلامية، في بيان مشترك أصدروه عقب الاجتماع، ضرورة إنهاء الحرب في قطاع غزة، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وإدخال مساعدات إنسانية كافية، في خطوة أولى نحو سلام عادل ودائم.

ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اللقاء بـ"المثمر"، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، لكنه لم يكشف عن تفاصيل إضافية حول موقفه من البنود.

أما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والذي لم يشارك في الاجتماع، فقال في بيان إنه يقدّر جهود ترامب من أجل وقف الحرب بقطاع غزة، معرباً عن تثمينه لما طرحه الرئيس الأمريكي خلال "اجتماع نيويورك"، والذي يراه أساساً هاماً يمكن البناء عليه.

اجتماع القادة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة/ رويترز
اجتماع القادة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة/ رويترز

وقال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مقابلة مع موقع "بريتبارت" الإخباري، إن ترامب أبدى التزامه بإنهاء الحرب على غزة، ويعمل حالياً مع فريقه على خطة سلام.

وأوضح أن "اجتماع نيويورك" كان مهماً للغاية، وأن ترامب استمع للقادة ويرغب في العمل معهم لحل الأزمة، مشيراً إلى أن ما سمعوه "كان مشجعاً جداً"، وأنهم يأملون أن تعود الأمور إلى المسار الصحيح.

ويبدو أن قادة العرب والمسلمين الذين حضروا الاجتماع يصرّون على وجود دور للسلطة الفلسطينية في "اليوم التالي" للحرب على غزة.

وفي تأكيده على انفتاح مصر على نشر قوات دولية في غزة بموجب قرار من مجلس الأمن الدولي، قال وزير الخارجية المصري إن نشر القوات يهدف إلى مساعدة السلطة الفلسطينية على إدارة القطاع.

كما أعلن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إطلاق تحالف دولي طارئ لتمويل السلطة الفلسطينية، كاشفاً عن تقديم بلاده 90 مليون دولار لتمويل السلطة.

وأكد الوزير السعودي وجود "توافق عربي على أن مصير غزة موحّد مع الضفة الغربية تحت إدارة السلطة الفلسطينية".

ما موقف إسرائيل من خطة ترامب لإنهاء الحرب على غزة؟

نقلت القناة 12 العبرية، عن مصادر دبلوماسية لم تسمّها، أن ويتكوف وكوشنر أطلعا إسرائيل قبل أيام على الخطوط العريضة لـ"خطة الـ21 نقطة"، لكن نتنياهو وديرمر أبديا تحفّظات على بعض بنودها.

ومن المعلوم أن نتنياهو وضع شروطاً خمسة لإنهاء الحرب على قطاع غزة، وهي:

  • إعادة كافة الأسرى الإسرائيليين، الأحياء منهم والأموات.
  • نزع سلاح حركة حماس.
  • تجريد غزة من السلاح.
  • السيطرة الأمنية الإسرائيلية على غزة.
  • إنشاء إدارة مدنية لا تتبع حماس ولا السلطة الفلسطينية.

وتتلخص تحفظات نتنياهو بشأن خطة ترامب لإنهاء الحرب في:

  • أنها لا تشترط وقف إطلاق النار ونهاية الحرب باستكمال عملية نزع السلاح من القطاع، بحسب القناة 12 العبرية.
  • الخطة الأمريكية قد تتحول إلى قرار صادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهو الأمر الذي أبدى نتنياهو تحفّظات عليه بشكل دائم، وفق القناة.
  • نتنياهو أكد مراراً رفضه لوجود السلطة الفلسطينية في قطاع غزة.
  • كما أن السيطرة الأمنية الإسرائيلية على غزة تتعارض مع ما تطرحه الخطة بشأن نشر قوات عربية وفلسطينية داخل القطاع.

وفي تعليقه على خطة ترامب، اعتبر المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل أنها الخطة الأولى من ترامب التي يمكن الحديث بشأنها، فهي ليست محاكاة ذكاء اصطناعي، ولا "ريفييرا" بفنادقها الفاخرة الخالية من أكثر من مليوني فلسطيني، بل خطة ملموسة مكونة من 21 بنداً.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض/رويترز
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض/رويترز

وكشف هارئيل أنه، وفقاً للمحيطين بنتنياهو، فإن لرون ديرمر دوراً خفياً في صياغة الخطة الأمريكية.

لكنه رأى أن فرص النجاح لا تبدو كبيرة، ولكن على الأقل وُضعت هنا خطة تبدو متوافقة مع الواقع.

وحول اعتراض نتنياهو على وجود السلطة الفلسطينية في غزة، قال هارئيل إن نتنياهو يحاول التقليل من أهمية الدور الذي سيُمنح لها في غزة، لأن هذا البند يتناقض مع كل ما وعد به قاعدته اليمينية حتى الآن، كما أن أي مسار سريع لإنهاء القتال سيهدد بقاء حكومته.

لكن مقربين من نتنياهو قالوا إن حكومته قد تضطر في نهاية المطاف إلى السماح للسلطة الفلسطينية بإدارة قطاع غزة، بحسب هيئة البث الإسرائيلية التي أشارت إلى أنه ليس من المتوقع أن تُفرض على إسرائيل خطوات لا ترغب بها.

ما موقف حماس من خطة ترامب لإنهاء الحرب؟

لم تُبدِ حماس أي موقف بشأن خطة ترامب لإنهاء الحرب على غزة، لكنها أكدت مرات عدة انفتاحها على أي جهود تُبذل في سبيل إنهاء الحرب، والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة.

وبحسب مصادر لـ"عربي بوست"، فإن فكرة إمكانية دخول قوات عربية إلى قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، أثارتها مصر مع حركة حماس مؤخراً، لكن الحركة طالبت بتأجيل النقاشات بشأن "اليوم التالي" لغزة، في ظل المناقشات المتعلقة بالصفقة الجزئية التي أحبطها نتنياهو مؤخراً.

وكانت حركة حماس في تصريحات سابقة قد أكدت رفضها لفكرة القوات الدولية، أو أي مشاريع تتجاوز الإرادة الفلسطينية بشأن غزة.

واللافت أن بيان حركة حماس الأخير في ردها على تصريحات رئيس السلطة محمود عباس، ألمح إلى خطوط حمراء بشأن مستقبل قطاع غزة، وهي:

  • أن المقاومة مسؤولية وطنية وأخلاقية تستمد شرعيتها من الشعب الفلسطيني، ومن حقه الطبيعي في مقاومة الاحتلال.
  • الحركة أكدت أن كل محاولات فرض الوصاية على الشعب الفلسطيني وإرادته ستبوء بالفشل.
  • الحركة أكدت أن حديث عباس بأن حماس لن يكون لها دور في الحكم، يُعتبر تعدّياً على حق الشعب الفلسطيني في اختيار من يحكمه، وخضوعاً مرفوضاً لإملاءات ومشاريع خارجية.
  • أكدت الحركة أنه لا يمكن المساس بسلاح المقاومة ما دام الاحتلال موجوداً.

وبحسب مصادر لـ"عربي بوست"، فإن الحركة منفتحة على أي نقاشات بشأن إدارة قطاع غزة، ولكن بشرط أن يكون ذلك بتوافق فلسطيني داخلي، بعيداً عن الإملاءات أو الوصاية الخارجية.

هل تنجح خطة ترامب في إنهاء الحرب؟

يقول المحلل الإسرائيلي عاموس هارئيل، إنه على عكس الانتقادات اللاذعة التي يتعرض لها نتنياهو من قادة آخرين، لم تظهر حتى الآن أي بوادر أزمة بينه وبين ترامب.

فقد دعم الرئيس الأمريكي رئيس الوزراء الإسرائيلي دعماً كاملاً في جميع تحركاته، بدءاً من الإلغاء المتعمد للصفقة السابقة، واستئناف القتال في مارس/آذار الماضي، وصولاً إلى إعلان نتنياهو في أغسطس/آب أنه أصدر تعليماته للجيش باحتلال مدينة غزة.

وأوضح هارئيل أن ترامب اكتفى بتعبير احتجاجي مهذب تجاهه، عندما أمر باغتيال قادة فريق حماس التفاوضي في الدوحة.

ورأى أنه من المرجّح أن يضطر ترامب في مرحلة ما إلى مراعاة توقعات الدول العربية، وخاصة الخليجية، لإنهاء الحرب في غزة.

لكن الرهان المعقول هو أن نتنياهو سيحاول كسب الوقت، ويواصل المماطلة، على أمل أن تنفجر المفاوضات مجدداً، ويصبح من الممكن إلقاء اللوم على حماس.

وفي سياق متصل، يقول المحلل السياسي في صحيفة "الغارديان" باتريك وينتور، إن "إعلان نيويورك" الذي صيغ عبر أشهر من الدبلوماسية الفرنسية، كان يقترح إدارة تكنوقراطية لمدة عام واحد فقط في المرحلة الانتقالية، ثم يضع السلطة في قلب حكومة موحدة جديدة تشمل غزة والضفة الغربية وشرق القدس.

محمود عباس تحدث من رام الله إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة/ رويترز
محمود عباس تحدث من رام الله إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة/ رويترز

لكن الولايات المتحدة منعت عباس من السفر إلى نيويورك، فكيف يمكن أن توافق واشنطن على أن تتولى السلطة الفلسطينية إدارة دولة فلسطينية موحدة جديدة؟!، بحسب الكاتب.

ورأى أن هناك سلسلة معايير يتعين على السلطة تحقيقها وفق خطة ترامب قبل أن تتسلم زمام الأمور بالكامل.

ونقل عن دبلوماسي أن المقترح يمنح إسرائيل فرصاً عديدة لاستخدام حق النقض، وإبطاء الانتقال إلى الحكم الذاتي الفلسطيني.

كما يمنح "إعلان نيويورك" وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" دوراً مركزياً في إعادة الإعمار، لكن الولايات المتحدة وإسرائيل تسعيان إلى إنهاء الوكالة.

والمشهد الثالث من خطة ترامب هو "قوة استقرار دولية"، على أن يُجرى تدريب قوة أمنية فلسطينية في مصر والأردن وعدد من الدول الإسلامية، على أن ترتبط هذه القوة مباشرة بالسلطة الفلسطينية.

لكن نتنياهو لطالما أصر على أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية، كما أن بعض جوانب خطة بلير لا تحمل سمات الحكم الذاتي الحقيقي، بحسب الغارديان.

تحميل المزيد