تمتلكها 3 دول فقط.. ما هي الطائرات القادرة على حمل وإطلاق القنابل النووية؟

عربي بوست
تم النشر: 2025/01/10 الساعة 14:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/01/10 الساعة 14:19 بتوقيت غرينتش
قاذفة القنابل النووية الشبحية الأمريكية B-21 Raider من الجيل السادس/ Wikimedia Commons

تُعد الطائرات القادرة على حمل القنابل النووية من أهم العناصر في الردع الاستراتيجي العسكري للدول الكبرى، حيث تلعب دوراً حاسماً في تحقيق التوازن بين هذه القوى. وتعتمد هذه الطائرات على تصميمات متقدمة وأنظمة حديثة لضمان القدرة على الوصول إلى الأهداف المحددة بدقة، سواء في عمليات الردع أو في حالات النزاع النووي. ويعود تاريخ استخدامها إلى الحرب العالمية الثانية، عندما أُلقيت أول قنبلة نووية بواسطة طائرة B-29 Superfortress الأمريكية على مدينتي هيروشيما وناجازاكي.

في هذا التقرير، نستعرض أبرز الطائرات القادرة على حمل القنابل النووية والمواصفات التي يجب أن تتوافر فيها لتحقيق هذه المهام الحساسة. كما نسلط الضوء على أبرز الطائرات ذات القدرات النووية ودورها في الاستراتيجيات العسكرية للدول الكبرى التي لديها استراتيجية الثالوث النووي٬ كالولايات المتحدة وروسيا والصين.

ما هو الثالوث النووي؟

  • قبل شرح الطائرات أو القاذفات ذات القدرات النووية٬ يجب فهم استراتيجية "الثالوث النووي"٬ التي تعتبر الطائرات النووية إحدى مكوناتها. ويشير مصطلح الثالوث النووي إلى قدرة الدولة على إطلاق الأسلحة النووية من الخزينة النووية الاستراتيجية التي تتألف من 3 مكونات: صواريخ باليستية عابرة للقارات تطلق من البر، وقنابل استراتيجية تطلق من الجو بواسطة الطائرات، وصواريخ باليستية تطلق من الغواصات. 
  • والهدف من امتلاك نظام نووي بثلاثة مكونات هو تقليل خطر التدمير الكامل للقوة النووية من قبل العدو في حال تلقي الضربة الأولى، وبالتالي رفع قابلية توجيه ضربة الرد من مكون آخر، والهدف من كل هذا هو رفع قوة الردع النووي للدولة التي لديها الثالوث النووي.
  • وعلى الرغم من أنّ الثالوث النووي هو أفضل وسيلة للدول النووية للحفاظ على قوتها، فإن معظم هذه الدول لا تمتلك الميزانية الكافية لتحقيق ذلك، مع استثناء روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والآن الصين التي أصبحت تمتلك خلال السنوات الأخيرة الثالوث النووي المتكامل، بينما تمتلك كل من الهند وفرنسا ثالوثاً أقل تأثيراً٬ بسبب افتقارها إلى أنظمة الإطلاق الثلاثة بشكل متكامل.

ما أهمية الطائرات القادرة على حمل القنابل النووية؟

  • تلعب الطائرات النووية دوراً حاسماً في تحقيق الردع النووي، حيث تعطي الدول المالكة لها القدرة على تنفيذ ضربات عقابية مدمرة في حالة وقوع هجوم نووي. كما تُستخدم كوسيلة ضغط في السياسات الدولية بين القوى الكبرى ولا شك أن الدول التي تمتلكها يحسب لها حساباً كبيراً.
  • وتوفر قاذفات القنابل ذات القدرات النووية تحوطاً سريعاً وفعالاً ضد التحديات التقنية التي قد تؤثر على ساق أخرى من الثالوث النووي التي تمكله الدولة٬ نظراً لقدرتها على تحميل أسلحة وقنابل وصواريخ مثل صواريخ كروز نووية إضافية (ALCM) رداً على أي مفاجآت عسكرية وجيوسياسية محتلمة من الخصوم.
  • ورغم أن دولاً مثل إيران تحاول تصنيع الأسلحة النووية من خلال برنامج سري، ورغم أن كوريا الشمالية وباكستان تعد دولاً نووية، إلا أنها لا يمكنها تهديد الغرب على سبيل المثال بالقنابل النووية بسبب عدم امتلاكها طائرات تستطيع قطع كل هذه المسافة والوصول والمراوغة والتخفي لضرب أهدافها بنجاح. لكن روسيا على سبيل المثال والتي تخوض حرباً في أوكرانيا منذ 2022 وسبق أن هددت مرات عديدة باستخدام أسلحتها النووية ضد خصومها٬ تستطيع فعل ذلك لأنها تمتلك قاذفات قنابل نووية من الجو٬ بالإضافة إلى الصواريخ الأرضية والغواصات النووية.
  • يقول موقع sandboxx العسكري الأمريكي إن أي طائرة مقاتلة قادرة على حمل ذخيرة نووية. ففي نهاية المطاف، السلاح النووي نفسه هو الذي يجعل النتيجة مختلفة عن الذخيرة التقليدية وليس المنصة التي تحمله وتنقله. ومع ذلك، تلتزم القوى الكبرى بمتطلبات محددة للطائرات أو القاذفات حتى تكون مؤهلة لحمل الأسلحة النووية وإيصالها بنجاح. وعلى هذا فإن أسطول القوات الجوية الأمريكية المخصص لحمل وإطلاق الأسلحة النووية أكثر محدودية من الطائرات أو المقاتلات الأخرى.
  • على سبيل المثال٬ كانت الولايات المتحدة تستخدم في السابق بشكل أساسي طائرات الجيل الرابع، مثل مقاتلات F-16 وF-15E، بالإضافة إلى نفس الجيل من الطائرات من الدول الأعضاء الأخرى في حلف شمال الأطلسي لإجراء مهام نووية تكتيكية تتضمن إيصال قنابل نووية من سلسلة B61. ومع ذلك، فإن القصف الجوي إلزامي لنشر هذا النوع من القنبلة النووية. وفي ظل الظروف الفنية الحالية، سيتم اعتراض الطائرات من الجيل الرابع بواسطة أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة وطائرات الجيل الخامس من خصوم مثل روسيا والصين٬ وربما يتم إسقاطها قبل اقترابها من أهدافها. لكن يمكن لطائرة F-35A الشبحية الأمريكية بفضل قدرتها القوية على التخفي، اختراق الحواجز الدفاعية للخصم عند استخدامها لأداء مثل هذه المهام.

ما المواصفات التي يجب أن تتوفر في الطائرات ذات القدرات النووية؟

  • يجب أن تكون الطائرات النووية قادرة على حمل قنابل بأوزان وأبعاد كبيرة مثل القنبلة B61-12، التي تزن حوالي 320 كيلوجراماً٬ كما يجب أن تكون حمولتها متوافقة مع أنظمة الإطلاق المدمجة.
  • وتحتاج الطائرات النووية إلى أنظمة إلكترونية متقدمة لضمان إطلاق القنابل بدقة عالية. يتضمن ذلك أنظمة توجيه مدمجة قادرة على التعامل مع القنابل النووية المختلفة.
  • تُعد تقنية التخفي ضرورية للطائرات النووية، حيث تتيح لها اختراق الدفاعات الجوية المعادية. على سبيل المثال تعتمد الطائرات مثل B-2 وB-21 على تصميمات متقدمة تقلل من البصمة الرادارية.
  • نظراً لأن الأهداف قد تكون بعيدة للغاية، يجب أن تتمتع الطائرات النووية بمدى طويل أو القدرة على التزود بالوقود أثناء الطيران لضمان تنفيذ المهام.
  • في الوقت نفسه٬ يجب أن تكون الطائرات مجهزة بأنظمة دفاعية متقدمة لحمايتها من الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي، مثل التدابير الإلكترونية المضادة وأنظمة التشويش.
  • أخيراً٬ يتطلب التعامل مع الطائرات النووية تدريباً مكثفاً للطيارين وفرق الصيانة لضمان الكفاءة في التعامل مع الأنظمة المعقدة والقنابل النووية.
قاذفة القنابل الصينية الشبحية H-20 – PLA Air

ما أبرز الطائرات القادرة على حمل قنابل نووية؟

1- القاذفات الاستراتيجية

القاذفات الاستراتيجية هي الطائرات المصممة خصيصاً لنقل القنابل النووية عبر مسافات طويلة، مع التركيز على التخفي ومقاومة البيئات الصعبة والظروف المعادية.. من أبرزها:

القاذفة الأمريكية B-2 Spirit:

  • القاذفة B-2 Spirit المعروفة أيضاً باسم القاذفة الشبحية Stealth ‎Bomber ‎، هي قاذفة قنابل استراتيجية شبحية ‏وتعتبر الأولى والوحيدة من نوعها في العالم، تمتلكها فقط القوات ‏الجوية الأمريكية وهي ممنوعة ‏من التصدير.
  • تم تصميمها خلال فترة الحرب الباردة كقاذفة ‏للصواريخ النووية وتعد من أغلى الطائرات على الإطلاق، ‏حيث تتراوح تكلفة الطائرة الواحدة بين 737 إلى 929 مليون ‏دولار.‏
  • تُعد واحدة من أكثر القاذفات تقدماً في العالم، بفضل تصميمها الذي يعتمد على تقنية التخفي. تستطيع قاذفة B-2 Spirit حمل قنابل نووية من طراز B61 وB83. ويتجاوز مدى الطائرة هذه 11,000 كيلومتر، مما يجعلها قادرة على تنفيذ المهام دون الحاجة إلى التزود بالوقود. وتستطيع الطائرة B-2 الوصول إلى سرعة قصوى تقارب 973 ‏كم/ساعة وعلو تحليق أقصى يبلغ 15200 متراً.

– القاذفة الأمريكية B-21 Raider

  • قاذفة الجيل السادس الأمريكية الأحدث والتي تم الكشف عنها في عام 2022. صُممت لتحل محل القاذفات القديمة مثل B-1 وB-2 وسوف تدخل الخدمة القتالية بحلول عام 2025.
  • تتميز B-21 Raider بتقنيات تخفي متطورة وقدرة عالية على العمل في البيئات المشبعة بالدفاعات الجوية.
  • تعد هذه الطائرة قادرة على حمل حمولة نووية ويمكن تحليقها بدون طاقم على متنها، بمداها البالغ 12,000 كيلومتر وحمولتها الصافية حوالي 10 أطنان، وتقول تقارير أمريكية إنها صنعت خصيصاً من أجل محاربة الصين٬ لتبقى بعيداً عن نطاقات صواريخها المتقدمة.

– القاذفة الروسية Tu-160 Blackjack

  • تُعرف القاذفة الروسية توبوليف 160 (بلاك جاك) بأنها أكبر قاذفة أسرع من الصوت في العالم٬ وتستخدمها روسيا لتنفيذ المهام الاستراتيجية. وتتميز بقدرتها على حمل صواريخ نووية طويلة المدى.
  • تصل سرعتها إلى 2 ماخ وهي مزودة بأربعة محركات  Kuznetsov NK-32، وهي أقوى محركات دمجت في طائرة حربية على الإطلاق. ولكن هذه القاذفة كانت تعاني من مشكلات كبيرة تحد من قدراتها ولكن اليوم تخضع لتطوير كبير٬ حيث تقوم روسيا الآن بتحديث هيكل الطائرة إلى طراز Tu-160M2، بهدف الحفاظ على سرعتها وقدراتها مع تقليل مشكلات الصيانة.

– قاذفة القنابل الصينية Xian H-6 

  • هي نسخة محلية مطورة من القاذفة السوفيتية توبوليف تو-16. وتمتلك الصين إصدارات متعددة منها ومتقدمة، مثل H-6K وH-6N، القادرة على حمل صواريخ كروز ذات رؤوس نووية. على سبيل المثال تتميز H-6N بقدرتها على حمل صواريخ تفوق سرعة الصوت، وقد صُممت لمهام طويلة المدى بما في ذلك الضربات النووية.

– قاذفة القنابل الشبحية شيآن إتش-20 (Xian H-20)

  • وهي أحدث قاذفة شبحية صينية مصممة لتحمل أسلحة نووية وتقنيات شبحية لتفادي أقوى الرادارات في العالم. تم تجهيز القاذفة H-20 بصواريخ نووية وتقليدية بوزن إقلاع لا يقل عن 200 طن، وحمولة تصل إلى 45 طناً.
  • من المتوقع أن تتمتع هذه الطائرة بمدى طويل جداً وقدرة على توجيه ضربات نووية استراتيجية ضد أهداف بعيدة، بما في ذلك قواعد عسكرية خارج حدود الصين.
طائرة شبحية أمريكية من طراز إف-35 مع أخرى م طراز إف-22 رابتور/ أرشيفية Getty

2- الطائرات المقاتلة متعددة المهام

إلى جانب القاذفات الاستراتيجية، توجد طائرات مقاتلة متعددة المهام قادرة على تنفيذ ضربات نووية، مثل:

– طائرة F-35A Lightning II الأمريكية:

  • أصبحت أول مقاتلة من الجيل الخامس تحصل على شهادة لحمل القنبلة النووية في عام 2024، مما يجعلها الخيار الأمثل لضربات تكتيكية دقيقة. وتوفر هذه الطائرة الشبحية توازناً بين القدرة على المناورة وتقنيات التخفي.

– طائرة F-16 Fighting Falcon الأمريكية:

  • تُستخدم في إطار استراتيجيات الناتو النووية، وهي قادرة على حمل قنابل نووية تكتيكية. وتُعد جزءًا من سياسة "المشاركة النووية" لحلف الناتو.

– طائرة PA-200 Tornado الأوروبية:

  • تُستخدم من قبل عدد من دول الناتو وتُعتبر قادرة على تنفيذ مهام نووية تكتيكية٬ وهي من إنتاج أوروبي مشترك تشارك فيه كل من بريطانيا وألمانيا وإيطاليا.
تحميل المزيد