“غير كافية ومتأخرة”.. ما نعرفه عن استراتيجية بايدن لمكافحة الإسلاموفوبيا بالولايات المتحدة

عربي بوست
تم النشر: 2024/12/13 الساعة 11:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/12/13 الساعة 11:57 بتوقيت غرينتش
المسلمون في أمريكا - توضيحية / رويترز

أصدر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الخميس، استراتيجية، وصفها البعض بأنها  "غير كافية ومتأخرة"، لمواجهة كراهية المسلمين والعرب أو ما يعرف بالإسلاموفوبيا، والتي تزايدت بشكل حاد منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ودعا إلى ضرورة مواصلة العمل من أجل الحد من التمييز والتحيز.

جاء نشر الوثيقة المؤلفة من 64 صفحة قبل أسابيع من تنصيب الرئيس السابق دونالد ترامب الذي كان قد فرض حظر سفر على مواطني بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة خلال ولايته الأولى، قبل أن يلغيه بايدن في أول يوم له في منصبه.

وتأتي هذه الاستراتيجية بعد أكثر من عام من مقتل الطفل وديع الفيومي البالغ من العمر 6 سنوات طعناً على يد رجل استهدفه هو ووالدته لأنهما أمريكيان من أصل فلسطيني، وفق تقرير لوكالة رويترز.

وفي مقدمة الاستراتيجية، وصف بايدن الهجوم على الطفل، وهو من شيكاغو، ووالدته بأنه "عمل شنيع" وأشار إلى ارتفاع جرائم الكراهية ضد المسلمين والعرب والتمييز والتنمر الذي وصفه بأنه خاطئ وغير مقبول.

وكتب بايدن: "يستحق المسلمون والعرب العيش بكرامة والتمتع بكل الحقوق إلى أقصى حد جنباً إلى جنب مع جميع الأمريكيين". 

وأضاف "السياسات التي تؤدي إلى تمييز ضد مجتمعات بأكملها خاطئة ولا تحمي سلامتنا".

البيت الأبيض/ رويترز

ماذا تضمنت الاستراتيجية؟

تشمل الاستراتيجية تفاصيل الإجراءات التي يمكن أن تتخذها السلطة التنفيذية، إلى جانب أكثر من 100 دعوة أخرى للعمل في جميع قطاعات المجتمع.

وتتضمن الاستراتيجية أربع أولويات أساسية: 

  • أولاً: زيادة الوعي بالكراهية ضد المسلمين والعرب مع الاعتراف على نطاق أوسع بتراث هذه المجتمعات.
  • ثانياً: تحسين سلامتهم وأمنهم على نطاق واسع.
  • ثالثاً: استيعاب الممارسات الدينية الإسلامية والعربية بشكل مناسب من خلال العمل على الحد من التمييز ضدهم
  • رابعاً: تشجيع التضامن بين المجتمعات لمواجهة الكراهية بشكل أكبر.

كيف كانت ردود الفعل على الاستراتيجية؟

تباينت ردود فعل المؤسسات الإسلامية والعربية بشأن استراتيجية البيت الأبيض الجديدة لمكافحة الإسلاموفوبيا.

ووصف مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، وهي منظمة للدفاع عن الحقوق المدنية للمسلمين، الاستراتيجية بأنها "غير كافية ومتأخرة للغاية"، وانتقد البيت الأبيض لعدم إنهاء قائمة مراقبة اتحادية وقائمة "حظر طيران" تشمل العديد من الأمريكيين من أصول عربية ومسلمة، ولعدم إنهاء الحرب في غزة، التي أججت رهاب الإسلام.

وقال بيان صادر عن (كير):"على الرغم من أننا وكثير من المسلمين الأمريكيين نرحب عادة باستراتيجية وطنية لمكافحة الإسلاموفوبيا، فإن استراتيجية البيت الأبيض التي طال انتظارها غير كافية ومتأخرة للغاية. تحدد الوثيقة المكونة من 67 صفحة بعض التوصيات الإيجابية المتعلقة بالتعصب ضد المسلمين، لكنها صدرت في وقت لا يمكنها فيه إحداث أي تأثير، وتفشل في الوعد بأي تغييرات بشأن البرامج الفيدرالية التي تديم التمييز ضد المسلمين على نطاق واسع، مثل قائمة المراقبة الفيدرالية الأورويلية؟"

وتابع البيان:" تفشل الاستراتيجية في الوعد بإنهاء المحرك الأكثر أهمية للتعصب ضد المسلمين اليوم: الإبادة الجماعية التي تدعمها الولايات المتحدة في غزة. لا يستطيع الرئيس بايدن أن يدعي بشكل موثوق أنه يهتم بالمسلمين أو الإسلاموفوبيا بينما يدعم تدمير الحكومة الإسرائيلية للمساجد وتدنيس القرآن والقتل الجماعي لسكان أغلبهم من المسلمين"

وأضاف البيان: "من خلال تمويل وتسليح وتمكين جرائم الحرب التي ارتكبها نتنياهو في غزة، أصبح الرئيس بايدن قاتلاً جماعياً للمسلمين مثل نتنياهو. في هذه المرحلة المتأخرة، فإن إجبار نتنياهو على إنهاء الإبادة الجماعية في غزة هو أفضل شيء يمكن للرئيس بايدن فعله لتقليل الإسلاموفوبيا قبل مغادرته منصبه".

فيما توقع جيم زغبي، مؤسس المعهد العربي الأمريكي، أن تتخلى إدارة ترامب القادمة عن هذه الاستراتيجية، لكنه رحب بتوسع استراتيجية البيت الأبيض لتشمل كراهية العرب بدلاً من التركيز فقط على الأفعال التي تستهدف المسلمين.

ما هو موقف ترامب من الاستراتيجية؟

حتى الآن، لم يصدر عن فريق ترامب الانتقالي أي تعليق فوري على الاستراتيجية أو ما إذا كان سيدعمها.

وقال ترامب، الذي حصل على دعم بعض الناخبين المسلمين الغاضبين من دعم بايدن لحرب إسرائيل في غزة، إنه سيمنع دخول أي شخص يشكك في حق إسرائيل في الوجود، وسيلغي تأشيرات الطلاب الأجانب "المعادين للسامية".

وكان ترامب قد تعهد خلال حملته الانتخابية بسحق الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات إذا عاد إلى البيت الأبيض.

ووصف ترامب خلال اجتماع عقده في مايو/أيار الماضي مع مجموعة من المتبرعين الأثرياء وغالبيتهم من اليهود، المظاهرات التي اندلعت ضد الحرب الإسرائيلية في غزة بأنها جزء من "ثورة جذرية"، ووعد المانحين بأنه سيعيد الحركة 25 أو 30 عاماً إلى الوراء إذا ساعدوه على الفوز بالبيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وخلال ولايته الأولى التي امتدت ما بين عامي 2016 و2020، فرض ترامب سياسة حظر دخول دخول رعايا دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة في عام 2017

الرئيس الأمريكي جو بايدن/ رويترز

ما هي خريطة انتشار المسلمين في الولايات المتحدة؟

يحتل الإسلام المرتبة الثالثة من حيث عدد السكان في الولايات المتحدة، بعد المسيحية واليهودية، ووفقًا لأحدث الدراسات، يوجد حوالي 4.45 مليون مسلم في البلاد، وهو ما يمثل حوالي 1% من إجمالي السكان.

ويرتكز وجود المسلمين بشكل كبير في كل من ولاية فرجينيا وولاية أريزونا، وبدرجة ثانية في ولايات نيويورك، ونيوجيرسي، وكاليفورنيا، وإلينوي، وفلوريدا، وميشيغان، بالإضافة إلى ألاباما، تكساس، تينيسي.

وبفضل حضورهم الكبير في الولايات المتأرجحة الرئيسية، فإن الناخبين المسلمين لديهم القدرة على التأثير ليس فقط على الانتخابات الرئاسية، بل وأيضاً على انتخابات الكونجرس والولايات والانتخابات المحلية.

هل تصاعدت حالات الإسلاموفوبيا ضد المسلمين بعد الحرب على غزة؟

نعم، فقد أشارت تقارير سابقة أنه في الفترة من يناير/كانون الثاني 2024 إلى يونيو/حزيران من نفس العام، تلقى (كير) ما يقرب من 5000 شكوى تتعلق بكراهية الإسلام بزيادة قدرها أكثر من الثلثين مقارنة بنفس الفترة من العام السابق

وقالت التقارير إنه من بين ما يقرب من 5000 شكوى تلقتها كير في النصف الأول من هذا العام، كانت 19% منها تتعلق بالهجرة واللجوء، و14% بالتمييز في التوظيف، و10% بالتمييز في التعليم، و8% تتعلق بجرائم كراهية وحوادث مماثلة.

وأضافت أنه في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023 ، تلقت كير أكثر من 3500 شكوى، بزيادة قدرها 180٪  مقارنة بنفس الفترة في عام 2022

وكانت أكثر الحوادث عنفاً  العام الماضي كانت حادثة طعن الطفل وديع الفيومي البالغ من العمر ست سنوات في شيكاغو، وإطلاق النار على ثلاثة طلاب جامعيين فلسطينيين في ولاية فيرمونت.

الإسلاموفوبيا
خريطة انتشار المسلمين في الولايات المتحدة/عربي بوست

ماذا نعرف عن حادثة الطفل الفلسطيني وديع الفيومي الذي ورد اسمه في بيان البيت الأبيض؟

في 16 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أُلقي القبض على مالك عقار في مدينة شيكاغو ووجهت إليه تهمة القتل وارتكاب جرائم كراهية، بعد أن قالت السلطات إنه طعن وقتل صبياً يبلغ من العمر 6 سنوات وأصاب والدته بجروح خطيرة، بزعم أن المستأجرين مسلمون.

ووجهت تهمة القتل من الدرجة الأولى لجوزيف تشوبا، البالغ من العمر 71 عاما، إلى جانب تهمة محاولة قتل من الدرجة الأولى، وتهمتين تتعلقان بجريمة الكراهية وجريمة ضرب شخص آخر بشدة بسلاح قاتل، حسبما قال مكتب رئيس شرطة منطقة Will County بولاية إلينوي، في بيان صحفي.

وقال المكتب إن تشوبا لم يدل بأي تصريحات حول دوافع الجريمة للشرطة، لكن المحققين أكدوا أن الضحيتين "استُهدفا من جانب المشتبه به لأنهما يعتنقان الديانة الإسلامية وبسبب الحرب بين حماس والإسرائيليين".

وأكد البيت الأبيض أن العائلة المستهدفة فلسطينية "جاءت إلى أمريكا بحثًا عما نبحث عنه جميعاً، ملجأ للحياة وللتعليم وللصلاة في سلام".

تحميل المزيد