قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، الإثنين 5 أغسطس/آب 2024، إن العديد من جنود الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي يقتربون من نقطة الانهيار ويشعرون بالإنهاك والإحباط مع دخول الحرب في غزة شهرها الحادي عشر، وتصاعد حدة تبادل إطلاق النار مع حزب الله، وتزايد الخسائر الاقتصادية الناجمة عن طول فترة غيابهم عن عملهم.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن إسرائيل، وهي دولة صغيرة يبلغ عدد سكانها أقل من 10 ملايين نسمة، تعتمد بشكل كبير على جنود الاحتياط للحفاظ على أداء جيشها في أوقات الأزمات.
واعتبرت الصحيفة أن الضغط على القوى البشرية العسكرية هو أحد الأسباب التي تجعل المسؤولين الإسرائيليين مترددين في شن حرب شاملة ضد حزب الله، الأمر الذي يتطلب مشاركة نفس المجموعة من جنود الاحتياط المنهكين في القتال ضد قوة عسكرية تفوق قدراتها العسكرية ما تملكه حماس.
كما يكشف هذا الضغط عن نقاط ضعف طويلة الأجل بالنسبة لإسرائيل في ظل مواجهتها لاحتمال اندلاع صراعات مع جماعات مسلحة يصعب التغلب عليها على حدودها لسنوات قادمة، وفق ما ذكرته وول ستريت جورنال.
ونقلت الصحيفة عن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق يعقوب عميدرور، قوله: "لم تستعد إسرائيل لحرب طويلة، بل فكرنا في توجيه ضربة جوية كبيرة ثم مناورة سريعة للقوات البرية."
وأضاف عميدرور: "كلما طال الوقت، كلما أصبح الحفاظ على الدعم والاستعداد لدى القوات المقاتلة أكثر صعوبة."
ويعتمد جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل كبير على جنود الاحتياط، الذين يفوق عددهم عدد الجنود العاملين بدوام كامل بنسبة تزيد على اثنين إلى واحد. وعادة ما يكون هؤلاء من المجندين السابقين الذين يستمرون في التدريب والخدمة لمدة شهر واحد سنوياً حتى يبلغوا الأربعين من العمر، أو الخامسة والأربعين بالنسبة للضباط.
وفي ذروة الحرب في غزة، كان نحو ثلثي القوة القتالية الإسرائيلية تتكون من جنود الاحتياط – نحو 300 ألف جندي احتياطي مجند، مقارنة بجيش نظامي يضم نحو 150 ألف جندي، حسب تقديرات محللين أمنيين.
فيما أشارت تقارير نشرها موقع كالكيلست العبري أيضاً إلى سفر المئات من جنود الاحتياط إلى الخارج دون إبلاغ قادتهم رغم أنهم خاضعون للأمر رقم 8 الخاص باستدعائهم بشكل طارئ لخدمة الاحتياط.
التقارير أشارت إلى أن ظاهرة سفر جنود الاحتياط في الجيش إلى الخارج اتسعت خلال الفترة الماضية.
ووفقاً للموقع الإسرائيلي فقد أكد أن لديه أسماء جنود غادروا إلى الخارج خلال خدمتهم العسكرية، ولم يعلم قادتهم بذلك إلا بعد خروجهم من تل أبيب، لافتاً إلى أن الجيش سيحقق داخلياً في هذه الحالات.
كما أشار كالكاليست إلى أنه خلال الأسابيع الأخيرة، ظهر الإرهاق المتزايد بين الجنود الذين يخدمون في الاحتياط، والذين راكم بعضهم بالفعل حوالي 200 يوم احتياط منذ بداية الحرب على قطاع غزة.
يأتي ذلك بينما يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتتصاعد التوترات مع حزب الله على الحدود الشمالية بينما يترقب الجميع رداً إيرانياً على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، في طهران قبل عدة أيام.
وكانت تقارير سابقة أشارت إلى أن القتال ضد حزب الله سوف يكون مهمة أصعب بكثير لإسرائيل من الحرب في غزة.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن حزب الله يشرف على ترسانة تضم أكثر من 150 ألف صاروخ وقذيفة على الحدود الشمالية بعضها يمكن أن يصل إلى تل أبيب ومدن أخرى في إسرائيل رغم الدفاعات الإسرائيلية المضادة للصواريخ، إلى جانب الآلاف من جنود المشاة المتمرسين في القتال.