تداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر والعديد من الدول العربية اسم ابتسامات محمد عبدالله أول ضابطة في الجيش المصري بعد أن نعتها القوات المسلحة المصرية.
وأعلنت القوات المسلحة أن ابتسامات محمد عبدالله كانت أول امرأة تنضم إلى الجيش برتبة ضابط، ولها دور بطولي في حرب فلسطين عام 1948.
وتوفيت عبدالله صباح الاثنين أغسطس/ آب 2024 عن عمر يناهز 97 عاماً
فمن هي ابتسامات محمد عبدالله؟ وماهو دورها البطولي فى حرب فلسطين عام 1948؟
من هي ابتسامات محمد عبدالله؟
نشأة ابتسامات محمد عبدالله
ولدت ابتسامات محمد عبد الله في عام 1927 بمحافظة بني سويف في مصر، لأب مصري وأم سودانية. كان والدها يعمل برتبة "بكباشي" في مديرية أسيوط، وهي رتبة تعادل حالياً "مقدم"، وقد ولد في مركز ميت غمر في دلتا مصر.
أما والدتها فاطمة فضل، فهي ابنة سلطان إقليم "الواو" في السودان، السلطان "جمعة كيانجو" من مديرية بحر الغزال، وقد التقى والد ابتسامات بوالدتها خلال خدمته في السودان وفق ما ذكره لنا تقرير في موقع "العربية نت"
وتلقت ابتسامات تعليمها الابتدائي في مدارس فرنسية، لكنها لم تستكمل تعليمها العالي. في سن العشرين، قررت الانضمام إلى مجال التمريض، وبدأت ذلك عبر الهلال الأحمر المصري بعد أن رأت إعلاناً في مجلة "المصور" يطلب 75 فتاة متطوعة في القوات المسلحة المصرية ضمن قطاع الخدمات الطبية، وذلك في إطار المجهود الحربي عام 1947 خلال حرب فلسطين.
أول ضابطة في الجيش المصري
بعد إتمام دراستها في الهلال الأحمر، قدمت طلباً للالتحاق بالقوات المسلحة المصرية. تم قبولها بعد اجتيازها المقابلة الشخصية بمستشفى كوبري القبة العسكري، وتم اختيارها ضمن 20 فتاة من أصل 75 متقدمة بعد اجتياز امتحانات دقيقة. منحت رتبة ملازم أول، لتصبح أول فتاة تحصل على هذه الرتبة العسكرية نظراً لترتيب اسمها الأبجدي، حيث كان اسمها في المرتبة الأولى بالقائمة.
أول امرأة مصرية تتطوع في الجيش وتخدم في حرب 1948
وفقاً لـ "المجلس القومي للمرأة"، فإن ابتسامات محمد عبدالله هي أول امرأة مصرية حملت السلاح وتطوعت في خدمة التمريض بالجيش، ما جعلها أول امرأة تشارك ميدانياً في الحروب العربية خلال العصر الحديث.
عملت ابتسامات في مستشفى الحلمية العسكري المتخصص في الحروق والعظام، ثم انتقلت إلى مستشفى العجوزة. بعد ذلك، انتقلت مع 9 متطوعات إلى غزة للمشاركة في حرب 1948.
وأوضح المجلس أنها كانت أول امرأة تحصل على وسام الجدارة والاستحقاق من الملك فاروق، آخر ملوك مصر، والذي منحها ساعة ذهبية.
وقد ارتدت إبتسامات الساعة الذهبية التي منحها إياها الملك فاروق حتى وفاتها، وذلك تقديراً لدورها المشرف في تمريض مصابي حرب 1948 بالمستشفى الميداني الذي أُقيم خصيصاً في أحد المنازل بمدينة غزة في القطاع الفلسطيني.
وفي عام 2016، كرّمها المجلس القومي للمرأة في مصر بإهدائها درع المجلس وشهادة تقدير تقديراً لجهودها في خدمة الوطن.
على الرغم من عدم إنجابها أطفالاً، كانت ابتسامات تعتبر تلاميذها الذين عملوا معها كأبنائها، بعد عودتها من الحرب، واحتفظت بعلاقات ودية معهم حتى وفاتها كما روت ذلك لوسائل الإعلام المحليّة.