تصاعدت التوترات بين الجارتين النوويتين باكستان والهند إلى مواجهة عسكرية، الثلاثاء 6 مايو/أيار 2025، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، وسط مخاوف من أن يتحول التصعيد إلى حرب شاملة في منطقة جنوب آسيا.
وبينما تسعى العديد من الدول إلى محاولة خفض التصعيد بين باكستان والهند، برزت تساؤلات حول حجم التسليح العسكري لطرفي الصراع، وماهية الدول التي تقوم بتوريد الأسلحة لكل منهما، وحجم الصفقات العسكرية لكلا البلدين.
وتحتل البلدان مكانة متقدمة في قائمة أقوى جيوش العالم لعام 2025، حيث احتلت الهند المركز الرابع في القائمة، بينما حلّت باكستان في المركز الثاني عشر.
🚨🚨 #India's missile attack on Punjab's city of #Bahawalpur#IndiaPunjabConflict pic.twitter.com/LoYWtIhDmb
— PTM UK Official (@PTMUK_Official) May 6, 2025
وشهد التصعيد العسكري الأخير بين باكستان والهند اعتماد كلا البلدين على أسلحة أوروبية وصينية وأخرى روسية.
وقالت باكستان إنها أسقطت خمس طائرات هندية وطائرة مسيّرة واحدة "دفاعاً عن النفس"، بعضها من نوع رافال الفرنسية.
ونقلت رويترز عن المتحدث العسكري الباكستاني، الجنرال أحمد شريف، قوله: "إن الطائرات الهندية التي أُسقطت هي من طراز رافال، وواحدة من طراز سو-30، وأخرى من طراز ميغ-29".
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، تحطمت طائرة في الشطر الهندي من كشمير، وفقاً لشاهد عيان ومسؤول حكومي محلي، وسقطت في قرية وويان، الواقعة على بُعد 19 كيلومتراً جنوب شرق سريناغار، المدينة الرئيسية في الشطر الهندي من كشمير.
ما هو حجم الإنفاق العسكري لباكستان والهند في عام 2024؟
- أظهرت بيانات تقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري) لحجم الإنفاق العسكري في عام 2024، الصادر في أبريل/نيسان 2025، أن حجم الإنفاق العسكري للهند في عام 2024 بلغ 86.1 مليار دولار، وحلّت في المرتبة الخامسة في قائمة أكثر الدول إنفاقاً على التسليح العسكري.
- في المقابل، بلغ حجم الإنفاق العسكري لباكستان في عام 2024، 10 مليارات دولار، وحلّت في المرتبة الـ29 في قائمة أكثر الدول إنفاقاً على التسليح العسكري.
- وفي الفترة من 2020 إلى 2024، كانت الدولتان ضمن قائمة أكبر خمس دول مستوردة للأسلحة. وشملت هذه القائمة بجانب باكستان والهند أوكرانيا وقطر، والسعودية. واستحوذت هذه الدول على 35% من واردات الأسلحة العالمية خلال تلك الفترة.

ما هي الدول التي تستورد منها باكستان أسلحتها؟
تعتمد باكستان على دول عدة في وارداتها العسكرية، تأتي في مقدمتها الصين، وهولندا، وتركيا، والولايات المتحدة، على النحو التالي:
الصين:
- شكّلت الأسلحة الصينية 81% من واردات باكستان من الأسلحة في السنوات الخمس الماضية، بما في ذلك الطائرات المقاتلة، والسفن الحربية، والغواصات، والصواريخ، حيث تشتري إسلام آباد أنظمة أكثر تقدّماً من شريكها الدفاعي الآسيوي منذ فترة طويلة، وفقاً لبيانات معهد (سيبري).
- وقد ارتفعت هذه النسبة بنحو 7% مقارنة بالفترة بين عامي 2014 و 2019، عندما كانت 74% من واردات باكستان من الأسلحة تأتي من الصين، بحسب بيانات معهد (سيبري).
- وأشارت تقارير إلى أن أسهم شركات الدفاع الصينية شهدت ارتفاعاً كبيراً، الأربعاء، بعد استخدام باكستان الواضح لأسلحة صينية الصنع لإسقاط الطائرات الهندية.
- وزعم وزير الخارجية الباكستاني، إسحاق دار، الأربعاء، أن باكستان نشرت طائرات مقاتلة صينية الصنع من طراز J-10C في اشتباك مع القوات الجوية الهندية، بحسب وسائل إعلام رسمية محلية.
- وتُصنّع شركة AVIC، من خلال شركتها التابعة AVIC Chengdu Aircraft، طائرات J-10C المقاتلة التي ورد أن باكستان استخدمتها في النزاع الأخير. وشهدت شركة AVIC Aerospace، وهي شركة تابعة أخرى تُنتج طائرات ومروحيات عسكرية، ارتفاعاً في أسهمها المدرجة في بورصة هونغ كونغ بأكثر من 6%.
- ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن ليندسي فورد، المسؤولة الدفاعية الأمريكية السابقة رفيعة المستوى، والزميلة البارزة في مؤسسة أوبزرفر للأبحاث الأمريكية: "إذا تأملنا في شكل الصراع المستقبلي بين الهند وباكستان، سنجد أنه سيبدو بشكل متزايد وكأن الهند تقاتل بمنصات أمريكية وأوروبية، وباكستان تقاتل بمنصات صينية".
هولندا:
- استأثرت هولندا بحوالي 6% من واردات باكستان من الأسلحة في الفترة من 2020 حتى 2024.
- وذكرت تقارير أن البحرية الباكستانية عقدت صفقة لشراء "سفينة دورية بحرية متعددة الأغراض" (OPV) من شركة بناء السفن الهولندية Damen Shipyards في عام 2017.
- وأظهرت بيانات الاتحاد الأوروبي حول صادرات الأسلحة من الدول الأعضاء أنه في عام 2017، كانت هولندا ثالث أكبر مورّد أسلحة لباكستان، بعد الصين وروسيا.
تركيا:
- بلغت قيمة صادرات تركيا من الأسلحة، والذخائر، وقطع الغيار، والملحقات إلى باكستان 6.66 مليون دولار خلال عام 2024، وفقاً لقاعدة بيانات الأمم المتحدة للتجارة الدولية (COMTRADE).
- وشملت هذه الصادرات العسكرية البنادق، والطوربيدات، والصواريخ، والذخائر.
الولايات المتحدة:
- وسّعت باكستان ترسانتها من طائرات إف-16 الأمريكية على مدى العقدين الماضيين، وأبرمت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن السابقة عقداً بقيمة تقارب 400 مليون دولار لصيانة هذه الطائرات المقاتلة.

ما هي الدول التي تستورد منها الهند أسلحتها؟
تحظى دول روسيا، وفرنسا، وإسرائيل، والولايات المتحدة بالنصيب الأكبر من واردات الأسلحة الهندية، على النحو التالي:
روسيا:
- لا تزال روسيا أكبر مورّد للأسلحة والمعدات والأنظمة للقوات المسلحة الهندية في عام 2025، وفقاً لمعهد (سيبري).
- وجاءت الحصة الأكبر من واردات الهند في عام 2025 من روسيا (36%)، إلا أن هذه الحصة كانت أقل بكثير من الفترة 2015–2019 (55%)، والفترة 2010–2014 (72%).
فرنسا:
- شكّلت الصادرات العسكرية الفرنسية 33% من إجمالي الواردات العسكرية الهندية في الفترة من 2020 وحتى 2024.
- وبلغت قيمة واردات الهند من الأسلحة والذخائر الفرنسية حوالي 391.07 ألف دولار خلال عام 2024، وفقاً لقاعدة بيانات الأمم المتحدة للتجارة.
الولايات المتحدة:
- تشتري الهند معدات بمليارات الدولارات من الولايات المتحدة، في الوقت الذي خفّضت فيه بشكل حاد مشترياتها من الأسلحة منخفضة التكلفة من روسيا، حليفتها من حقبة الحرب الباردة.
- وشكّلت الصادرات العسكرية الأمريكية 10% من إجمالي الواردات العسكرية الهندية في الفترة من 2020 وحتى 2024.
- وشملت هذه الأسلحة الطائرات النفاثة، والطائرات بدون طيار، والقدرات السيبرانية.
- وارتفعت مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى الهند من الصفر تقريباً عام 2008، إلى 8 مليارات دولار بحلول عام 2013، ثم إلى 20 مليار دولار عام 2020.
- وفي فبراير/شباط الماضي، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة ستزيد مبيعاتها العسكرية إلى الهند، وأضاف أن الولايات المتحدة ستزوّد الهند أيضاً بطائرات مقاتلة شبحية من طراز إف-35.
إسرائيل:
- شكّلت الصادرات العسكرية الإسرائيلية 13% من إجمالي الواردات العسكرية الهندية في الفترة من 2020 وحتى 2024.
- وبحسب تقارير مراقبي الأسلحة في عام 2022، تُعد الهند أكبر مشترٍ للأسلحة الإسرائيلية، بإنفاق يتجاوز مليار دولار سنوياً، حيث يتم استيراد قنابل ومعدات دفاعية تشمل: أنظمة الدفاع الجوي، والطائرات بدون طيار (UAV)، وأنظمة الرصد والتتبع، وأنظمة إطلاق النار الذكية، وأنظمة الدفاع السيبراني.
- وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2024، كشفت تقارير أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم نظام أسلحة يعتمد على الذكاء الاصطناعي في غزة، تم إنتاجه بالاشتراك مع شركة دفاع هندية، وأُطلق عليه اسم "أربيل".
- وبين عامي 2000 و2010، أنفقت الهند حوالي 10 مليارات دولار على الأسلحة الإسرائيلية. فيما استأثرت نيودلهي بحوالي 15% من إجمالي صادرات الأسلحة الإسرائيلية بين عامي 1997 و2000.
