سلمت إسرائيل للولايات المتحدة السبت 27 يوليو/ تموز 2024، " اقتراحاً محدثاً" بشأن صفقة احتجاز الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة، وفقًا لما صرح مسؤول إسرائيلي كبير ومصدرين آخرين على دراية بالقضية، لموقع "أكسيوس" الأمريكي.
بحسب الموقع، فقد تم تسليم الاقتراح قبل اجتماع مرتقب الأحد في روما بين مدير الموساد ديفيد برنيا ومدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز ورئيس وزراء قطر، وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل لمناقشة صفقة الرهائن.
يأتي ذلك فيما شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موقفه بشأن الصفقة وأضاف مطالب جديدة، مثل إنشاء آلية لمراقبة حركة الأسلحة والمسلحين الفلسطينيين من جنوب غزة إلى الشمال والحفاظ على السيطرة الإسرائيلية على حدود غزة ومصر.
وقال مسؤول إسرائيلي إن الاقتراح الإسرائيلي المحدث يتضمن ذكر إنشاء آلية أجنبية لمراقبة ومنع نقل المسلحين والأسلحة من جنوب قطاع غزة إلى الشمال، ولكن دون تفصيل كيف ستعمل هذه الآلية أو من سيكون مسؤولاً عنها.
وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن الاقتراح المحدث يتضمن أيضًا تغييرات في المواقع التي ستتم فيها إعادة انتشار قوات جيش الدفاع الإسرائيلي في قطاع غزة في المرحلة الأولى من الصفقة بالإضافة إلى تحديد أن قوات جيش الدفاع الإسرائيلي ستبقى في ممر فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر أثناء تنفيذ المرحلة الأولى.
وبسبب مقترحات نتنياهو الجديدة، لم يكن المفاوضون الإسرائيليون متفائلين بأن الاجتماع في روما سيؤدي إلى اختراق وشككوا في أن ضغوط بايدن على نتنياهو أقنعت رئيس الوزراء بتخفيف بعض مطالبه الصارمة الجديدة في الاقتراح الإسرائيلي المحدث.
وقال مسؤول إسرائيلي: "نتنياهو يريد صفقة من المستحيل الحصول عليها. في الوقت الحالي ليس على استعداد للتحرك وبالتالي قد نتجه نحو أزمة في المفاوضات بدلاً من التوصل إلى صفقة".
صفقة بايدن
وبداية يونيو/ حزيران الماضي، طرح الرئيس الأمريكي جو بايدن بنود الصفقة التي عرضتها عليه إسرائيل لوقف القتال والإفراج عن جميع المختطفين، وقبلتها حماس وقتها، حسب إعلام عبري.
لكن نتنياهو أضاف شروطا جديدة اعتبرها وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الموساد ديفيد برنياع، أنها ستعرقل التوصل إلى صفقة.
وتضمنت هذه الشروط منع عودة المسلحين الفلسطينيين من جنوب قطاع غزة إلى شماله عبر تفتيش العائدين عند محور نتنساريم (أقامه الجيش الإسرائيلي قرب مدينة غزة ويفصل شمال القطاع عن جنوبه)، وبقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا (على الحدود بين غزة ومصر) الذي أعلن السيطرة عليه في 29 مايو/ أيار الماضي.
وعلى مدى أشهر تحاول جهود وساطة تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس يضمن تبادل أسرى من الجانبين ووقفا لإطلاق النار، يفضي إلى ضمان دخول المساعدات الإنسانية للقطاع الفلسطيني.
غير أن جهود الوساطة أعيقت على خلفية رفض نتنياهو الاستجابة لمطالب حماس بوقف الحرب.
وبدعم أمريكي، أسفرت حرب إسرائيل على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، عن أكثر من 129 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.