اعتقلت قوة من المخابرات والشرطة الإسرائيلية، الجمعة 2 أغسطس/آب 2024، خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري بعد مداهمة منزله في القدس الشرقية، بسبب تقديم النعي باسم أهالي القدس رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في خطبة الجمعة.
وقال أحد أقارب الشيخ صبري، للأناضول، مُفضِّلًا عدم الكشف عن اسمه، إن قوات كبيرة من الشرطة اقتحمت منزل خطيب المسجد الأقصى بحي الصوانة وسط القدس، مضيفًا أن القوات اعتقلت الشيخ صبري ونقلته إلى مركز شرطة المسكوبية بالقدس الغربية.
وعقب صلاة الجمعة شن مسؤولون إسرائيليون، حملة تحريض واسعة ضد الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، بعد هذا النعي، وطالبوا باعتقاله.
وقال الشيخ صبري في خطبة الجمعة: "أهل بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ومن على منبر المسجد الأقصى المبارك يحتسبون عند الله الشهيد إسماعيل هنية، ونسأل الله عز وجل له الرحمة وأن يسكنه فسيح جناته".
وتعقيبا على ذلك، قالت الشرطة الإسرائيلية: "بعد هتافات أحد الخطباء اليوم خلال صلاة الظهر في الحرم القدسي الشريف، بدأت الشرطة بالتحقيق فيما إذا كان لها علاقة بالتحريض مع الجهات المختصة، وستتصرف وفقا للنتائج".
بدوره، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير في منشور على منصة "إكس" إن "أمر التحقيق بشبهة التحريض يقع ضمن صلاحيات النيابة العامة، لذلك بعد خطاب تحريضي خطير من (للشيخ عكرمة صبري) في الحرم القدسي، يجب فتح تحقيق ضده".
واعتبر بن غفير كلمات الشيخ صبري "تحريضا على قتل اليهود" وفق مزاعمه.
كما أعلن وزير الداخلية الإسرائيلي موشيه أربيل في بيان، أنه وجه رسالة إلى المستشارة القانونية للحكومة غالي بيهراف ميارا، يطلب شطب إقامة الشيخ صبري في القدس الشرقية.
وتعتبر إسرائيل سكان القدس الشرقية الفلسطينيين مقيمين دائمين وليسوا مواطنين، ويمكن لوزير الداخلية ضمن شروط معينة شطب إقامة فلسطينيين في المدينة.
وأشار أربيل في رسالته إلى أن الشيخ صبري يشغل منصب رئيس الهيئة الإسلامية العليا (أهلية) وخطيب المسجد الأقصى، وشغل في الماضي منصب مفتي القدس والديار الفلسطينية.
وزعم أن الشيخ صبري "يحمل إقامة دائمة في إسرائيل، الأمر الذي لم يمنعه لسنوات طويلة من التحريض ضد الدولة وتشجيع معاداة السامية والإرهاب، وارتكاب جرائم أمنية خطيرة" وفق تعبيراته.
وتابع: "أنوي اتخاذ إجراءات لشطب الإقامة الدائمة لصبري" قائلا إن القانون الإسرائيلي يتيح له "شطب الإقامة الدائمة لمن يرتكب فعلا مثل التحريض" وفق تعبيره.
وفي يوم الجمعة، أقيمت صلاة الجنازة على جثمان هنية، في مسجد محمد بن عبد الوهاب في العاصمة القطرية الدوحة بمشاركة رسمية وشعبية كبيرة، كما أقيمت صلاة الغائب في مساجد قطاع غزة والضفة الغربية المحتلتين ومدن عربية وإسلامية.
وصباح الأربعاء، أعلنت "حماس" وإيران اغتيال هنية، بغارة جوية إسرائيلية استهدفت مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
وجاء اغتيال هنية بينما تشن إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على غزة أسفرت عن أكثر من 130 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.
وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ورفع المعاناة الإنسانية في غزة.