جيش الاحتلال يمهّد لشق محور “كيسوفيم”.. تفاصيل عملية “خان يونس”، وكيف يحشد الاحتلال لها؟

عربي بوست
تم النشر: 2025/05/27 الساعة 11:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/05/27 الساعة 13:32 بتوقيت غرينتش
الاحتلال الإسرائيلي يواصل جرائمه في قطاع غزة/ رويترز

منذ أيام، تشهد المناطق الشرقية من محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة تحركات عسكرية مكثفة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، ورصد "عربي بوست" كيف تتقدم قوات الاحتلال الإسرائيلي فيما بات يُعرف بعملية "عربات جدعون"، كما كشفت تقارير إسرائيلية عن تفاصيل العملية.

فبالتزامن مع القصف المدفعي الذي لم يتوقف منذ أيام، واصلت الآليات الإسرائيلية تقدمها إلى عمق المدينة في ساعات الفجر الأولى من يوم الإثنين 26 مايو/أيار 2025، حيث شرعت في عمليات تجريف ونسف للمباني في بلدات القرارة وحي الفخاري والفراحين وعبسان.

وأفادت مصادر محلية لـ"عربي بوست" أنه "تم رصد توغل عشرات الدبابات والجرافات من طراز D9 دخلت من بوابة كيسوفيم، وواصلت تقدمها إلى عمق بلدة القرارة والزنة، حيث قامت هذه الآليات بعمليات نسف وتفجير للمنازل، وقد سُمع صدى هذه الانفجارات في مدينة غزة على بعد 20 كيلومتراً".

كما أفاد شهود عيان عن تدشين الاحتلال أبراج مراقبة ورافعات ضخمة مزودة برشاشات آلية بمحاذاة بوابة كيسوفيم، وتقوم هذه الرافعات برصد أي تحركات للمواطنين، كما تُطلق النار بشكل مباشر على كل هدف يتحرك في نطاق يزيد عن ثلاثة كيلومترات.

وفي الوقت ذاته، كشفت مقاطع فيديو بثّتها وسائل إعلام إسرائيلية عن دخول دبابات إسرائيلية إلى محيط منطقة مستشفى غزة الأوروبي شرق المدينة، وهو ما يشير إلى بدء الجيش الإسرائيلي بتطويق وعزل محافظة خان يونس من الجهتين الشمالية والجنوبية.

زامير يمنح الضوء الأخضر لبدء عملية خان يونس

سبقت التحركات العسكرية الإسرائيلية المتسارعة حالياً، زيارة مفاجئة أجراها رئيس الأركان إيال زامير، يوم الأحد 25 مايو/أيار، إلى منطقة العمليات شرق خان يونس، حيث التقى بقادة الفرق والألوية والكتائب المشاركة في العمليات، وقال مخاطباً جنوده: "قضينا على لواء رفح، وآن الأوان أن نقضي على لواء خان يونس".

وفُسّر كلام زامير من قبل الأوساط الإسرائيلية على أنه منح الضوء الأخضر للجيش لبدء عملياته العسكرية شرق خان يونس في إطار ما بات يُعرف بعملية "عربات جدعون".

وفي سياق متصل، أفادت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11″، نقلاً عن مصادر في الجيش، أن الجيش أدخل خلال الساعات الـ24 الأخيرة، كافة ألوية المشاة والمدرعات النظامية إلى قطاع غزة، تنفيذاً لعملية "عربات جدعون".

وأفادت المصادر الإسرائيلية أن عدد القوات المتوقع مشاركتها في العمليات يبلغ 5 فرق عسكرية، تستعد لفرض سيطرتها على قطاع غزة، مع التركيز على منطقة خان يونس، المتوقع أن تشارك فيها الفرقتان "36" و"98″.

من هي الفرق المشاركة في العمليات؟

وفقاً للمراسل العسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي، دورن كدوش، فإن الفرق التي تم حشدها لعملية خان يونس هي:

  • الفرقة 36 وتُعرف بـ"عصبة البركان"، وتضم 5 ألوية: "غولاني"، "عتصيوني" (مشاة)، اللواء (7) مدرعات، عصبة براك (188) مدرعات، عصبة غولان (282) مدفعية.
  • الفرقة 98 وتُعرف بـ"عصبة النار"، وتضم ألوية المظليين (35)، "عوز" (89)، عصبة مقلاع داوود (55)، عصبة نصف النار (551)، عصبة حد الرمح (5515)، "لبيد" (492)، عصبة البجع (8237)، ووحدة الكوماندوز.

أما في شمال القطاع، فمن المقرر أن توكل المهمة للفرقة 252 المعروفة بـ"عصبة سيناء"، وتضم ألوية: تابور (454)، لواء القدس (16) مشاة، النقب (12) مشاة، هرئيل (10) مدرعات، اللواء الساحق (14) مدرعات.

وفي وسط القطاع، فمن المقرر أن تتولى الفرقة 16 قيادة العمليات، وتضم 5 ألوية: "الناحال" (993)، "غفعاتي" (84)، عصبة أعقاب الحديد (401) مدرعات، عصبة عامود النار (215) مدفعية، وعصبة الشارون (5).

أما الفرقة 143 أو ما تُسمى بـ"فرقة غزة"، فمن المتوقع أن يتركز عملها في غلاف غزة كتأمين دفاعي، وتضم 3 ألوية: هغيفن (7643)، قطيف (6643)، ولواء (261) إسناد مشاة.

هل يسعى الاحتلال لشق محور كيسوفيم؟

تشير المعطيات الميدانية إلى نية إسرائيل استكمال خطة "الأصابع الخمسة"، لإحكام القبضة الأمنية على قطاع غزة، وهي الخطة التي تضمن سيطرتها على 5 محاور أساسية في القطاع، حيث يتواجد الجيش خلالها بشكل دائم، بهدف تنفيذ عمليات خاصة وخاطفة وقطع التواصل الجغرافي بين المحافظات.

ويُسيطر جيش الاحتلال حالياً على أربعة من أصل خمسة محاور، وهي:

  1. فيلادلفيا: الفاصل بين القطاع ومصر
  2. موراغ: الفاصل بين رفح وخان يونس
  3. نتساريم: الفاصل بين وسط القطاع ومدينة غزة
  4. مفلاسيم: الفاصل بين غزة وشمال القطاع

ويمتد المحور الجديد الذي تنوي إسرائيل تشييده من موقع "كيسوفيم" العسكري شرق بلدة القرارة، وحتى منطقة المواصي غرب القطاع، ويُتوقع أن يصل طوله إلى 12 كيلومتراً، فيما لا يُعرف حتى اللحظة عمق المحور، وما إذا كان سيتم توسيعه لبناء منطقة عازلة، كما حدث في محور نتساريم الذي وصل عمقه إلى 7 كيلومترات.

وتهدف إسرائيل من وراء شق هذا المحور إلى تحقيق عدة أهداف، منها تسهيل انتشارها العسكري، وخلق مناطق آمنة خالية من السكان، حيث دفعت أوامر الإخلاء الإسرائيلية التي سبقت تنفيذ العملية شرق خان يونس، بنزوح أكثر من 200 ألف من أهالي المنطقة الشرقية نحو غرب القطاع.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد ألمح، في 19 مايو/أيار، إلى شكل الخطة الإسرائيلية التي ينوي تنفيذها في القطاع.

دمار هائل في خان يونس بعد الانسحاب الإسرائيلي/ الأناضول
دمار هائل في خان يونس بعد الانسحاب الإسرائيلي/ الأناضول

حيث قال: "هجوماً برياً جديداً سيتم على إثره نقل سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة، وأن الهجوم البري الجديد سيتضمن احتفاظ القوات الإسرائيلية بالأراضي التي استولت عليها"، الأمر الذي يثير مخاوف من أن يؤدي إلى إنشاء وجود مستدام في غزة.

وعلى الرغم من التحشيد العسكري الإسرائيلي في القطاع، إلا أن وتيرة العمليات وتقدمها يسير ببطء شديد، على عكس العمليات العسكرية السابقة.

وهو ما يعكس وجود أصوات إسرائيلية، تحديداً من المعارضة، تعارض شن عملية موسعة قد تؤدي إلى نتائج عكسية من خلال قتل من تبقى من الرهائن في غزة، هذا بالإضافة إلى تزايد الضغوط الدولية التي تتعرض لها إسرائيل بسبب تردي الوضع الإنساني في القطاع.

تحميل المزيد