هل نفدت مخازن أمريكا؟ ترامب يقطع إمدادات الأسلحة عن أوكرانيا وروسيا ترحب

تم النشر: 2025/07/03 الساعة 13:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/07/03 الساعة 13:40 بتوقيت غرينتش
نهاية "السخاء" الأمريكي.. لماذا قطع ترامب إمدادات الأسلحة عن أوكرانيا الآن؟ - (صواريخ باتريوت في أوكرانيا) - رويترز

أصبحت الأسلحة الأمريكية المتجهة إلى أوكرانيا، بما في ذلك صواريخ باتريوت وستينجر وغيرها الكثير من الأسلحة الاستراتيجية، محظورة الآن على كييف بعدما أمر البنتاغون بذلك، مما أثار المخاوف بشأن قدرات كييف في الدفاع عن نفسها ضد روسيا التي بدورها رحبت بقرار واشنطن، فيما أصبح الأوروبيون أكثر قلقاً حول قدرتهم على سد الفجوة لدى أوكرانيا، وكذلك حول مستقبل الشراكة مع الولايات المتحدة في عهد ترامب.

وعلى مدار 3 سنوات، كانت الولايات المتحدة أكبر مزوّد منفرد للمساعدات العسكرية لكييف منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، حيث زوّدت واشنطن الجيش الأوكراني بمنظومات دفاع جوي، وطائرات مسيّرة، وقاذفات صواريخ، ورادارات، ودبابات، وأسلحة مضادة للدروع وغيرها الكثير من المعدات القتالية إلى جانب الخدمات الاستخباراتية. غير أن هذا "السخاء العسكري" كما كانت تصفه إدارة ترامب، أثار تساؤلات في واشنطن بشأن تآكل المخزون الأميركي الاستراتيجي.

أمريكا توقف مد أوكرانيا بأسلحة استراتيجية.. ما الذي حدث؟

  • في قرار أثار غضباً أوكرانياً وقلقاً أوروبياً، قال مسؤول كبير في البيت الأبيض لشبكة CNN إن إدارة ترامب أوقفت شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، بما في ذلك صواريخ الدفاع الجوي، بعد مراجعة الإنفاق العسكري والدعم الأمريكي للدول الأجنبية. وقّع وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث على المراجعة، التي أشار المسؤول إلى أنها كانت جارية منذ أشهر. ولم يتضح ما إذا كان الدعم العسكري المُقدّم لدول أخرى سيتأثر.
  • وفي تبريرها لهذا القرار، قالت نائبة السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض آنا كيلي إن القرار اتخذ "لوضع مصالح أميركا في المقام الأول". وأشار بعض المسؤولين الأميركيين إلى أن مراجعة المساعدات لأوكرانيا كانت مرتبطة جزئيا "بدفع البنتاغون للتركيز على الصين والاستعداد للصراع المستقبلي المحتمل في المحيط الهادئ"، وهي القضية التي أعطتها واشنطن الأولوية بحسب مسؤول السياسة في البنتاغون، إلبريدج كولبي.
  • وصرح كولبي في بيان يوم الثلاثاء: "تواصل وزارة الدفاع تزويد الرئيس بخيارات فعّالة لمواصلة تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا، بما يتماشى مع هدفه المتمثل في إنهاء هذه الحرب المأساوية. وفي الوقت نفسه، تُجري الوزارة دراسةً دقيقةً وتُكيّف نهجها لتحقيق هذا الهدف، مع الحفاظ على جاهزية القوات الأمريكية لتلبية أولويات الإدارة الدفاعية".
  • ويأتي قرار وقف بعض عمليات نقل الأسلحة إلى أوكرانيا بعد أن ناشد زيلينسكي حلفائه الغربيين تعزيز دفاعات بلاده الجوية بعد تكثيف الهجمات الجوية الروسية مؤخراً. فيما شنّت روسيا في الأسابيع الأخيرة غارات جوية شبه ليلية على أوكرانيا، مستخدمةً مئات الطائرات المسيّرة والصواريخ. ويوم الأحد، أعلن الجيش الأوكراني مقتل طيار إثر تحطم طائرته المقاتلة من طراز إف-16 خلال هجوم جوي روسي.
  • وفي أعقاب الهجوم، قال زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي إن أوكرانيا مستعدة لشراء "أنظمة أمريكية" لتعزيز دفاعاتها الجوية. وقال زيلينسكي، الأربعاء، إن الحكومة الأوكرانية تحاول توضيح الوضع. وأضاف: "يجري حاليًا توضيح جميع التفاصيل المتعلقة بتوفير الدعم الدفاعي، يجب علينا، بطريقة أو بأخرى، ضمان حماية شعبنا".

أوكرانيا غاضبة وروسيا ترحب بقرار إدارة ترامب: "سيعجل في إنهاء الحرب"!

  • أعلنت أوكرانيا، الأربعاء، أنها استدعت القائم بالأعمال الأميركي في البلاد، وذلك عقب إعلان واشنطن تعليق بعض شحنات الأسلحة. وفي بيان رسمي، حذّرت الخارجية الأوكرانية من أن "أي تأخير أو إرجاء في دعم القدرات الدفاعية الأوكرانية لن يؤدي سوى إلى تشجيع المعتدي على مواصلة الحرب"، في إشارة إلى روسيا، مضيفة أن "استمرار تسليح أوكرانيا هو عنصر حاسم لمنع موسكو من تصعيد هجماتها، والضغط نحو الحل السلمي بدلًا من مواصلة الترهيب".
  • أكد مصدر عسكري أوكراني لوكالة "فرانس برس" أن الوضع الميداني سيزداد تعقيدًا في حال غابت الأسلحة الأميركية عن ساحة المعركة. وقال: "نحن نعتمد بدرجة كبيرة على الذخائر الأميركية. أوروبا تبذل جهدًا كبيرًا، لكن من دون الدعم الأميركي سيكون من الصعب مواصلة المواجهة".
  • وقال ميخايلو بودولياك مستشار المكتب الرئاسي الأوكراني: "سيبدو من الغريب للغاية، ومن غير الإنساني، أن نتوقف عن توريد الصواريخ… وخاصة لأنظمة باتريوت، التي تحمي بوضوح السكان المدنيين في أوكرانيا على نطاق واسع". 
  • فيما أشار المستشار في الرئاسة الأوكرانية، دميترو ليتفين، أن كييف تسعى للحصول على توضيحات مباشرة من واشنطن بشأن طبيعة القرار وحدوده. وقال في تصريح للصحافيين: "نعمل على استيضاح الأمر، وأعتقد أن الصورة ستتضح خلال الأيام القليلة المقبلة"، دون إبداء المزيد من التفاصيل.
خلاف ترامب وزلينيسكي العلني في البيت الأبيض – رويترز
  • من جانبها، رحبت روسيا بالقرار، مدعية أنه تم اتخاذه لأن الولايات المتحدة لا تملك ما يكفي من الأسلحة، وأن أن خفض الدعم العسكري لكييف سيجعل نهاية النزاع أقرب. 
  • وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف لفرانس برس: "على حد علمنا، كان سبب هذا القرار هو أن مستودعات (الأمريكيين) فارغة، وتعاني من نقص في الأسلحة. ولكن على أي حال، كلما قلّت الأسلحة المُورّدة لأوكرانيا، اقتربت نهاية العملية العسكرية الخاصة"، مستخدمًا تسمية الكرملين للحرب الروسية على أوكرانيا.

ما الأسلحة التي علقت واشنطن إرسالها إلى كييف؟

  • يقول مسؤولون أوكرانيون إنه في ليلة 30 يونيو/حزيران و1 يوليو/تموز، أرجع البنتاغون طائرات شحن كانت تحمل إمدادات من أنظمة الدفاع الجوي الاعتراضية وأسلحة أخرى إلى قواعد أوروبية، حيث كانت ستُنقل برًا إلى أوكرانيا. وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الشحنات التي تم تعليق إرسالها لكييف تشمل صواريخ ستينغر أرض-جو، وصواريخ جو-جو، وصواريخ هيلفاير جو-أرض، وصواريخ أرض-أرض، وقذائف مدفعية.
  • وتضيف الصحيفة أن من بين الشحنات الأميركية التي كانت في بولندا وتم إعادتها، أكثر من عشرين صاروخاً من طراز باتريوت من طراز PAC-3، وأكثر من عشرين نظام دفاع جوي من طراز Stinger، وصواريخ Hellfire جو-أرض وأكثر من 90 صاروخاً جو-جو من طراز AIM، من بين أنظمة أخرى، ونحو 8500 قذيفة هاوتزر وغيرها من الأسلحة، وفقاً لمسؤولين في الإدارة والكونجرس.
  • بالنسبة لطائرات إف-16 الأوكرانية التي حصلت عليها حديثًا، تُعدّ أنظمة AGM-88 HARM وJDAM وAIM-120 AMRAAM أساسية وقد تم إيقاف توريدها لكييف بحسب تقارير غربية. يستهدف صاروخ HARM، وهو صاروخ مضاد للإشعاعات، أنظمة رادار العدو، وهو يقوض الدفاعات الجوية الروسية مثل نظام S-400. تُحوّل أنظمة JDAM القنابل غير الموجهة إلى ذخائر دقيقة التوجيه، مما يُمكّن من توجيه ضربات على أهداف بالغة الأهمية مثل مراكز القيادة. يوفر صاروخ AIM-120 AMRAAM، بفضل توجيهه الراداري النشط، قدرات جو-جو تتجاوز مدى الرؤية، مما يُمكّن طائرات إف-16 من الاشتباك مع طائرات روسية مثل Su-35 على مسافات تصل إلى 180 كيلومترًا.
  • لطالما وضعت كييف الدفاعات الجوية، وخاصةً ذخائرها، على رأس قائمة أولوياتها المقدمة للداعمين الغربيين. وبينما أثبتت المعدات الأوروبية والمحلية الصنع فعاليتها في تدمير طائرات روسية بعيدة المدى وصواريخ كروز، فإن الباتريوت هو دفاعها الوحيد ضد الصواريخ الباليستية. 
  • تعتبر صواريخ الباتريوت على نطاق واسع من بين أفضل أنظمة الدفاع الجوي، وخاصة في الحماية ضد الصواريخ الأسرع من الصوت والصواريخ الباليستية المتقدمة. ومن المعروف أن أوكرانيا تمتلك ما يقرب من نصف دزينة من أنظمة الدفاع الجوي باتريوت المصنوعة في الولايات المتحدة ، والتي تلعب دورا حاسما في دفاعها الجوي، وحماية ملايين المدنيين من الصواريخ الروسية. لكن كييف تواجه خطر نفاد الصواريخ اللازمة لهذه الأنظمة.
  • كانت الولايات المتحدة أكبر مانح للمساعدات العسكرية لأوكرانيا منذ أن شنت روسيا غزوها الكامل في عام 2022، حيث قدمت الولايات المتحدة حوالي 67 مليار دولار كمساعدات عسكرية لأوكرانيا منذ أن شنت روسيا غزوها الشامل لجارتها في فبراير 2022، وفقًا لبيان صحفي صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية في مارس. وزودت واشنطن أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي والطائرات بدون طيار وقاذفات الصواريخ والرادارات والدبابات والأسلحة المضادة للدروع، مما أدى إلى مخاوف بشأن تضاؤل ​​​​المخزونات الأمريكية.
توريد الأسلحة الأمريكية إلى أوكرانيا – القواعد الأمريكية في بولندا – رويترز
  • لكن ميزان المساعدات لأوكرانيا تغير بشكل كبير منذ عودة ترامب إلى السلطة، مما يلقي بظلال من الشك على مستقبل الدعم الأميركي لكييف. في أبريل/نيسان، تجاوزت أوروبا الولايات المتحدة في إجمالي المساعدات العسكرية لأوكرانيا لأول مرة، حيث بلغت مساهمتها 72 مليار يورو (84.9 مليار دولار)، مقارنة بـ 65 مليار يورو (76.6 مليار دولار) من الولايات المتحدة، وفقا لبيانات من معهد كيل للاقتصاد العالمي، وهو مركز أبحاث ألماني يتابع عن كثب المساعدات في زمن الحرب لأوكرانيا.
  • جاء هذا التحول بعد أن أوقف ترامب جميع شحنات المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا إثر خلاف حاد في المكتب البيضاوي مع زيلينسكي في مارس/آذار. واستأنف ترامب تدفق المساعدات إلى أوكرانيا بعد حوالي أسبوع. وفي الأسبوع الماضي، أثناء قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي، اقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن كييف قد تتلقى شحنات مستقبلية من نظام صواريخ باتريوت من الولايات المتحدة ــ وهو ما يشير إلى تحول محتمل في تفكيره بشأن تدفقات المساعدات الأميركية إلى كييف، لكن بعد أيام قامت إدارة ترامب بوقف توريد هذه الأسلحة.

لماذا قررت إدارة ترامب قطع إمداداتها للأوكرانيين الآن؟

  • صرح البنتاغون بأن التوقف عن التوريد كان يهدف إلى إجراء مراجعة عامة لتسليم الأسلحة بهدف إنهاء الحرب في أوكرانيا "مع الحفاظ على جاهزية الجيش الأمريكي وأولوياته الدفاعية". وأضاف شون بارنيل، المتحدث باسم البنتاغون: "لا يمكننا تزويد الجميع بالأسلحة في جميع أنحاء العالم. علينا أن نحرص على أمن أمريكا والدفاع عن وطننا وقواتنا حول العالم". وأوضح المسؤولون أن المراجعة شاملة، وأن أي توقف قد يُلغى في نهاية المطاف. ويؤكد المسؤولون الأوكرانيون أنه في الواقع، تم إيقاف جميع شحنات الأسلحة الأمريكية، بما في ذلك القذائف وقطع الغيار، وهو ادعاء ينفيه المسؤولون الأمريكيون.
  • تقول مجلة "الإيكونومست" البريطانية إن البنتاغون يُصوّر هذا التعطيل على أنه إجراء محدود ومؤقت. لكن المسؤولين الأوكرانيين يشتبهون في أن إدارة ترامب تبذل جهدًا أكثر تركيزًا لانتزاع تنازلات سياسية من أوكرانيا، كما فعلت في أوائل مارس/آذار عندما أوقفت لفترة وجيزة شحنات الأسلحة والتعاون الاستخباراتي بعد شجار علني على الهواء مباشرة بين ترامب وزيلينسكي.
  • مع ذلك، بدا مؤخرًا أن العلاقات بين الرجلين قد تحسنت، إذ قبلت أوكرانيا الدعوات الأمريكية لوقف إطلاق النار فورًا، بينما أطالت روسيا العملية على أمل تحقيق المزيد من المكاسب الميدانية. وفي قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في لاهاي الأسبوع الماضي، بدا ترامب مستعدًا لتوفير المزيد من صواريخ باتريوت الاعتراضية لأوكرانيا، مع إقراره بقلة الإمدادات.
  • لكن برغم ذلك، تقول "الإيكونومست" يبدو من الواضح، أن الدعم الأمريكي لأوكرانيا آخذ في الانحسار. لم يقدم ترامب أي التزامات جديدة بالأسلحة لمساعدتها منذ عودته إلى منصبه في يناير (عشرات المليارات من الدولارات التي أقرها الكونجرس العام الماضي لا تزال غير نافذة). ولم يخصص الكونجرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون أموالًا جديدة لكييف. ولا توجد أموال لأوكرانيا في "مشروع القانون الكبير الجميل" الذي يشق طريقه عبر الكونجرس. وقال المسؤولون إن المبالغ الصغيرة بالفعل لأوكرانيا في ميزانية البنتاغون العادية سيتم تخفيضها بشكل أكبر بموجب طلب الميزانية للسنة المالية 2026، على الرغم من أنهم لم يقدموا أي تفاصيل. 
  • تسمح الإدارة الأمريكية للأموال التكميلية التي وافق عليها الكونجرس العام الماضي، وخط توريد الأسلحة الذي تم ضخه في نهاية ولاية جو بايدن، بالاستنزاف دون تجديد. وجاء الدعم الأمريكي لأوكرانيا بشكل رئيسي في شكلين: سلطة الدعم الرئاسي (PDA) التي بموجبها سارع البنتاغون إلى إرسال أسلحة إلى أوكرانيا من مخزوناته الخاصة؛ ومبادرة المساعدة الأمنية لأوكرانيا (USAI)، وهي عملية أبطأ طلبت بموجبها أمريكا أسلحة لأوكرانيا من الشركات المصنعة. 
  • لم تُصدر إدارة ترامب أي إعلانات عن سلطة الدعم الرئاسي منذ توليها السلطة في يناير، ولكن كان من المتوقع أن تستمر الأسلحة المطلوبة بموجب مبادرة USAI في التدفق حتى أواخر عام 2028، وفقًا لحسابات مارك كانسيان وكريس بارك من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وإذا انقطعت هذه الإمدادات الآن، فسيمثل ذلك نهاية مفاجئة للدعم الأمريكي أكثر مما كان يُخشى، كما تقول مجلة "الإيكونومست".
  • ووعد ترامب بإنهاء حرب أوكرانيا في أول يوم له في منصبه. بعد ستة أشهر تقريبًا، يبدو أنه لا يزال بعيدًا عن تحقيق وقف إطلاق النار، رغم اتصالاته الودية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ورغم أن روسيا هي الطرف المعتدي إلا أن أوكرانيا تُعدّ الطرف الأسهل ضغطًا على أمريكا نظرًا لاعتمادها الكبير على الدعم الغربي. 

هل تشهد مخازن إنتاج الذخيرة الأمريكية أزمة بالفعل؟

  • كان مسؤولون أميركيون قد أثاروا في وقت سابق مخاوف بشأن مدى توفر صواريخ باتريوت الاعتراضية، نظراً للطلب الكبير عليها. واستخدمت القوات الأميركية صواريخ باتريوت للدفاع عن قاعدتها في قطر ضد ضربة إيرانية الشهر الماضي، فيما وصفه البنتاغون بأنه "أكبر استخدام لصواريخ باتريوت في تاريخ الولايات المتحدة".
  • صرح تيم كاهيل، مدير قسم الصواريخ في شركة لوكهيد مارتن، بأن الشركة ستتمكن قريبًا من إنتاج 600 صاروخ اعتراضي سنويًا. كما تتطلع الشركة إلى إنشاء خطوط إنتاج في أوروبا. ويستغرق إنتاج صواريخ مثل صواريخ باتريوت عادةً أكثر من عام، وقال كاهيل "إن أوقات الانتظار أطول مما نرغب فيها".
  • لطالما أبدى البنتاغون قلقه إزاء تأثير حرب أوكرانيا على إمداداته من الأسلحة. وتشير التقارير إلى أن مسؤولي البنتاغون دأبوا على تداول مذكرات منذ مطلع هذا العام تُعرب عن قلقهم إزاء انخفاض المخزونات. ويُعتقد أن قرار وقف الشحنات مدفوعٌ من قِبل إلبريدج كولبي، وكيل وزارة الدفاع للسياسات، الذي لطالما دعا إلى تحويل الموارد العسكرية الأمريكية من أوروبا والشرق الأوسط إلى التركيز على آسيا والتنافس مع الصين. ووفقًا للتقارير، أشرف كولبي على مراجعة مخزونات الذخائر في البنتاغون، وسط مخاوف من انخفاض مخزونات قذائف المدفعية وأسلحة الدفاع الجوي والذخائر الدقيقة إلى مستويات منخفضة بشكل خطير.
  • في عام 2023 حذّرت وزيرة الجيش كريستين وورموث من أن إنتاج الولايات المتحدة لقذائف 155 ملم، الذي كان يُقدّر آنذاك بـ 20ألف قذيفة شهريًا، لا يكفي احتياجات أوكرانيا. وقد أحرزت الجهود المبذولة لزيادة الإنتاج إلى 75 ألف قذيفة شهريًا بحلول نهاية عام 2025 تقدمًا ملحوظًا، حيث من المقرر أن تُنتج منشآت جديدة، مثل مصنع جنرال ديناميكس في ميسكيت، تكساس، 30 ألف قذيفة شهريًا.
جنود أوكرانيون يستلمون أسلحة محمولة على الكتف من الجيش الأمريكي عبر بولندا – رويترز
  • مع ذلك، يشير خبراء مثل مايكل كوفمان من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي إلى أن هذه الأهداف قد لا ترقى إلى مستوى إنتاج روسيا، الذي يُقدر بأكثر من مليون قذيفة سنويًا. تُبرز هذه الفجوة التحديات التي تواجه صناعة الدفاع الأمريكية، التي كافحت لزيادة الإنتاج بسرعة كافية لتلبية متطلبات الحرب.
  • بالنسبة للأمريكيين، يُبرز هذا التوقف تحديًا أوسع نطاقًا: الموازنة بين دعم الحلفاء وضرورة الحفاظ على الجاهزية لمواجهة أي طارئ عالمي محتمل، من منطقة المحيطين الهندي والهادئ إلى الشرق الأوسط. وبينما تُواجه الولايات المتحدة هذه المطالب المتضاربة، أثار القرار جدلًا حول سلامة قطاعها الدفاعي وقدرته على تلبية احتياجات القوات المحلية والشركاء الدوليين.
  • على سبيل المثال، تشمل اتفاقيات المبيعات العسكرية الأجنبية مع تايوان وإسرائيل آلاف قذائف الدبابات عيار 120 ملم والذخائر الدقيقة، ومن المقرر تسليمها حتى عام 2026. ويخشى البنتاغون أن يؤدي استمرار استنزاف هذه الأسلحة إلى جعلها غير مستعدة لأزمة متعددة الجبهات، وهو السيناريو الذي اكتسب إلحاحاً مع تعزيز الصين وروسيا وإيران لتعاونها العسكري.

كيف ستتدبر أوكرانيا أمرها إذا انقطعت الإمدادات الأمريكية بالكامل؟

  • بالنسبة لأوكرانيا، البدائل الآن محدودة. كما يكافح الحلفاء الأوروبيون لزيادة إنتاج الصواريخ، مما يُبرز سعي صناعة الدفاع الغربية الدؤوب لاستعادة الإنتاج إلى المستويات التي تتطلبها حرب استنزافية شديدة الشدة.
  • عززت أوكرانيا صناعتها العسكرية، لا سيما في مجال الطائرات المسيرة. وتقدم الدول الأوروبية بالفعل أسلحةً لأوكرانيا أكثر مما تقدمه أمريكا، ومع زيادة إنفاقها الدفاعي، وعدت بالمساعدة في تعويض النقص مع سحب أمريكا للدعم. لكنها هي الأخرى تعاني من نقص حاد في أسلحة الدفاع الجوي، وقد أثبت نظام باتريوت فعاليته بشكل خاص ضد الصواريخ الباليستية وغيرها.
  • يبدو من غير المرجح انهيار خطوط المواجهة في أوكرانيا خلال الأشهر المقبلة، على الرغم من أن روسيا تُحقق مكاسب تدريجية. ومع ذلك، تواجه أوكرانيا حسابًا قاتمًا: فكلما قلّت الأسلحة التي تتلقاها، زادت خسائرها من السكان والأراضي، فيما سيعني كل ذلك أزمة كبيرة بالنسبة لأوروبا.
  • ويُعرب الحلفاء في الناتو، الذين يعتمدون بشكل كبير على القيادة الأمريكية، عن قلقهم بشأن موثوقية الدعم الأمريكي. وقد أثار القرار الأمريكي بقطع الإمدادات عن كييف قلق الدول الأوروبية، التي قدّم العديد منها مساعدات كبيرة لأوكرانيا، بما في ذلك 178 نظامًا مدفعيًا بعيد المدى و8214 صاروخًا دفاعيًا جويًا قصير المدى.
  • والتزمت دول مثل هولندا والدنمارك والنرويج بطائرات إف-16، بينما تعهدت المملكة المتحدة وألمانيا بتقديم مليارات الدولارات كمساعدات عسكرية لعام 2025. قد يضغط توقف الولايات المتحدة على هؤلاء الحلفاء لسدّ الفجوة، لكن صناعاتهم الدفاعية تواجه قيودًا إنتاجية مماثلة. على سبيل المثال، وصلت ألمانيا مؤخرًا 14,000 طلقة عيار 155 ملم من الجيش الألماني ومخزونات الصناعة، مما يشير إلى محدودية القدرة الفائضة.
  • ويتمثل الاتجاه الأوسع في تزايد الاعتماد الأوروبي على الأسلحة الأمريكية، إلى جانب بطء التقدم في بناء قدرات دفاعية محلية. ويقول تقرير لمجلة bulgarian military الأوروبية، قد يدفع هذا التوقف أعضاء الناتو نحو تنويع سلاسل التوريد الخاصة بهم، وربما اللجوء إلى مصنّعين في كوريا الجنوبية أو إسرائيل، مع أن مثل هذه التحولات ستتطلب سنوات لتنفيذها بفعالية.
  • يثير القرار أيضًا تساؤلات حول مصداقية الولايات المتحدة كشريك أمني عالمي. يراقب الحلفاء في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مثل تايوان، الوضع عن كثب، إذ يعتمد دفاعهم على التزامات أمريكية، مثل تسليم صواريخ هيمارس وستينغر بحلول عام 2026. إذا لم تتمكن الولايات المتحدة من مواصلة دعمها لأوكرانيا، فقد تتزايد الشكوك حول قدرتها على الوفاء بوعودها في أماكن أخرى، مما قد يشجع خصومًا مثل الصين وروسيا.
تحميل المزيد