لا يعدوا يوم 21 أغسطس/آب من كل عام أن يكون ذكرى أليمة في ذاكرة المقدسيين، حيث شهدوا في هذا اليوم من عام 1969 جريمة حرق المسجد الأقصى التي ارتكبها الأسترالي اليهودي المُتطرّف مايكل دنيس روهن.
في ذلك اليوم، اندلعت النيران في الجناح الشرقي للمصلّى الواقع في الجهة الجنوبية من المسجد، ما أدّى إلى تدمير جميع محتوياته، بما فيها منبر صلاح الدين الأيوبي التاريخي، وكادت النيران أن تمتد إلى قبة المُصلّى الأثرية.
ورغم مرور أكثر من نصف قرن، لم تتوقف الفصول المأساوية التي تستهدف هذا الموقع المقدس. فالاعتداءات المستمرة على المسجد الأقصى، بأشكالها المختلفة، لا تزال تتحدى رسالته وهويته، ما يثير القلق العميق لدى المسلمين حول العالم. وفي هذا السياق، حذّر مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس المحتلة، يوم الأربعاء 21 أغسطس/آب 2024، من تصاعد هذه التهديدات، مؤكدًا أن ما يجري اليوم يشكل استمرارًا لجريمة الماضي بأبعاد لا تقلّ خطورة.
إحراق المسجد الأقصى قبل 55 عاماً
في صباح يوم 21 أغسطس/آب من عام 1969، وعند الساعة السادسة وعشرين دقيقة، أقدم شاب يهودي على إشعال النار في المسجد الأقصى. ووفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية وفا فقد استمرت النيران مشتعلة حتى الساعة الثانية عشرة ظهراً، ما أدى إلى تدمير منبر صلاح الدين، وإتلاف معظم خشب السقف الجنوبي. كانت النيران على وشك الوصول إلى القبة، لولا تدخل المواطنين العرب (مسلمين ومسيحيين) الذين اندفعوا بشجاعة لإطفاء الحريق.
مع انتشار أخبار حريق المسجد الأقصى، اندلعت مظاهرات عارمة في جميع أنحاء مدينة القدس. عمّ الإضراب المدينة بالكامل، وشمل ذلك الضفة الغربية والأراضي الإسرائيلية. في أعقاب ذلك، أغلقت قوات الأمن الإسرائيلية جميع نقاط الوصول إلى المسجد، مما أدى إلى عدم إقامة صلاة الجمعة في المجمع لأول مرة.
وسرعان ما تم التعرف على المشتبه به، دينيس مايكل روهان، وهو سائح يهودي أسترالي، وتم القبض عليه في 23 أغسطس.
من هو السائح الأسترالي الذي أشعل النار في المصلّى القبلي؟
وُلد دينيس مايكل روهان في الأول من يوليو/تموز 1941 في أستراليا، وكان يعمل في جزّ صوف الأغنام. تأثر بشكل كبير بأفكار مجلة "الحقيقة الواضحة"، التابعة لإحدى الكنائس الإنجيلية المسيحية المعروفة باسم كنيسة الرب في كاليفورنيا.
وكان روهان مُتأثراً بنزعات "المشيحانية"، التي تؤمن بأن عودة المسيح مرتبطة بعودة بني إسرائيل إلى فلسطين وبناء "الهيكل الثالث". بعد احتلال إسرائيل للضفة الغربية والقدس الشرقية عام 1967، نشر مؤسس كنيسة الرب، هيربرت آرمسترونغ، مقالاً في المجلة بعنوان "اليهود يحتلون القدس"، أكد فيه أهمية هذا الاحتلال بالنسبة للمسيحيين الإنجيليين.
بعد قراءة هذه المقالة، لم يكتفِ روهان بانتظار تحقق النبوءات، بل قرّر أن يتخذ خطوةً عمليةً لتحقيقها. كان يصرح لمن حوله بأنه "مبعوث من الله" لهدم المسجد الأقصى والتمهيد لبناء "الهيكل الثالث" وعودة المسيح.
وانتقل مايكل روهان من مدينة سيدني الأسترالية إلى القدس قبل أربعة أشهر من قيامه بإحراق المسجد الأقصى، حيث استأجر غرفة في فندق "ريفولي" بشارع صلاح الدين الأيوبي، مقابل باب الساهرة. خلال هذه الفترة، بدأ بتعلم اللغة العبرية أثناء تطوعه في كيبوتس مشمار هشارون شمال غرب البلاد.
وكان روهان يتجول كثيراً في المسجد الأقصى، حيث لاحظه أحد الحراس وهو يتحدث باستمرار مع الأدلاء السياحيين محاولاً كسب ودّهم، مدعياً اهتمامه بتصوير المسجد. في يوم تنفيذ العملية، أخرج روهان وشاحاً كان قد أغرقه بالبترول من حقيبته، ثم فرشه على درجات منبر صلاح الدين، وصبّ فوقه المزيد من البترول والبنزين، وأشعل النار باستخدام أعواد الكبريت.
خرج روهان إثر ذلك من المصلّى القبلي وشكر بعض الحراس على السماح له "بتصوير المسجد"، قبل أن يكمل طريقه ماشياً، وسرعان ما بدأ بالركض بعد سماعه أصوات الصراخ. في طريق هربه، ألقى روهان حقيبته قرب باب الأسباط داخل المقبرة الموجودة هناك، ثم استقل سيارة أجرة إلى المحطة المركزية ومنها حافلةً إلى تل أبيب، ومن هناك أخذ حافلة أخرى إلى كيبوتس "مشمار هشارون"، حيث تم اعتقاله بعد يومين.
جهود الإنقاذ البطولية في وجه الاحتلال
تمكّن أبناء القدس في ذلك الوقت من إنقاذ ما تبقى من المسجد الأقصى قبل أن تلتهمه النيران بالكامل. هرعت مركبات الإطفاء من الخليل وبيت لحم ومناطق مختلفة من الضفة الغربية، بالإضافة إلى البلديات العربية، لإنقاذ المسجد، رغم محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي منعها من الوصول، فقد قامت السلطات بقطع المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد في يوم الحريق نفسه، وتعمّدت مركبات الإطفاء التابعة لبلدية الاحتلال في القدس التأخر، بهدف عدم المشاركة في إطفاء الحريق.
الأضرار التي لحقت بالمسجد
أدت الحريق الذي اندلع في المسجد الأقصى إلى أضرار جسيمة طالت العديد من أجزائه الهامة، منها:
- منبر صلاح الدين الأيوبي
كان منبر صلاح الدين الأيوبي، وهو قطعة نادرة مصنوعة من قطع خشبية مُعشقة دون استخدام مسامير أو مواد لاصقة، أحد أبرز الأجزاء المتضررة. صُنع المنبر في عهد نور الدين زنكي، واحتفظ به صلاح الدين الأيوبي بعد تحريره للمسجد من الصليبيين، وقد دُمر بالكامل خلال الحريق.
- مسجد عمر
كان مسجد عمر، الذي يتميز بسقفه المصنوع من الطين والجسور الخشبية، من بين الأجزاء المتضررة، كما تضررت أيضاً جميع عناصره المعمارية.
- محراب زكريا
المحراب المجاور لمسجد عمر، والمعروف بمحراب زكريا، تعرّض لأضرار كبيرة.
- مقام الأربعين
تضرر مقام الأربعين المجاور لمحراب زكريا، حيث تأثرت بنيته بشكل ملحوظ.
- الأروقة
تضررت ثلاثة أروقة من أصل سبعة، ممتدة من الجنوب إلى الشمال، بما في ذلك الأعمدة والأقواس والزخرفة، حيثُ سقط جزء من السقف على الأرض خلال الحريق.
- العمودان والقوس الحجري
أصيب العمودان الرئيسيان والقوس الحجري الكبير الذي بينهما، وكان يقع تحت قبة المسجد، بأضرار كبيرة.
- القبة الخشبية
تضررت القبة الخشبية الداخلية وزخرفتها الجبصية الملونة والمذهبة، بما في ذلك جميع الكتابات والنقوش النباتية والهندسية.
- المحراب الرخامي
المحراب الرخامي الملوّن تعرض لأضرار جسيمة.
- الجدار الجنوبي
الجدار الجنوبي وكل التصفيح الرخامي الملون عليه تأثرت بالضرر.
- النوافذ
تضررت ثمان وأربعون نافذة مصنوعة من الخشب والجبص والزجاج الملون، والتي كانت تتميز بصناعتها الفريدة وأسلوب الحفر المائل على الجبص لمنع دخول الأشعة المباشرة.
- مطلع سورة الإسراء
تضرر مطلع سورة الإسراء المصنوع من الفسيفساء المذهبة فوق المحراب، والذي يمتد بطول ثلاثة وعشرين مترًا إلى الجهة الشرقية.
- الجسور الخشبية المزخرفة
تأثرت الجسور الخشبية المزخرفة الحاملة للقناديل، الممتدة بين تيجان الأعمدة، بالأضرار.
جهود الترميم وإعادة البناء
بعد مرور عام على حريق المصلى القبلي، بدأت أعمال الترميم بتشكيل لجنة إعمار الأقصى. قامت اللجنة بوضع حاجز من الطوب لفصل ربع المصلى المحروق عن الأروقة التي لم تتأثر بالحريق.
تم استبدال منبر نور الدين زنكي الذي دُمر بالحريق بمنبر حديدي مؤقت. استمرت أعمال الترميم حتى عام 1986، حيث تم إزالة الحاجز الطوبي واستؤنفت الصلاة في الجزء الجنوبي من المسجد.
إدخال المنبر الجديد
في عام 1993، أمر العاهل الأردني الراحل الملك الحسين بن طلال بإعادة تصنيع وبناء منبر صلاح الدين. كلف الملك فريقًا هندسيًا بتصميم المنبر، وصادق خليفته الملك عبد الله الثاني على التصاميم في عام 1999، ليبدأ العمل الفوري على تنفيذ المشروع.
وفقاً للجنة الملكية لشؤون القدس فقد تم تصنيعُ منبر صلاح الدين في مدينة السلط الأردنية، وهو المشروع الذي تولت جامعة البلقاء التطبيقية في السلط مسؤوليته. وأُعيد بناء المنبر باستخدام مهارة النجارين والحرفيين في حلب السورية، حيث تم تطبيق فن التعشيق الذي يعتمد على تركيب القطع دون استخدام مواد لاصقة أو مسامير، مثلما كان الحال في المنبر الأصلي الذي بناه نور الدين زنكي قبل قرابة 20 عامًا من فتح القدس.
وبحسب اللجنة يتكون المنبر من 16,500 قطعة، بعضها لا يتجاوز طوله بضع مليمترات. تم الانتهاء من بناء المنبر الجديد في عام 2007، واستعدادًا لنقله، تم الإشراف على نقل قطع المنبر بشاحنات متخصصة من السلط إلى القدس.
في يناير 2007، عاد منبر صلاح الدين ليزين ساحات المسجد الأقصى مجددًا، مستعيدًا مكانته التاريخية في المسجد بعد أكثر من ثلاثة عقود من الحريق الذي دمر المنبر الأصلي.
هجوم الحرق العمد من قبل إسرائيل على المسجد الأقصى
وبحسب تقرير نشره موقع MIDDLE EAST MONITOR فإنه وبينما أُعلن أن مايكل روهان المتّهم المباشر بحرق المسجد الأقصى مُصاب بالجنون ونُقل إلى مستشفى للأمراض العقلية، شكك آخرون في كونه الجاني الوحيد.
وفي 28 أغسطس/آب من عام 1969، قدمت 24 دولة ذات أغلبية مسلمة شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث ذكر السفير الأردني لدى الأمم المتحدة، محمد الفرا:
"وفقًا للأنباء التي نشأت من مصادر إسرائيلية، فإن المشتبه به الأسترالي هو صديق لإسرائيل أحضرته الوكالة اليهودية للعمل لصالح إسرائيل"، وأضاف "وقد رتبت الوكالة اليهودية عمل الأسترالي في كيبوتس لعدة أشهر، حتى يتمكن من تعلم اللغة العبرية واكتساب المزيد من التعاليم الصهيونية… إن حياة هذا الأسترالي في الكيبوتس وأحلامه في بناء هيكل سليمان تلقي بظلال من الشك على القضية وتزيد من مخاوف وقلق المسلمين بشأن مقدساتهم، كما تلقي الضوء على من هو المجرم ومن هو الشريك".
وقد أشارت الرسالة إلى العديد من التعليقات التي أدلى بها في السنوات السابقة مسؤولون إسرائيليون تعهدوا بإقامة هيكل سليمان في موقع المسجد الأقصى. كما تم تناول العدوان الإسرائيلي المستمر على الفلسطينيين في ضوء احتلال الضفة الغربية والقدس الشرقية قبل عامين من حرب عام 1967.
ردود الفعل الدولية على حرق المسجد الأقصى
إدانة مجلس الأمن
أثار حريق المسجد الأقصى استنكاراً دولياً واسعاً، حيث اجتمع مجلس الأمن الدولي وأصدر قراره رقم 271 لعام 1969، والذي صدر بأغلبية 11 صوتًا مع امتناع 4 دول عن التصويت، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية.
أدان القرار إسرائيل ودعاها إلى إلغاء جميع التدابير التي قد تؤدي إلى تغيير وضع القدس. جاء في القرار أن "مجلس الأمن يعبر عن حزنه للضرر البالغ الذي ألحقه الحريق بالمسجد الأقصى يوم 21 أغسطس/آب 1969 تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي، ويدرك الخسارة التي لحقت بالثقافة الإنسانية نتيجة لهذا الضرر".
"العرب في سبات عميق"
في العالم العربي والإسلامي، سادت حالة من الغضب العارم. اجتمع قادة الدول العربية والإسلامية في الرباط يوم 25 سبتمبر/أيلول 1969 وقرروا إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي التي ضمت في ذلك الوقت 30 دولة عربية وإسلامية. كما أنشأوا صندوق القدس في عام 1976 لدعم المسجد الأقصى ومساندة قضيته.
من جهتها، علقت رئيسة وزراء إسرائيل في ذلك الوقت، غولدا مائير، على رد الفعل العربي بقولها: "عندما حُرق الأقصى لم أنم تلك الليلة، واعتقدت أن إسرائيل ستُسحق، لكن عندما حلَّ الصباح أدركت أن العرب في سبات عميق" بحسب ما نقله تقرير "الجزيرة نت".
تصاعد المشاريع التهويدية في المسجد الأقصى
منذُ حريق المسجد الأقصى قبل 54 عاماً، تصاعدت الانتهاكات بحق المسجد الأقصى، وتحولت من أجندة هامشية لجماعات استيطانية متطرفة إلى هدف رئيسي للحكومة الإسرائيلية. تسعى ثلاثة مشاريع رئيسية تدريجياً إلى تهويد المسجد الأقصى وتحقيق الإحلال التام للجماعات اليهودية من خلال بناء المعبد المزعوم على أنقاضه.
مشروع التقسيم الزماني
وفقاً لتقرير نشره المركز الفلسطيني للإعلام فإن أحد المشاريع الرئيسية هو "التقسيم الزماني"، الذي تعمل إسرائيل على تنفيذه عبر اقتحامات المستوطنين للأقصى على مدار خمسة أيام أسبوعياً، بهدف تثبيت أوقات محددة لصلواتهم.
حاولت الحكومة الإسرائيلية في سبتمبر/أيلول 2015 فرض مبدأ "التقاسم التام"، حيث خصصت الأقصى لليهود فقط في الأعياد اليهودية وللمسلمين فقط في الأعياد الإسلامية. لكن هذه المحاولة قوبلت برفض شعبي مقدسي واسع، ما أدى إلى اندلاع انتفاضة السكاكين. اضطرت الحكومة الإسرائيلية إلى التراجع عن هذا المخطط، وحظرت اقتحامات أعضاء الكنيست والمسؤولين للمسجد الأقصى.
في يوليو/تموز 2017، حاولت الحكومة الإسرائيلية فرض رقابة أمنية على الأقصى من خلال البوابات الإلكترونية والكاميرات، إلا أن هذه المحاولة باءت بالفشل بعد اعتصام آلاف المقدسيين ورفضهم دخول المسجد عبر هذه البوابات، ثمّ تم تفكيك الكاميرات والبوابات بعد مقاومة شديدة من الفلسطينيين.
مشروع التقسيم المكاني
المشروع الثاني بحسب تقرير المركز الفلسطيني هو "التقسيم المكاني"، الذي كانت "جماعات المعبد" الإسرائيلية المتطرفة تعتبره المرحلة التالية بعد التقسيم الزماني. خلال ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبعد إعلان صفقة القرن، حاول الاحتلال السيطرة على مبنى باب الرحمة في السور الشرقي للمسجد الأقصى بعد 16 عامًا من إغلاقه. جاءت "هبّة باب الرحمة" المقدسية لاستعادة المبنى وتكريسه كمصلى من مصليات الأقصى.
التأسيس المعنوي للمعبد
المشروع الثالث هو "التأسيس المعنوي للمعبد"، الذي يركز على أداء الطقوس اليهودية في الأقصى.
ويُعدّ إدخال الطقوس التوراتية كجزء من التأسيس المعنوي للمعبد أحد أبرز أشكال العدوان على المسجد الأقصى، حيث لم يمر موسم أعياد رئيسي واحد دون أن تُفرض فيه طقوس توراتية لم يكن المسجد الأقصى يشهدها سابقاً.
ففي صباح يوم الثلاثاء، 13 أغسطس/آب 2024، اقتحم وزيران إسرائيليان ومئات المستوطنين المتطرفين باحات المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، تحت حماية شرطة الاحتلال، وذلك بمناسبة ما يُعرف بـ"ذكرى خراب الهيكل".
وقد أظهرت مقاطع الفيديو التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مستوطنين يؤدون طقوسًا تلمودية وصلوات ورقصات داخل باحات المسجد، وبالتحديد في الجهة الشرقية منه. وبحسب شهود عيان، قام بعض اليهود بأداء السجود الملحمي في المسجد الأقصى خلال مرور وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، ما يُعتبر تصعيدًا كبيرًا مقارنة بالسنوات السابقة، حيث اتسمت هذه الأفعال بالعلنية والتطرف الشديد.