لا تقتصر وظيفة اللسان على تذوّق الطعام والمساعدة في عملية البلع فحسب، بل يمتد دوره ليكون مؤشراً هامّاً على الحالة الصحية العامة للجسم.
ويُعتبر مظهرُ اللسان ولونه نافذةً طبيعيةً تعكسُ مدى صحة الشخص، حيث يمكن أن تشير التغيرات في لونه أو قوامه إلى مشكلات صحية خفية.
فما هي التغيرات في لون اللسان التي قد تشيرُ إلى وجود مشاكل صحية؟ وهل يمكن اعتبار تغير لون اللسان مؤشراً على وجود عدوى الالتهابات الفطرية أو حتى نقص في الفيتامينات؟
ما هي الأسباب التي تجعل لون اللسان يتغير؟
قبل معرفة دلالات ألوان اللسان المُتغيّرة علينا أن نُدرك أن ذلك قد يحدثُ لعدّة أسباب منها الحالات الصحية المرتبطة بالعدوى مثل التهاب الفم الفطري الذي يمكن أن يسبب لوناً أبيض أو أصفر على اللسان، كما يمكن أن يكون ذلك مُرتبطاً بنقص بعض الفيتامينات مثل فيتامين B12، الحديد، وحمض الفوليك يمكن أن يؤدي إلى تغير لون اللسان، ويُمكن أن يُشير تغيّر لون اللسان أيضاً إلى الإصابة ببعض الأمراض مثل أمراض الكبد أو سرطان اللسان التي قد تظهر بعضُ علاماتها في شكل تغير لون اللسان.
فضلاً عن ما ذُكر، يمكن أن يحدث تغير لون اللسان بسبب الآثار الجانبية لبعض الأدوية التي قد تؤدي إلى تصبغ اللسان باللون الأسود أو البني بسبب التفاعلات الكيميائية أو الآثار الجانبية. وفي كلّ الأحوال تعتبر حالة ولون اللسان مؤشرات هامة لصحة الجسم، حيث يمكن أن تكشف التغيرات فيهما عن مشاكل صحية.
اللسان الأحمر
وفقاً لما حدثنا موقع "sciencealert" يمكن أن يتغير لون اللسان ليأخذ مجموعةً مدهشةً من الألوان، ما يوفر إشارات هامة حول الحالة الصحية العامة.
واللسان الأحمر هو أحد الألوان التي يمكن أن تُثير الانتباه. يُطلق على اللسان الأحمر الساطع والمتورم أحياناً اسم "لسان الفراولة". تظهر الحليمات على سطح اللسان ملتهبة وموردة، ما يجعل اللسان يبدو وكأنه مزين ببذور، ويبدأ بظهور طبقة بيضاء قد تتساقط لاحقًا، لتترك اللسان يبدو بلون أحمر فاتح.
على الرغم من أن الاسم قد يبدو غير مقلق، فإن لون اللسان الأحمر يتطلب اهتماماً جاداً. قد يكون علامة على الحمّى القرمزية، وهي عدوى بكتيرية تسببها بكتيريا العقدية القيحية. هذه الحالة معدية للغاية ولكن يمكن علاجها بالمضادات الحيوية. في حالة عدم تلقي العلاج المناسب، قد تتطور الحمى القرمزية إلى مضاعفات خطيرة مثل الحمى الروماتيزمية.
علاوة على ذلك، قد يشير اللسان الأحمر إلى مرض كاواساكي، وهو اضطراب التهابي خطير يؤثر غالبًا على الأطفال، ويتطلب هذا المرض رعاية طبية متخصصة في المستشفى للتعامل معه بشكل فعال.
يمكن أيضًا رؤية لسان الفراولة في حالات نادرة مثل متلازمة الصدمة السامة، وهي حالة طارئة تهدد الحياة تحدث عندما تدخل البكتيريا إلى الجسم عبر الجلد وتفرز سمومًا ضارة. تشمل أعراض هذه الحالة ارتفاع درجة الحرارة، وآلام العضلات، وطفح جلدي مميز يُشبه "ورق الصنفرة". لذلك، من الضروري التعامل مع هذه الحالات بسرعة وفعالية لضمان تقديم الرعاية المناسبة والحد من المضاعفات المحتملة.
اللسان الأبيض
يحدث اللسان الأبيض بسبب زيادة نمو الحُليمات، وهي نتوءات صغيرة تشبه الأصابع على سطح اللسان. يتسبب تراكم المخلفات والجراثيم والخلايا الميتة بين هذه الحُليمات المتضخمة والمتهيجة أحيانًا في ظهور الطبقة البيضاء على اللسان.
وبحسب ما أطلعنا عليه موقع"مايو كلينيك" تشمل أسباب تضخم الحُليمات أو تهيجها ما يلي:
- سوء العناية بصحة الفم: عدم الالتزام بنظام نظافة فموية مناسب.
- جفاف الفم: نقص في كمية اللعاب ما يؤدي إلى تراكم البكتيريا والخلايا الميتة.
- الجفاف العام: نقص في تناول الماء والسوائل الضرورية لوظائف الجسم الطبيعية.
- التدخين أو استخدام التبغ: تأثير المواد الكيميائية في التبغ على الأغشية المخاطية.
- الإفراط في تناول المشروبات الكحولية: تأثير الكحول على صحة الفم واللسان.
- التنفس عبر الفم: يؤدي إلى جفاف الفم وزيادة تراكم البكتيريا.
- نظام غذائي منخفض الألياف: تناول الأطعمة اللينة أو المهروسة ما يقلل من التنظيف الطبيعي للسان.
- التهاب الجلد التماسي: الناتج عن استخدام أطراف الأسنان الحادة أو أدوات العناية بالأسنان بشكل غير صحيح.
- الحمّى: يمكن أن تؤدي إلى تغيرات في مظهر اللسان.
اللسان الأسود المشعّر
هو حالة تظهر على شكل تغطية مشعرة سوداء على سطح اللسان، نتيجةً للاختلافات الطبيعية في لون اللسان، حيثُ تنتجُ بسبب الأطعمة أو الأدوية التي تُسبب تصبغ اللسان، وتشير دراسة إلى أن اللسان الأسود المشعر يرتبط أحيانًا بعدم الراحة في الجهاز الهضمي. كما قد يظهر اللسان الأسود المشعر بسبب العدوى الفطرية أو الفيروسية، وغالباً ما تُصيب هذه الحالة كبار السنّ والمدخنين الشرهين.
عادةً لا يتطلب اللسان الأسود المشعر علاجًا طبيًا، ورغم أن مظهره قد يبدو مقلقًا، إلا أنه غالبًا ما يكون حالة قصيرة الأمد وغير ضارة. يمكن تحسين هذه الحالة من خلال تنظيف الفم واللسان بشكل جيد، وتجنب العوامل التي قد تسهم في ظهورها، مثل الإقلاع عن استخدام التبغ أو تجنب غسولات الفم المهيجة، من المهم عدم التوقف عن تناول الأدوية الموصوفة بدون استشارة الطبيب أولاً.
اللسان الجغرافي
يُعرّف لنا موقع "WEB MD" اللسان الجغرافي بأنه حالة تتسبب في ظهور بقع حمراء غير منتظمة على اللسان، يُمكنُ لهذه البقع أن تظهر وتختفي وتغيّر شكلها، وتستمر لفترة تتراوح بين عدة أيام إلى عدة سنوات. يؤثر اللسان الجغرافي على حوالي 1%-3% من الناس، وعادة ما يكون غير ضار وغير معدٍ.
وتشملُ أعراض اللسان الجغرافي:
- بقع حمراء غير منتظمة على اللسان، قد تمتد إلى اللثة، داخل الخدين، أو سقف الفم.
- الحدود قد تكون بيضاء أو فاتحة، والبقع ناعمة وليست خشنة.
- قد يشعر بعض الأشخاص بالحرقان أو الألم بسبب الأطعمة الساخنة أو الحارة أو الحمضية، أو بسبب التبغ ومعجون الأسنان.
أمّا عن الأسباب الدقيقة للإصابة بحالة اللسان الجغرافي فهي غير معروفة، ولكن قد يكون مرتبطًا بمشاكل صحية مثل الإكزيما، الصدفية، التهاب المفاصل، ومرض السكري من النوع الأول، كما قد تشمل الأسباب نقص العناصر الغذائية مثل الحديد، الزنك، حمض الفوليك، وفيتامينات ب6 وب12.
يمكنُ أيضاً أن تنتج هذه الحالة عن عوامل مثل الإجهاد، التغيرات الهرمونية، والحساسية قد تساهم أيضًا في ظهوره، كما يمكن أن ترتبط أيضًا باللسان المتشقق، الذي يسبب أخاديد على اللسان.
قد يحدث اللسان الجغرافي في أي عمر، لكنه أكثر شيوعًا بين الشباب والنساء.
وجود تاريخ عائلي، مشاكل صحية معينة، أو نقص في العناصر الغذائية تزيد من احتمالية الإصابة.
وغالباً ما يتحسن الألم أو الانزعاج من تلقاء نفسه. أمّا إذا كان الألم شديدًا، قد يوصي الطبيب باستخدام مسكنات الألم ومضادات الالتهاب، وغسول الفم المخدر.
ولتجنب الإصابة باللسان الجغرافي علينا تفادي العوامل التي قد تثير الأعراض مثل التبغ، الأطعمة الحارة أو الحمضية، ومعجون الأسنان الذي يحتوي على مواد مهيجة.