تحديات أمام المرحلة الثانية من اتفاق غزة.. قضايا خلافية تم تأجيل نقاشها وتهديدات بإسقاط الحكومة

عربي بوست
تم النشر: 2025/01/29 الساعة 13:34 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/01/29 الساعة 13:34 بتوقيت غرينتش
مقاتلون من كتائب القسام أثناء تسليم الأسرى في غزة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار - رويترز

تواجه المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، التي تبدأ المشاورات بشأنها في اليوم الـ 16 من المرحلة الأولى، تحديات عدة، أبرزها مستقبل الحكومة الإسرائيلية، والقضايا الخلافية التي تم تأجيل النقاش بشأنها لتمرير المرحلة الأولى.

والثلاثاء، أعلنت قطر أنها تواصل تهيئة الأجواء لبدء مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق، مؤكدة "عدم حدوث خرق حقيقي له".

فيما يعقد مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الجيش يسرائيل كاتس، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، لبحث المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

أما حركة حماس، فقد قالت في بيان، الإثنين 27 يناير/كانون الثاني 2025، إن وفداً قيادياً منها وصل إلى القاهرة لبحث تطورات تنفيذ وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بمراحله الثلاث.

ورغم الاتفاق على الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، فإن العديد من التفاصيل ما زالت عالقة، وبحاجة إلى حل حتى نهاية اليوم الخامس من المرحلة الأولى من الاتفاق.

وتؤكد مصادر لـ"عربي بوست" أن المشاكل الخلافية بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي تم تأجيلها إلى المرحلة الثانية.

وبحسب مسودة اتفاق 6 مايو/أيار 2024، التي تم الاستناد إليها في تطبيق مراحل اتفاق وقف إطلاق النار، فإن المرحلة الثانية (42 يوماً) تتضمن:

  • الإعلان عن استعادة الهدوء المستدام (توقف العمليات العسكرية بشكل دائم) وسريانه قبل البدء بتبادل الأسرى بين الطرفين.
  • إفراج حركة حماس عن الأسرى الإسرائيليين الرجال الأحياء، مقابل عدد من الأسرى في السجون الإسرائيلية ومن المعتقلين في مراكز الاعتقال.
  • الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.

وتالياً القضايا الخلافية المؤجلة الواجب الاتفاق بشأنها خلال المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة:

أولاً: محور فيلادلفيا

تشير المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار إلى أن الجيش الإسرائيلي سيقوم بتخفيض قواته تدريجياً، وفقاً للخرائط المتفق عليها بين الجانبين.

ورغم أن مسودة مايو/أيار 2024 تنص على انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، فإن مسألة الانسحاب من محور فيلادلفيا ما زالت غامضة.

وعشية توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، قال نتنياهو إن إسرائيل ستحتفظ بالسيطرة الكاملة على محور فيلادلفيا على طول الحدود بين غزة ومصر.

رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحفي - رويترز
رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحفي – رويترز

وتقول صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن نتنياهو يقدم العديد من الروايات المتناقضة بشأن ما وافق عليه وما تعهد بأنه لن يوافق عليه أبداً، لا سيما بشأن محور فيلادلفيا، لذلك ستكون المرحلة الثانية أكثر مصيرية.

فيما نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر إسرائيلي أن الانسحاب من محور فيلادلفيا لن يتم إلا إذا تم التوصل إلى تفاهمات مع حماس ترضي إسرائيل.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الانسحاب من محور فيلادلفيا، الذي ينبغي أن يتم في اليوم الـ 50 من اتفاق وقف إطلاق النار، سيشكل تحدياً لنتنياهو بعد كل تصريحاته حول الأهمية الاستراتيجية للمحور.

وأضافت أن نتنياهو قد يتجه إلى إعلان خرق الاتفاق ويلقي اللوم على حماس، أو أن ينسحب ويسمح بمواصلة المفاوضات، مما قد يعرض حكومته للخطر.

ثانياً: الإفراج عن أسرى فلسطينيين "ثقال"

تصر حركة حماس على الإفراج عن أسرى فلسطينيين "ثقال" مقابل الإفراج عن الجنود الإسرائيليين لديها.

وكان من أبرز الخلافات التي تعيق التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار هو "الفيتو الإسرائيلي" على إطلاق سراح بعض الأسرى الفلسطينيين من أصحاب المؤبدات.

وتشير المصادر لـ"عربي بوست" إلى أن "الفيتو الإسرائيلي" على عدد من الأسرى الفلسطينيين ما زال قائماً، رغم إصرار حركة حماس على الإفراج عنهم.

مروان البرغوثي/ رويترز
مروان البرغوثي/ رويترز

ومن أبرز القادة الفلسطينيين الذين تطالب حركة حماس بالإفراج عنهم، ويضع الاحتلال الإسرائيلي "فيتو" بشأنهم: إبراهيم حامد، وعباس السيد، وحسن سلامة، ومروان البرغوثي، وأحمد سعدات.

وتقول صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن "الفيتو الإسرائيلي" بحق هؤلاء لم يُرفع، ومن المشكوك جداً أن توافق عليه حركة حماس.

ثالثاً: اليوم التالي للحرب على غزة

وفي محاولة للتغلب على معضلة "اليوم التالي" للحرب على غزة، يحاول الوسطاء تقديم بديل لحكم حماس، وتذكر صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه في الوقت الذي اتفقت حركتا حماس والجهاد الإسلامي على تشكيل لجنة من التكنوقراط لإدارة قطاع غزة بإشراف السلطة الفلسطينية، يرفض أبو مازن ذلك.

وتشير الصحيفة إلى أن اللجنة هي طريقة لعودة حماس إلى السلطة من خلال وضع شخصيات مرتبطة بها في مناصب رئيسية. بالإضافة إلى ذلك، وبما أن القوة العسكرية لحماس لم يتم القضاء عليها بشكل كامل، فمن غير المتوقع أن توافق الحركة على نزع سلاحها، مما يخلق صعوبات هائلة لأي حكومة تحل محلها.

وأشارت إلى أن الأمر الذي قد يعقد المفاوضات هو إمكانية إصرار إسرائيل خلال المرحلة الثانية على مناقشة القضايا الخاصة بالمرحلة الثالثة، وهي: الترتيبات الأمنية، وإعادة إعمار غزة، وإبعاد حركة حماس، وإقامة نقاط تفتيش على طول محور فيلادلفيا.

مقاتلون من القسام يستقبلون النازحين العائدين إلى شمال غزة - منصة X
مقاتلون من القسام يستقبلون النازحين العائدين إلى شمال غزة – منصة X

ويعتقد محللون إسرائيليون أن رفض الحكومة الإسرائيلية التوصل إلى اتفاق يشمل السلطة الفلسطينية سوف ينتهي إما بإعلان الحكم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، أو عودة حماس إلى إدارة القطاع.

أما الكاتب الإسرائيلي رون بن يشاي، فقد أكد أن الأمور الثلاثة التي يجب أن تكون غير قابلة للتفاوض في المرحلة الثانية هي:

  • ضمان تجريد قطاع غزة من السلاح.
  • عدم تسليم حماس السيطرة على القطاع.
  • عدم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في المستقبل في مشهد للعامة.

وشدد على أن المصطلحات الغامضة مثل "إسقاط حماس" أو "النصر الكامل" هي شعارات مجردة تناسب الأدب والشعر، وليست أهدافاً واقعية لحكومة مسؤولة تواجه خصماً "أيديولوجياً وحشياً".

وحول المطلب الأول والثاني، يقول إنهما أساسيان ويجب أن يشكلا حجر الزاوية في نهج إسرائيل في المرحلة الثانية من المفاوضات، مرجحاً أن يحظيا بدعم إدارة ترامب.

رابعاً: المصادقة على المرحلة الثانية

وتتزايد التوترات بين شركاء التحالف الذي يقوده نتنياهو حول مسألة المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

وفي اجتماع المجلس الوزاري، حيث تم التصديق على الصفقة، أوضح نتنياهو لشركائه أنها كانت الموافقة فقط على المرحلة الأولى، ولا تشمل المرحلة الثانية.

وبعد انسحاب إيتمار بن غفير وأعضاء حزبه من الائتلاف اليميني، انخفض عدد مقاعد الأخير إلى 62 مقعداً من أصل 120 في الكنيست الإسرائيلي.

وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش مع نتنياهو/ رويترز
وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش مع نتنياهو/ رويترز

وشدد وزير المالية وزعيم حزب "الصهيونية الدينية"، بتسلئيل سموتريتش، في مناسبات عدة، على أنه إذا لم تجدد إسرائيل القتال في غزة في نهاية المرحلة الأولى، فإن حزبه سينسحب من الائتلاف، وسيعمل على إسقاط الحكومة والمضي قدماً نحو إجراء الانتخابات المبكرة.

وأثار دعم أحزاب الحريديم في الائتلاف اليميني للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار غضباً بين أعضاء في حزب الليكود وحزب "الصهيونية الدينية".

وقالت صحيفة "معاريف" إن دعم الحريديم للمرحلة الثانية من الصفقة سببه أن قادة أحزاب الحريديم يرغبون في تليين الرأي العام وموقف المعارضة فيما يتعلق بقانون التجنيد الذي يتم مناقشته حالياً في الكنيست.

وتقول صحيفة "يسرائيل هيوم" إن اثنين ينتظران نتنياهو عندما يعود إلى إسرائيل من واشنطن، وهما: أرييه درعي، زعيم حزب شاس، الذي يدعم الصفقة ويريد قانون التجنيد أو الانتخابات، وسموتريتش، الذي يريد العودة إلى الحرب وتحقيق "النصر" أو الانتخابات.

تحميل المزيد