العمى الإسرائيلي.. تقارير عبرية تكشف كيف قرأت تل أبيب وضع المقاومة قبل طوفان الأقصى؟

عربي بوست
تم النشر: 2025/01/23 الساعة 12:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/01/23 الساعة 13:03 بتوقيت غرينتش
فلسطينيون في يوم طوفان الأقصى/الأناضول

بينما تتصاعد الدعوات في صفوف المعارضة الإسرائيلية إلى استقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته، وتشكيل لجنة تحقيق رسمية في "إخفاق" 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، كشفت تقارير عبرية عن كواليس الاجتماعات التي أجرتها الأجهزة الأمنية والسياسية في تل أبيب خلال الأشهر التي سبقت عملية طوفان الأقصى، والتي أظهرت جانباً من جوانب الفشل الإسرائيلي في استكشاف نوايا المقاومة الفلسطينية.

وكانت القناة 12 العبرية نشرت تقريراً، الخميس 23 يناير/كانون الثاني 2025، بعنوان: "هكذا بدا العمى الإسرائيلي تجاه حماس في الأشهر التي سبقت الهجوم"، تناولت فيه فحوى المناقشات الأمنية وتقديرات الموقف التي شهدتها الاجتماعات التي عقدها المستوى السياسي في إسرائيل والتحركات الميدانية لقادة الاحتلال على الحدود مع غزة في الفترة من مارس/آذار 2023 وحتى السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

طوفان الأقصى
عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة في 7 أكتوبر/الأناضول

جاء ذلك بالتزامن مع عودة الاستقالات لتعصف بجيش الاحتلال الإسرائيلي على خلفية الفشل في أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والتي شملت رئيس الأركان هرتسي هاليفي، وقائد المنطقة الجنوبية يارون فينكلمان.

وعقب إعلان هاليفي استقالته، وجه قادة بالمعارضة انتقادات حادة لنتنياهو، داعين إياه وحكومته إلى الاستقالة.

إذ قال زعيم المعارضة، يائير لابيد، عبر منصة "إكس": "تحية لهاليفي على استقالته". وأضاف: "الآن، حان الوقت لتحمل المسؤولية. يجب على رئيس الوزراء وأعضاء حكومته الكارثية بأكملها الاستقالة".

فيما أقر مسؤولون سياسيون وعسكريون وأمنيون إسرائيليون بأن السابع من أكتوبر/تشرين الأول يمثل "اخفاقاً كبيراً" لبلدهم على المستويات السياسية والعسكرية والاستخباراتية، وفق تقرير لوكالة الأناضول.

أما رئيس حزب "معسكر الدولة" المعارض، بيني غانتس، فقد طالب بتشكيل لجنة تحقيق رسمية للتحقيق في إخفاقات 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وقال غانتس عبر منصة "إكس": "رئيس الأركان يتحمل مسؤولية عسكرية عن كارثة 7 أكتوبر/تشرين الأول، لكنه أيضاً مسؤول عن التعافي الكبير الذي شهده الجيش الإسرائيلي"، وفق تعبيره.

ما الذي كشفه تقرير القناة 12 العبرية عن "الإخفاق" الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول؟

كشفت كواليس المناقشات الأمنية التي جرت قبل هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول أن القيادة الأمنية كانت على قناعة بأن  حماس "تم ردعها".

وقال تقرير القناة 12:" لقد اقتنعت قيادة المنظومة الأمنية بأن  حماس "مرتدعة"  قبل أربعة أشهر من الهجوم، وكان رئيس الموساد برنياع، الذي كان يحظى بصورة الشخص الذي لا يخطئ قال إنه يجب ترك غزة والالتفات لإيران. وقبل عشرة أيام من الهجوم، زعم وزير الجيش  آنذاك يوآف غالانت أن حماس ترسل لنا إشارات بأنها تريد التوصل إلى اتفاق طويل الأمد مع إسرائيل".

ملفات بيبي
نتنياهو ووزير جيش الاحتلال وقادة إسرائيل العسكريين في لقاء سابق / رويترز

واستعرض التقرير جانباً من الاجتماعات والتحركات التي جرت في إسرائيل بشأن غزة وتقديرات الموقف لدى القيادة السياسية، التي كانت تتعلق بقدرة الحركة الفلسطينية على شن هجوم على إسرائيل، وذلك في الفترة التي سبقت عملية طوفان الأقصى بستة أشهر وذلك على النحو التالي:

  • مارس/آذار 2023 (قبل 6 أشهر من هجوم حماس): 

بعد يومين من إرسال رئيس قسم لواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية (آمان)، عميت ساعر، رسالة تحذير بشأن اندلاع حرب في غزة، تفقد وزير الدفاع غالانت فرقة غزة في أول زيارة له منذ 13 عاماً، منذ أن كان قائداً للقيادة الجنوبية.

وأجرى رئيس شعبة العمليات اللواء عوديد باسيوك مراجعة خلص فيها إلى أن "شن عملية في قطاع غزة لن تكون في مصلحة إسرائيل".

من جهته، أكد قائد اللواء الشمالي في فرقة غزة، العقيد عامي بيطون، أنه لا يمكن اجتياز السياج الفاصل مع غزة وأن مَن يحاول اختراقه سيتم تدميره قبل وصوله".

وقال بيطون أيضاً:" "نحن جاهزون للرد في أي نقطة اقتحام محتملة عبر منظومة الطائرات الهجومية والمسيرات والدبابات وناقلات النمر". وخلص وزير الدفاع غالانت إلى أن أساليب عمل حماس أصبحت عتيقة بشكل متزايد وأن "حماس لا تزال تمتلك الصواريخ، وهي في حالة ضعف". 

  • 14 يونيو/حزيران 2023 (قبل 4 أشهر من هجوم حماس): 

في منتصف يونيو/حزيران 2023، دعا وزير الدفاع غالانت، رؤساء الأجهزة الأمنية لاجتماع بشأن الموافقة على خطة امتيازات لغزة تتضمن تطوير معبر رفح والميناء البحري وامدادات الغاز وزيادة عدد العمال الداخلين مقابل التزام حماس بضبط النفس على المدى البعيد. 

وخلال الاجتماع أشار ساعر، رئيس قسم لواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية (آمان)، بأن ما رأيناه في العام الماضي هو أن حماس ليس لديها مصلحة في العنف في غزة. وقال "إنهم يريدون السلام، وهم بحاجة إلى السلام".

وبحسب ما خلص إليه الاجتماع، أشار غالانت إلى أن إسرائيل أحكمت حصارها الجوي والبري والبحري على حماس، وأضاف: "هذا يدفع حماس إلى البحث عن بدائل لتعزيز قوتها في الضفة الغربية ولبنان. يجب أن نركز جهودنا على التحديات الوطنية الإستراتيجية الأكثر أهمية، وعلى رأسها إيران".

  • 12 سبتمبر/أيلول 2023 (قبل  شهر من هجوم حماس): 

في 12 سبتمبر/أيلول 2023، تفقد رئيس الأركان الإسرائيلي آنذاك، هرتسي هاليفي، فرقة غزة، وأجرى مراجعة للتهديدات الأمنية، وقام بجولة في منطقة السياج الحدودي.

وبعد جولته، قال هاليفي:" إن عملية "الدرع والسهم" التي نفذها الجيش ضد الجهاد الإسلامي في مايو/أيار نجحت بردع حماس".

وخلص تقرير القناة 12 إلى أن التقييمات غير الصحيحة على جميع المستويات ذات الصلة في الجيش والأجهزة الاستخباراتية تسببت في مفاهيم عملياتية غير دقيقة وأوجه قصور في استعدادات الجيش الإسرائيلي، وطالب بتشكيل لجنة تحقيق حكومية.ولم يكن تقرير القناة 12 العبرية التقرير الأول الذي يكشف عن جوانب الفشل لدى الاحتلال في التنبؤ بهجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث تناولت تقارير عبرية وغربية سابقة عدة تفاصيل هذا الفشل والإخفاق، وأبرزت نجاح المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس في عملية طوفان الأقصى.

من هم أبرز قادة الاحتلال الذين أعلنوا عن استقالاتهم منذ عملية طوفان الأقصى؟

  • 21 يناير/ كانون الثاني 2025:

– رئيس هيئة أركان الجيش، هرتسي هاليفي، يعلن استقالته بداية من 6 مارس/ آذار المقبل، ويقول في كلمة متلفزة: "في 7 أكتوبر، فشلنا في الدفاع والهجوم، وسأحمل نتائج ذلك اليوم الرهيب معي لبقية حياتي".

– قائد المنطقة الجنوبية بالجيش، يارون فينكلمان، يعلن استقالته، ويقول في كتاب الاستقالة: "في 7 أكتوبر، فشلت في الدفاع عن (منطقة) النقب الغربي، وسيبقى هذا الفشل محفوراً في ذهني لبقية حياتي".

  • 12 سبتمبر/ أيلول 2024:

– قائد الوحدة "8200" الاستخبارية في الجيش، يوسي سارييل، يستقيل قائلاً: "في 7 أكتوبر لم أقم بالمهمة كما توقعت وكما توقع المرؤوسون والقادة".

– استقالة قائد الشرطة الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة اللواء عوزي ليفي.

  • 11 يوليو/ تموز 2024:

– قائد المنطقة الجنوبية في جهاز "الشاباك" (يشار إليه بالحرف "أ") يستقيل جراء إخفاقه في التعامل مع هجوم "حماس".

  • 9 يونيو/ حزيران 2024:

– استقالة قائد فرقة غزة في الجيش، آفي روزنفيلد، بسبب فشل فرقته في صد الهجوم، وتمكن مقاتلي كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، من احتلال مقار الفرقة.

  • 22 أبريل/ نيسان 2024:

– رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (آمان)، أهارون هاليفا يستقيل، ويعلن تحمله مسؤولية الفشل في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

  • 4 أبريل/ نيسان 2024:

– استقالة رئيس قسم لواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية، عميت ساعر.

وفي نهاية يناير/كانون الثاني الجاري، ربما يشهد جيش الاحتلال الإسرائيلي مزيداً من الاستقالات، إذ حدد وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، هذا التاريخ الراهن موعداً لإنهاء الجيش تحقيقات داخلية في إخفاق 7 أكتوبر/تشرين الأول.

قوة إسرائيلية راجِلَة
جيش الاحتلال في قطاع غزة / الأناضول
تحميل المزيد