توصلت حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يُتوقَّع الإعلان عنه خلال ساعات. قد ينهي هذا الاتفاق الحرب على قطاع غزة المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بحسب ما ذكرته مصادر فلسطينية وأوردته تقارير إسرائيلية وغربية.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين عرب وإسرائيليين أن إسرائيل وحماس تضعان اللمسات الأخيرة على شروط اتفاق وقف إطلاق النار، والذي بموجبه سيتم الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين.
وفقاً للصحيفة الأمريكية، فإن المفاوضين، بمن فيهم ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، إلى جانب مسؤولين من الولايات المتحدة وإسرائيل ودول عربية، اجتمعوا الثلاثاء في الدوحة لوضع اللمسات الأخيرة على مسودة اتفاق وقف إطلاق النار.
مصادر لـ"عربي بوست" قالت إن وقف إطلاق النار قد يدخل حيز التنفيذ يوم الخميس، على أن يتم الإعلان رسمياً عن الاتفاق من الوسطاء يوم غدٍ الأربعاء.
كما كشفت المصادر ذاتها أن حركة حماس حصلت على ضمانات أمريكية شفهية بأن تنتهي مراحل الاتفاق بوقف دائم لإطلاق النار. وردت الحركة بالإيجاب مساء الاثنين على مسودة الاتفاق الذي ينتظر موافقة رسمية من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إنه بعد 465 يوماً من الاتصالات الفاشلة والتصريحات المتناقضة والإحباط العميق بين أهالي الأسرى الإسرائيليين، بدأت تظهر في الأيام القليلة الماضية نقطة تحول دراماتيكية.
اقرأ أيضاً
3 عقبات تم تجاوزها هذه المرة
وخلافاً للجولات السابقة من المحادثات التي باءت بالفشل، فقد تم كسر ثلاث عقبات رئيسية خلال المفاوضات الأخيرة:
- مفاتيح الأسرى: كان الاحتلال الإسرائيلي يرفض الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين من أصحاب المؤبدات، لكن الوسطاء طرحوا صيغة تتضمن إبعادهم عن قطاع غزة والضفة الغربية.
- الجدول الزمني للانسحاب الإسرائيلي: تمسك الاحتلال بمحوري "نيتساريم" و"فيلادلفيا"، لكنه وافق على الانسحاب من الأولى في المرحلة الأولى، ومن الثانية في المرحلة التي تليها.
- صيغة نهائية للاتفاق: كانت حركة حماس تطالب بإعلان صريح بوقف دائم لإطلاق النار في مسودة الاتفاق، فيما شددت إسرائيل على احتفاظها بخيار العودة إلى القتال.
نشرت وسائل إعلام إسرائيلية تفاصيل المراحل الثلاث لاتفاق وقف إطلاق النار، ولكن بخلاف ما تم نشره في الصحافة الإسرائيلية بشأن المدة الزمنية للمرحلة الأولى، أكدت مصادر لـ"عربي بوست" أنها ستستمر نحو 60 يوماً، على أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية بعد 16 يوماً من سريان المرحلة الأولى.
وذكرت المصادر أن حركة حماس أبدت مرونة بشأن مطلب الحكومة الإسرائيلية بإضافة 11 جندياً إسرائيلياً في المرحلة الأولى، بزعم أنهم مرضى، مقابل الإفراج عن عشرات الفلسطينيين المحكومين بالمؤبدات.
اقرأ أيضاً
المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار:
أولاً: ملف الأسرى الإسرائيليين
- إطلاق سراح 33 أسيراً إسرائيلياً، بينهم أطفال ونساء (مدنيات ومجندات)، وكبار السن فوق سن الـ50، وجرحى ومرضى، وعدد من الجنود.
- لن تتضمن القائمة أي أسير تم تصنيفه رسمياً في إسرائيل بأنه متوفى.
- ستبدأ عملية إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في اليوم الأول من وقف إطلاق النار.
- بحسب مصدر لشبكة "بي بي سي" البريطانية، فإن حركة حماس ستفرج عن ثلاثة أسرى إسرائيليين في اليوم الأول من الاتفاق، وبعد سبعة أيام ستفرج عن أربعة أسرى إسرائيليين آخرين، على أن يتم الإفراج عن ثلاثة إلى أربعة أسرى إسرائيليين كل سبعة أيام.
ثانياً: ملف الأسرى الفلسطينيين:
- سيتم إطلاق ألف أسير فلسطيني من قطاع غزة، ممن تم اعتقالهم خلال العمليات البرية الإسرائيلية بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول.
- سيتم الإفراج عن 100 أسير فلسطيني من أصحاب المؤبدات، مقابل الجنود الذين وافقت حركة حماس على الإفراج عنهم في المرحلة الأولى.
- إطلاق سراح فئات النساء والأطفال والمرضى من الأسرى الفلسطينيين.
- لن يتضمن الاتفاق في المرحلة الأولى أي عمليات إفراج عن مقاتلي النخبة من كتائب القسام الذين اعتُقلوا خلال معركة "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
تفاصيل عملية تبادل الأسرى:
ذكر موقع "i24" الإسرائيلي أن عملية التبادل ستكون كالتالي:
- سيتم إطلاق سراح النساء أولاً من الطرفين بموجب الاتفاق.
- سيتم الإفراج عن 50 أسيراً فلسطينياً مقابل كل جندي إسرائيلي (بينهم 30 محكوماً بالسجن المؤبد).
- سيتم الإفراج عن 30 أسيراً فلسطينياً مقابل كل مدني إسرائيلي.
وأشار الموقع الإسرائيلي إلى أن شخصيات فلسطينية مثل مروان البرغوثي وإبراهيم حامد لن تكون ضمن المرحلة الأولى من الصفقة.
ثالثاً: الانسحاب الإسرائيلي وعودة النازحين:
- ستنسحب القوات الإسرائيلية من محور "نيتساريم"، مع السماح بعودة النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله، وفق آلية يشرف عليها فريق فني قطري ومصري، على أن يتم تفتيش المركبات فقط، وذلك بعد سبعة أيام من دخول الهدنة حيز التنفيذ.
- ستبدأ إسرائيل بسحب قواتها من المناطق المأهولة في قطاع غزة بعد بدء حركة حماس بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في اليوم الأول.
- ستنتهي عملية انسحاب القوات الإسرائيلية من محور نيتساريم خلال المرحلة الأولى من الاتفاق.
- ستحافظ القوات الإسرائيلية على تواجدها على طول الحدود الشرقية والشمالية بمنطقة عازلة بعمق 800 متر خلال المرحلة الأولى، وفقاً لشبكة "بي بي سي".
- لن يشمل الانسحاب محور "فيلادلفيا" خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
ويقدر مسؤولون إسرائيليون أن عودة السكان إلى شمال قطاع غزة ستجعل استئناف القتال في المستقبل أمراً بالغ الصعوبة، كما سيكون من الصعب جداً إجلاء السكان مجدداً، بحسب القناة 12 الإسرائيلية.
تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن هذا التنازل سيسمح لحركة حماس باستعادة قدراتها الحكومية، إلا أنهم يدركون أن هذا ثمن ضروري مقابل عودة الأسرى الإسرائيليين.
رابعاً: المساعدات الإنسانية:
- يشمل اتفاق وقف إطلاق النار إدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، تشمل الوقود ومعدات لوجستية للبلديات والمستشفيات، وخياماً ولوازم لإيواء المواطنين الذين هُدمت منازلهم، بواقع 600 شاحنة يومياً، منها 300 شاحنة مخصصة لشمال قطاع غزة.
المرحلة الثانية:
تؤكد المصادر أنه جرى التوافق على تأجيل ما تبقى من خلاف بشأن بعض القضايا بين الجانبين إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
- كان الاحتلال الإسرائيلي يرفض الإفراج عن بعض الشخصيات المتهمة بقتل إسرائيليين من الأسرى الفلسطينيين، ولكن وفقاً لمصادر "عربي بوست"، فإن الوسطاء ناقشوا مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني الإفراج عنهم مقابل إبعادهم إلى ثلاث دول هي: تركيا، قطر، ومصر.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أنه في المرحلة الثانية:
- سيتم إطلاق سراح بقية الأسرى الإسرائيليين من الرجال والجنود والجثث.
- سيتم إطلاق سراح جماعي للسجناء الفلسطينيين.
- سيواصل الجيش الإسرائيلي انسحابه من قطاع غزة.
المرحلة الثالثة:
وفقاً للقناة 12 الإسرائيلية، ستتناول المرحلة الثالثة والأخيرة من اتفاق وقف إطلاق النار الترتيبات طويلة المدى، بما في ذلك المناقشات حول حكومة بديلة في القطاع وخطط إعادة تأهيله.
في هذا السياق، أكدت مصادر لـ"عربي بوست" أن السلطة الفلسطينية رفضت المشاركة في تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي في قطاع غزة، بزعم أنها تعزز الانقسام الفلسطيني.
وأضافت المصادر أن مصر بدأت بالتشاور مع الفصائل الفلسطينية من أجل تشكيل لجنة إسناد مجتمعي، تتألف من شخصيات مهنية يوكل إليها إدارة قطاع غزة والإشراف على عملية إعادة إعمار القطاع.