حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الجمعة الحلفاء العسكريين على تجاهل "الخطوط الحمراء" التي وضعتها موسكو والسماح لكييف باستخدام أسلحة بعيدة المدى لشن ضربات في عمق الأراضي الروسية، في حين وعدت بريطانيا كييف بمدها بمئات الصواريخ لمساعدتها في تعزيز دفاعها الجوي.
وفي اجتماع لمجموعة رامشتاين التي تضم نحو 50 دولة تزود أوكرانيا بالأسلحة ، قال زيلينسكي "نحن بحاجة إلى أن نمتلك هذه القدرات بعيدة المدى لاستخدامها ليس فقط على أراضي أوكرانيا ولكن أيضًا على الأراضي الروسية، حتى ندفع روسيا إلى السعي وراء السلام".
وهذه هي المرة الأولى التي ينضم فيها زيلينسكي إلى تجمع وزراء الدفاع في القاعدة الجوية الأمريكية رامشتاين في غرب ألمانيا.
لندن تعد أوكرانيا بمئات الصواريخ
وأعلنت المملكة المتحدة الجمعة، أنها ستزود أوكرانيا بـ650 نظامًا صاروخيًا لمساعدتها في تعزيز دفاعها الجوي خلال الأشهر المقبلة، وذلك عقب انتقادات وجهها الرئيس الأوكراني تتعلق بوتيرة تسليم المساعدات العسكرية لكييف.
وزارة الدفاع البريطانية قالت في بيان إن أول عملية تسليم لـ650 "نظام صواريخ خفيفة (LMM)" ستتم بحلول نهاية العام في إطار عقد بقيمة 162 مليون جنيه إسترليني (192 مليون يورو).
وستعمل مجموعة تاليس الفرنسية على صنع هذه الصواريخ "متعددة الاستخدامات" في مصنعها ببلفاست في أيرلندا الشمالية.
وهذه الصواريخ مصممة "لتُطلَق من مجموعة متنوعة من المنصات التكتيكية البرية والبحرية والجوية"، ويمكنها استهداف أهداف أرضية وطائرات بلا طيار أثناء الطيران، وفق الشركة المصنعة.
في منتصف أغسطس/آب، أبدى زيلينسكي عبر منصة إكس أسفه لأن لندن لم تعد، في رأيه، تظهر "القدر نفسه" من "القيادة"، منتقدًا إياها لعدم تزويد بلاده بالأسلحة بعيدة المدى اللازمة لمواجهة روسيا. وردّت المملكة المتحدة مؤكدة أن دعمها لأوكرانيا "ثابت".
وقال جون هيلي، الذي تولى منصبه في أوائل يوليو/تموز بعد انتخاب رئيس الوزراء العمالي كير ستارمر، إن "هذا الالتزام الجديد يجب أن يوفر زخمًا كبيرًا للدفاع الجوي الأوكراني ويثبت التزام حكومتنا الجديدة بزيادة الدعم".
وأضاف: "في الأيام الأخيرة، شهدنا الكلفة المأساوية للضربات الروسية العشوائية على بولتافا ولفيف. هذه الصواريخ الجديدة المصنوعة في المملكة المتحدة ستساعد أوكرانيا في الدفاع عن شعبها وبنيتها التحتية وأراضيها".
وقالت وزارة الدفاع البريطانية أيضا إن تسليم ذخيرة مدفعية بقيمة 300 مليون جنيه إسترليني (356 مليون يورو)، وُعِدت بها كييف، سيبدأ أيضا بحلول نهاية العام.
في السياق ذاته، جدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، دعم بلاده لأوكرانيا إثر الضربة الروسية الدامية في بولتافا وفي مواجهة رغبة الكرملين المعلنة في استكمال السيطرة على دونباس في شرق البلاد. وخلال محادثة هاتفية مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، دان ماكرون "تكثيف الضربات الروسية وطبيعتها العشوائية"، وفق ما ذكر الإليزيه.
وقُتل 55 شخصًا على الأقل وأصيب أكثر من 300 آخرين في ضربة روسية طاولت معهًدا عسكريًا في بولتافا في وسط أوكرانيا، الثلاثاء.
وشدد ماكرون على أن فرنسا تبقى "أكثر من أي وقت مضى إلى جانب الشعب الأوكراني" وستواصل دعم أوكرانيا مهما تطلب الأمر من وقت "لهزيمة الحرب العدوانية الروسية".