“مليارديرة القمع”.. كيف دعمت ميريام أديلسون ترامب لملاحقة المناصرين لفلسطين في الجامعات الأمريكية؟

عربي بوست
تم النشر: 2025/03/18 الساعة 11:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/03/18 الساعة 12:55 بتوقيت غرينتش
دونالد ترامب يتحدث خلال فعالية صهوينية بينما تجلس على يمينه ميريام أديلسون وقادة يهود في واشنطن - رويترز

لم يقتصر دعم المليارديرة اليهودية الإسرائيلية، ميريام أديلسون، لدونالد ترامب على الإنفاق السخي الذي قدمته لحملات الرئيس الأمريكي الرئاسية الثلاث، إذ كشفت تقارير عن دعمها وقيادتها لجماعات يهودية مناهضة للطلاب المؤيدين لفلسطين والمعارضين للحرب الإسرائيلية على غزة.

وأديلسون الداعمة للمستوطنات الإسرائيلية وللحرب على غزة، هي أرملة رجل الأعمال الراحل شيلدون أديلسون، التي صنفتها مجلة فوربس الأمريكية واحدةً من أغنى النساء في الولايات المتحدة.

ووصفتها مجلة نيويورك الأمريكية أيضاً بـ"الملكة" التي تبلغ صافي ثروتها 30 مليار دولار، وهي خامس أغنى امرأة في أمريكا وأغنى إسرائيلية في العالم.

اعتصام طلبة جامعة كولومبيا الأمريكية تضامناً مع فلسطين/ رويترز
اعتصام طلبة جامعة كولومبيا الأمريكية تضامناً مع فلسطين/ رويترز

وبينما تتواصل حملة ترامب لاستهداف وملاحقة الطلاب المؤيدين لغزة، ومن بينهم الطالب الفلسطيني محمود خليل، الذي اعتقلته السلطات الأمريكية مؤخراً لمشاركته في دعم التظاهرات الطلابية بجامعة كولومبيا، أشار تقرير نشره موقع Responsible Statecraft الأمريكي، الثلاثاء 18 مارس/آذار 2025، إلى أن أديلسون أشرفت ومولت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لاستهداف خليل وجامعة كولومبيا.

وقال تقرير الموقع الأمريكي إن "دعم أديلسون لحملة الإدارة الأمريكية لقمع الانتقادات الموجهة إلى إسرائيل في الجامعات ليس أمراً جديداً، لكن تحالفها مع سلطات الدولة لتنفيذ رؤيتها هو أمر غير مسبوق".

وكانت شرارة التظاهرات الطلابية قد اندلعت في أبريل/نيسان الماضي، حين بدأ طلاب مؤيدون للفلسطينيين في جامعة كولومبيا الأمريكية اعتصاماً في حديقة الحرم الجامعي احتجاجاً على دعم الجامعة للشركات المتواطئة مع الاحتلال.

من هي ميريام أديلسون؟

  • ولدت أديلسون (79 عاماً) التي حملت اسم فاربشتاين قبل الزواج، في تل أبيب عام 1945 بينما كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني بعد فرار والديها من بولندا في ثلاثينيات القرن العشرين.
  • عملت كضابطة أبحاث طبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي عام 1972.
  • كانت برفقة زوجها من بين كبار المانحين الجمهوريين في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حيث أنفقا نصف مليار دولار على المرشحين الجمهوريين في الانتخابات البرلمانية ومجلس الشيوخ والرئاسية.
  • تمتلك عائلتها صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية ذات الميول اليمينية والأكثر انتشاراً في إسرائيل. ولسنوات، كانت الصحيفة داعمة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. 
  • أشارت تقارير إلى أن أديلسون وزوجها الملياردير الراحل كانا مؤثرين في قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، بل وعرضت عائلة أديلسون دفع تكاليف بناء السفارة الجديدة.

كيف دعمت أديلسون حملة ترامب لاستهداف الطلاب والجامعات؟

  • كشفت وثائق ضريبية أن أديلسون أشرفت مباشرةً على حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تقودها منظمة فرقة عمل مكابي (MTF) الداعمة لإسرائيل، والتي استهدفت الطالب الفلسطيني خليل وجامعة كولومبيا.
  • في عام 2015، موّلت أديلسون، إلى جانب زوجها شيلدون، منظمة فرقة عمل مكابي بمبلغ 2.28 مليون دولار، وفقاً لملفات مصلحة الضرائب الأمريكية التي قدّمتها مؤسسة الزوجين.
  • وبحسب الموقع الإلكتروني للمنظمة، فإن هدف فرقة عمل مكابي هو "مكافحة الانتشار المُقلق لمعاداة السامية في الجامعات".
  • وتكرّس المنظمة معظم جهودها لمهاجمة حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ضد إسرائيل (BDS)، التي تصفها فرقة عمل مكابي بأنها "حركة معادية للسامية تتجاوز حدود النقد المشروع لإسرائيل إلى شيطنة إسرائيل وأنصارها بشكل خطير".
  • وقد تزايد دعم عائلة أديلسون للمنظمة منذ عام 2015، ليصل إجمالي الأموال التي قدّمتها مؤسسة العائلة الخاصة بالزوجين للمنظمة بين عامي 2016 و2023 إلى ما يقرب من 70 مليون دولار.
  • وبينما لا يذكر موقع فرقة عمل مكابي الإلكتروني اسم ميريام أديلسون، كشف أحدث ملف قدّمته المنظمة لمصلحة الضرائب الأمريكية أنها أكثر من مجرد ممول رئيسي لها، فالمليارديرة الإسرائيلية الأمريكية هي أيضاً رئيسة المنظمة.
  • وتحت قيادتها، شنّت المنظمة – بحضورها الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصةً على فيسبوك، حيث يتابعها أكثر من 317 ألف متابع – هجمات لاذعة ونابية استهدفت خليل وجامعة كولومبيا.
  • وقالت المنظمة في 6 مارس/آذار الماضي: "الحقيقة المحزنة هي أن إدارة جامعة كولومبيا لم تُكلف نفسها عناء التظاهر بالاهتمام بسلامة الطلاب اليهود حتى هدّد البيت الأبيض باحتمالية خسارة 5 مليارات دولار".
  • وشنّت المنظمة أيضاً هجمات على الطالب الفلسطيني خليل، مدعيةً أنه كان "مؤيداً لحماس"، في حين لم يتم تقديم أي دليل يدعم هذا الادعاء، ووصفت إجراءات ترحيل خليل بأنها "خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح"، وزعمت مرة أخرى، دون تقديم أدلة، أن "محمود خليل جاء إلى الولايات المتحدة لتعزيز الفوضى والدمار".
  • كما أشادت منشورات المنظمة على وسائل التواصل الاجتماعي بتهديد إدارة ترامب بوقف التمويل عن جامعة كولومبيا بشكل دائم ما لم تنفذ الجامعة مجموعة متنوعة من الإصلاحات، بما في ذلك اعتماد تعريف لمعاداة السامية يساوي بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية.
  • يذكر أن حساب المنظمة على مواقع التواصل الاجتماعي يُدار من قِبل أفراد يقيمون في إسرائيل.
  • وتعمل منظمة فرقة عمل مكابي، التي ترأسها أديلسون، على تنظيم رحلات لقادة الحركات الطلابية التي تنشط في الجامعات إلى إسرائيل بهدف توسيع حجم القاعدة المؤيدة لإسرائيل في الحرم الجامعي.

هل ساهمت جماعات يهودية أخرى في دعم حملة ترامب ضد الطلاب؟

بجانب ما قامت به منظمة فرقة عمل مكابي، برزت جماعات يهودية ويمينية مناهضة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس الداعمين لغزة، ومن بينها جماعات حثت أعضائها على الإبلاغ عن الطلاب المشاركين في الاحتجاجات الداعمة لفلسطين من بينها:

"أمهات ضد معاداة السامية في الكليات"

  • تم تأسيس المجموعة من قِبل إليزابيث راند، إحدى أمهات الطلاب اليهود في جامعة نيويورك الأمريكية بعد وقت قصير من بدء الحرب الإسرائيلية على غزة.
  • تضم مجموعة فيسبوك التابعة لـ"أمهات ضد معاداة السامية في الكليات" 62 ألف عضو، وتطالب المجموعة أعضائها بتقديم شكاوى ضد طلاب الجامعات وأعضاء هيئة التدريس الأجانب الذين "يدعمون حماس"، والدفع نحو اتخاذ إجراءات صارمة ضد طلاب الجامعات الداعمين لفلسطين. 
  • تنسب المجموعة لنفسها الفضل في القرار الذي اتخذته جامعة نيويورك الأمريكية بإيقاف 13 طالباً شاركوا في تظاهرة احتجاجية في ديسمبر/كانون الأول 2024 في مكتبة الحرم الجامعي، حيث نظم المتظاهرون اعتصاماً ودعوا الجامعة إلى قطع علاقاتها المالية مع إسرائيل، وفق تقرير لموقع ذا انترسبت
  • وشاركت المجموعة أيضاً روابط لخط المساعدة السريع التابع لهيئة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، ودعت الناس إلى الإبلاغ عن "الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الأجانب الذين يدعمون حماس" و"الطلاب الحاصلين على تأشيرات ويشتبه في انخراطهم في أنشطة مؤيدة للإرهاب".

"منظمة بيتار الأمريكية"

  • منظمة بيتار الأمريكية هي  الفرع الأمريكي لمنظمة دولية أسسها الكاتب الصهيوني والمستوطن المستعمر زئيف جابوتنسكي في عام 192.
  • قبل تولي ترامب منصبه، أعلنت منظمة بيتار أنها تقوم بتجميع قائمة بمعارضي إسرائيل لترحيلهم من قبل إدارة ترامب، ومنذ ذلك الحين قالت إنها شاركت قائمة بـ "أسماء المئات من مؤيدي الإرهاب". 
  • وفي الأيام التي تلت تنصيب ترامب، كانت المنظمة غير الربحية في نيويورك تكثف دعواتها للترحيل.
  • وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، انتقدت منظمة بيتار تحقيقاً منفصلاً أجراه موقع ذا إنترسبت عن منظمة "أمهات ضد معاداة السامية في الكليات" من خلال وصف مراسليها بأنهم "جهاديون متنكرون في هيئة صحفيين". 
  • وقال روس جليك، المدير التنفيذي السابق لبيتار، إن بيتار تستهدف الأفراد الذين "يحرضون على الكراهية ضد إسرائيل". وقال إنها تركز على المدارس وخاصة أعضاء هيئة التدريس. 
  • وخلال احتجاج طلابي داعم لفلسطين في أكتوبر/تشرين الأول الماضي في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، هددت جماعة بيتار بحشد مجموعات من اليهود" لطرد من وصفتهم بالـ "بلطجية" إذا لم تقم الشرطة باعتقالهم. 
تحميل المزيد