تداولت وسائل الإعلام العبرية مؤخراً مقطع فيديو يوثّق واقعة اعتداء جنسي لجنود إسرائيليين على معتقل فلسطيني في سجن "سيدي تيمان" جنوبي إسرائيل، ما أسفر عن نقله إلى المستشفى نتيجة إصابته بكسور في الضلوع وتمزقات في الأمعاء.
وفي الوقت الذي ترفض فيه إسرائيل الاعتراف بجرائمها تجاه الأسرى الفلسطينيين وتُوظّف ضدّهم سياسة القمع والترهيب والمضايقة بشكل روتيني، بما ينتهك المعايير الدولية، لدرجة اعتمادها على وحدات عسكرية مهمتها التنكيل بالأسرى الفلسطينيين العزل لعلّ أبرزُها وحدة "ماتسادا" التي لا محرمات و لا خطوط حمراء أمامها عند اقتحامها غرف المعتقلين المجردين سوى من أمتعتهم الشخصية وأحيانا بدونها، تأتي مشاهد حالات القتل والتعذيب التي يتعرض لها المعتقلون الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية لتفضح الطابع الاستيطاني والإحلالي لهذا الكيان منذ 75 عاما.
ويبلغ عدد الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال نحو 9900، يضاف إليهم أسرى من غزة اعترف بهم الاحتلال وصنفهم بـ"مقاتلين غير شرعيين" وعددهم 1584، بالإضافة إلى عدد غير معروف في المعسكرات التابعة للجيش بحسب بيان صادر لنادي الأسير الفلسطيني.
فما هي وحدة "ماتسادا" العسكرية الإسرائيلية؟ وكيف تقوم بالتنكيل بالأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
ما هي وحدة "ماتسادا" المختصّة بالتنكيل بالأسرى الفلسطينيين؟
وفقاً للمركز الفلسطيني للإعلام ، "ماتسادا" هي وحدة مختارة أسسها جيش الإحتلال الإسرائيلي كجزء من هيكلة النخبة في المؤسسة الأمنية والعسكرية.
وتُعدّ "ماتسادا" واحدة من خمس وحدات نخبوية إلى جانب دورية هيئة الأركان، ووحدة الكوماندوز البحري 13، والوحدة المختارة للشرطة، ووحدة مكافحة الإرهاب.
تأسيس الوحدة
تم تشكيل وحدة "متسادا" في عام 2003م بناءً على توجيهات من يعقوب غرانوت، مدير عام سلطة خدمات السجون الصهيونية في ذلك الوقت. حيثُ كانت الوحدة مرتبطة مباشرة برئيس قسم العمليات في سلطة خدمات السجون وبالشرطة الصهيونية.
مهام ووظائف الوحدة
اختيرت "ماتسادا" من قبل رئيس قسم العمليات في هيئة الأركان لقيادة وحدات السيطرة في إطار مشروع سري طويل الأمد. تضمنت مهام الوحدة تأهيل الوحدات الأخرى وتقديم استشارات حول استخدام معدات العمليات غير القاتلة، وهو مجال تُعتبر "متسادا" خبيرة فيه. وقبل إنشاء الوحدة، اعتمدت مصلحة السجون الإسرائيلية لأداء هذه المهمّات على بشكل أساسي على وحدات جيش الدفاع الإسرائيلي والشرطة الإسرائيلية.
الاعتراف الرسمي بالوحدة
في يناير/كانون الثاني 2006م، تم الاعتراف رسميًا بوحدة "ماتسادا" كوحدة سيطرة تابعة لقيادة هيئة الأركان، بعد دراسة أجرتها مدرسة مكافحة الإرهاب وأوساط أخرى في جيش الاحتلال الإسرائيلي حصلت الوحدة على مسؤولية إدارة السجون العسكرية ، ويُنظر إليها على أنها ذراع مهم في حل الأزمات التي تتطلب تدخلًا متخصصاً.
هيكل الوحدة
تتألف وحدة "ماتسادا" من سريتين رئيسيتين ومجلس حربي. يتضمن المجلس خبراء في المفاوضات العميقة ومحترفين يعملون مع رجال الشرطة لحل حالات العنف بطرق غير عنيفة.
وتنقسم الوحدة لعدة فصائل من المحاربين المختصين بما يسمى "الاشتباك المزدوج"، أي اشتباك وهجوم بسلاح غير قاتل، والانتقال السريع إلى سلاح فتاك حين الحاجة.
أساليب التعذيب التي تنتهجها الوحدة ضدّ الأسرى الفلسطينيين
تعتبر وحدة "متسادا" واحدة من أكثر الوحدات الإسرائيلية خطورة على المسجونين الفلسطينيين. تمثل هذه الوحدة تهديداً حقيقياً لأرواح الأسرى الفلسطينيين وسلامتهم الجسدية والنفسية. إذ تقوم الوحدة بتنفيذ عمليات معقدة وخطيرة داخل السجون، تستهدف فيها السيطرة على "اضطرابات" يُزعم أنها تحدثُ داخل الزنازين.
وتستخدم الوحدة في ذلك رصاص الخرطوش من المسافة صفر فيترك ألما ويسبب تشنجا موضعيا لا يقوى المصاب بعده على الحركة، كما تعتمد الوحدة على العصي الكهربائية والكفوف المغلفة بالمعدن، والكلاب البوليسية في تعذيب المسجونين الفلسطينيين وفق ما أفاد به الأسير الفلسطيني المحرر محمد السلايمة لموقع "الجزيرة نت" عقب الإفراج عنه من قبل جنود الاحتلال من سجن النقب الصحراوي، كما وصفت صحيفة "الغارديان" في في تقرير سابق لها معاناة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية من الاعتداءات الجنسية والتجويع المتعمد في وصفته الصحيفة ب"معسكرات التعذيب".
استخدام القوة المفرطة
تعتمد "متسادا" على استخدام القوة المفرطة في التعامل مع الأسرى، حيث تُستخدم الكلاب المدربة المزودة بصواعق كهربائية لترويع الأسرى والاعتداء عليهم. يتم تشغيل هذه الصواعق عن بعد، ما يمكن الجندي من صعق الأسير دون أي تلامس مباشر، وهذا النوع من العنف يشكل انتهاكًا واضحًا لحقوق الإنسان ويعرّض الأسرى لمخاطر صحية ونفسية جسيمة.
اقتحام الزنازين بالقوة
بالإضافة إلى استخدام الكلاب، تعتمد "متسادا" على تكتيكات معقدة لاقتحام الزنازين والسيطرة على الأسرى. يتم إنزال الجنود من ارتفاعات عالية والدخول إلى الزنازين عبر النوافذ أو عبر القضبان الضيقة، فيما يعرف بفريق "القرود". هذه العمليات تنفذ عادة في ظروف من التوتر الشديد،مما يزيد من خطر إصابة الأسرى أو حتى فقدان حياتهم.
ترويع الأسرى نفسياً
تعمل وحدة "متسادا" على خلق جو من الرعب داخل السجون، من خلال تنفيذ عمليات الاقتحام المفاجئة واستخدام القوة المفرطة ضد الأسرى، ما يؤدي إلى تأثيرات نفسية سلبية طويلة الأمد. حيثُ يعيش الأسرى الفلسطينيون يعيشون في حالة من التوتر المستمر والخوف من الاعتداءات المتكررة، ما يؤثر بشكل كبير على حالتهم النفسية والمعنوية.