قال إعلام عبري، الثلاثاء 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، إنه من المتوقع أن يجتمع المجلس الوزاري السياسي الأمني الإسرائيلي للمصادقة على اتفاق وقف إطلاق النار المحتمل مع لبنان.
وذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية أن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، عاموس هوكشتين، أبلغ رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي، الإثنين، رسمياً موافقة إسرائيل على وقف إطلاق النار.
يأتي ذلك في ظل تصريحات أمريكية وإسرائيلية خلال الساعات الأخيرة تشير إلى قرب التوصل للاتفاق المذكور، رغم غياب أي تأكيد رسمي لبناني، وتحذير حزب الله من محاولات نشر أجواء إيجابية كاذبة.
ونقل موقع والا العبري عن ما وصفه بـ"مسؤول إسرائيلي كبير" دون تسميته إنه "تم التوصل إلى اتفاق بشأن عناصر الصفقة، ومن المتوقع أن يجتمع الكابينت الثلاثاء للمصادقة عليها".
وأضاف: "نعتقد أن هناك اتفاقاً، نحن على خط المرمى، لكننا لم نتجاوزه بعد لأنه يتعين على الحكومة الإسرائيلية الموافقة على الاتفاق غداً، وقد يطرأ أي طارئ في اللحظة الأخيرة".
فيما نقلت القناة 7 الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتزم الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان في المجلس الوزاري المصغر فقط دون عرضه على الحكومة.
وبحسب التقديرات، فإن الأغلبية المطلوبة لصالح الاتفاق مضمونة في المجلس الوزاري المصغر والحكومة، على الرغم من معارضة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير للاتفاق.
في السياق، قالت أربعة مصادر لبنانية كبيرة، الاثنين، إن من المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن وقف إطلاق النار بين حزب الله اللبناني وإسرائيل خلال 36 ساعة بموجب الخطط القائمة، وفق وكالة رويترز.
ما هي بنود مسودة الاتفاق المحتمل؟
أولاً: الجدول الزمني للانسحاب الإسرائيلي:
- تتضمن مسودة الاتفاق فترة انتقالية مدتها 60 يوماً، ينسحب خلالها جيش الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان، بينما تنتشر قوات الجيش اللبناني بالمناطق القريبة من الحدود للقيام بدوريات إلى جانب قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة الموجودة بالفعل (اليونيفيل).
- سينشر الجيش اللبناني 5000 جندي في جنوب البلاد في إطار اتفاق وقف إطلاق النار، وفق تصريحات لوزير الخارجية اللبناني نقلتها وكالة رويترز.
- ينقل حزب الله أسلحته الثقيلة إلى شمال نهر الليطاني خلال الفترة الانتقالية وتشرف الحكومة اللبنانية على بيع وإنتاج الأسلحة داخل الأراضي اللبنانية.
ثانياً: عودة السكان إلى منازلهم:
- مع توقيع الاتفاق لن تدعو إسرائيل سكان البلدات الشمالية (المستوطنات) للعودة إلى منازلهم على الفور بل ستنتظر مدة هدوء لحوالي شهرين قبل ذلك.
- لن تكون هناك منطقة عازلة في جنوب لبنان، وسيعود سكان الجنوب إلى جميع القرى اللبنانية.
ثالثاً: مفاوضات الحدود:
- بعد شهرين من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، ستبدأ مرحلة مناقشة التعديلات الحدودية حيث سيعين كل من لبنان وإسرائيل ضابطاً رفيعاً من كل جانب، للإشراف على تنفيذ الاتفاق.
رابعاً: لجنة الرقابة الدولية:
- تشكيل لجنة دولية لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 .
- تشرف الولايات المتحدة على رئاسة اللجنة الدولية بجانب بريطانيا وألمانيا وفرنسا، على الرغم من معارضة إسرائيل لمشاركة فرنسا. واشترطت إسرائيل قبولها لدور فرنسا بضمانات بأن باريس لن تنفذ أوامر الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو أو وزير الدفاع السابق يوآف غالانت.
- تتولى اللجنة مهمة تحديد ما إذا كان ينبغي السماح لطرف واحد باستخدام القوة إذا انتهك الطرف الآخر الاتفاق. وفي هذا الصدد، لا ينص الاتفاق على جدول زمني محدد للرد.
خامساً: ضمانات أمريكية لإسرائيل:
- تمنح واشنطن إسرائيل رسالة ضمانات تتضمن دعماً لتحركها العسكري ضد التهديدات الفورية من الأراضي اللبنانية، وأيضاً اتخاذ إجراءات لمنع إعادة تمركز حزب الله عسكرياً قرب الحدود أو تهريب أسلحة ثقيلة.
- لن تُقدم إسرائيل على أي تحرك إلا بعد التشاور مع الولايات المتحدة إذا لم تعالج القوات اللبنانية أو قوات اليونيفيل التهديد.
سادساً: أسرى حزب الله
- ينص الاتفاق على عدم إعادة عناصر حزب الله الذين أسرتهم إسرائيل أثناء العمليات البرية إلى لبنان. وفي حين سعى حزب الله إلى الحصول على ضمانات ضد عمليات القتل المستهدفة لزعمائه، رفضت إسرائيل الالتزام، الأمر الذي ترك القضية دون حل.
ما هو رد فعل الداخل الإسرائيلي على الاتفاق؟
أعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الثلاثاء، اعتزامه التصويت ضد الاتفاق المحتمل لوقف إطلاق النار مع لبنان، متجنباً التلويح باستقالته من الحكومة، وفق ما أورده إعلام عبري.
وقال زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف بن غفير، لإذاعة الجيش الإسرائيلي: "سأصوت اليوم ضد الاتفاق، وسأحاول إقناع الوزراء بالتصويت ضده، نحتاج أن نسمع أصوات سكان الشمال التي تقول إننا فشلنا في تحقيق هدف الحرب بإعادتهم سالمين".
وأشارت صحيفة معاريف إلى أن وزير المالية زعيم حزب "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش اعتبر أن الاتفاق لا يستحق الورق الذي سيوقع عليه".
ولم تشر الصحيفة لقرار سموتريتش حول تصويته إزاء الاتفاق ما إذا سيكون معه أم ضده.
كما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن وزير التراث عميحاي إلياهو تأكيده أنه سيعارض التوصل إلى اتفاق مع لبنان، إلا أن كان الغرض منه هو كسب الوقت حتى تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب السلطة مطلع العام المقبل.
لماذا أبدت إسرائيل مرونة بشأن الاتفاق؟
نقلت صحيفة إسرائيل هيوم العبرية عن وزراء في الحكومة الإسرائيلية قولهم إن "هناك أسباباً معقدة وسرية تدفع إسرائيل لاختيار الاتفاق رغم عيوبه".
وأوردت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية نقلاً عن مسئول أن قرار الترويج لاتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله يعود إلى ثلاثة أسباب رئيسية.
وشملت الأسباب الثلاثة مخاوف لدى إسرائيل بأنها كانت ستواجه على الأرجح قراراً من مجلس الأمن بوقف الحرب في لبنان، والحاجة لإراحة قوات الاحتياط المستنزفة في لبنان وغزة، وأخيراً فصل جبهتي غزة ولبنان.