قال مصدر أمني إسرائيلي، الثلاثاء، 17 سبتمبر/أيلول 2024، إن الوضع مع "حزب الله" على "حافة الهاوية"، وتوقع أن يجد جميع المواطنين الإسرائيليين أنفسهم قريباً في الملاجئ، فيما قدرت صحيفة عبرية أن الحرب الشاملة "باتت أقرب الآن من أي وقت مضى".
فوفق ما نقلته صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، قال مصدر أمني لم تسمه، وصفته بـ"المطلع"، في أعقاب تفجيرات أجهزة اتصال "بيجر" في لبنان، خلفت 9 قتلى ومئات الجرحى، فيما توعد "حزب الله" إسرائيل بـ"قصاص عادل"، إن "التوترات مرتفعة جداً مع حزب الله وباتت على حافة الهاوية، وربما يجلس جميع المواطنين الإسرائيليين قريبا في الملاجئ".
وأضاف: "تجري في الساعات الأخيرة مشاورات أمنية محمومة، مع وجود احتمال حقيقي لشن حرب ضد حزب الله".
فيما قدرت صحيفة عبرية أن الحرب الشاملة التي تتوعد إسرائيل بشنها على "حزب الله" اللبناني "باتت أقرب الآن من أي وقت مضى".
وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" في تحليل: "إن الوقت الحالي هو الأقرب لإسرائيل من الحرب الشاملة مع حزب الله اللبناني منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي".
وأضافت: أن "وزير الجيش يوآف غالانت ليس الوحيد الذي أخبر نظيره الأميركي لويد أوستن، الاثنين، أن احتمالات التوصل إلى حل دبلوماسي مع حزب الله في الشمال قد انتهت".
وقالت: "هذا يعني إبقاء سكان شمال إسرائيل لمدة 6 أشهر أخرى خارج منازلهم، وهو أمر أصبح غير مقبول على نحو متزايد محليا".
ووفق وزير الصحة اللبنانية فراس الأبيض، في مؤتمر صحفي، أسفرت تفجيرات أجهزة "بيجر" عن مقتل 9 أشخاص بينهم طفلة وإصابة 2800، منهم 200 بحالة حرجة، في حصيلة غير نهائية، بحسب بيان للوزارة.
وسبق أن أفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بوقوع "حدث أمني معادٍ غير مسبوق في الضاحية الجنوبية لبيروت إضافة إلى العديد من المناطق اللبنانية"، موضحة أنه "تم بواسطة تقنية عالية تفجير نظام البيجر المحمول باليد".
في السياق، اعتبر المصدر الأمني ذاته أن "الحرب (الإسرائيلية) في غزة قد استُنفدت، ويتوجه الجيش حاليا لحملة في الشمال".
وأضاف: "هناك اعتبار آخر وهو اقتراب فصل الشتاء وبداية موسم الأمطار، والذي مع تقدمه سيجعل الأمر أسهل لحزب الله، وسيكون أقل ملاءمة للجيش الإسرائيلي".
وأوضح أن "(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو فهم أنه إذا لم يبدأ حملة ضد حزب الله الآن، فإن الحرب قد تنتهي بخسارة إسرائيلية، ولهذا السبب بدأ (نتنياهو) باتخاذ كافة الإجراءات التي ستؤدي إلى بدء هذه الحملة، بما في ذلك التغلب على موقف وزير الدفاع (يوآف) غالانت".
المصدر قال إن "السعي لاستبدال وزير الدفاع الذي امتنع حتى الآن عن العمل ضد حزب الله، يهدف إلى التوضيح لغالانت أنه إذا لم يصطف (مع نتنياهو)، فسيجد نفسه خارجا".
ورغم نفي مكتب نتنياهو، قالت مصادر إسرائيلية، الاثنين، إنه من المتوقع أن يعلن رئيس الوزراء خلال ساعات عن توسيع الحكومة وإقالة وزير الدفاع يوآف غالانت، وفق هيئة البث العبرية الرسمية.
وتشهد الآونة الأخيرة تصعيدا ملحوظا في القصف المتبادل على طرفي الحدود الإسرائيلية اللبنانية، تزامنا مع تهديدات إسرائيل بشن حرب برية على لبنان رغم التحذيرات الإقليمية والدولية من تفجر المنطقة وخروجها عن السيطرة حال تنفيذ ذلك.
ومنذ 8 أكتوبر، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء حرب تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ما أسفر عن أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.