حذر أحد كبار المفاوضين الإسرائيليين من أن مطالب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الجديدة بشأن المباحثات الرامية للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، تشكل ضربة قاضية للمباحثات الهدنة.
ونقلت صحيفة هآرتس العبرية، مساء الجمعة 26 يوليو/تموز 2023، عن المفاوض الإسرائيلي دون تسميته، قوله إن نتنياهو يقود عن علم إلى أزمة في المحادثات مع حماس في محاولة لتحسين المواقف.
وحذر المفاوض من أن هذا يشكل مخاطرة غير محسوبة على حياة المختطفين (المحتجزين بغزة)، والطلب الإسرائيلي الجديد بإنشاء آلية تفتيش أمني في وسط قطاع غزة لمنع مرور المسلحين إلى شمال قطاع غزة، يشكل ضربة قاضية للمفاوضات.
المفاوض أضاف أن فريق التفاوض أبلغ نتنياهو أنه لن يتم إيجاد آلية في الأسابيع المقبلة من شأنها أن تمنع مرور مسلحين تكون مقبولة لدى حماس.
وبحسب قوله، فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، ستعرف كيفية التعامل مع التحديات الأمنية حتى من دون هذه الآلية.
وقالت هآرتس إن الطلب الآخر الذي طرحه نتنياهو مؤخرا هو التزام الولايات المتحدة بالسماح لإسرائيل بالعودة إلى القتال في القطاع بعد المرحلة الأولى من الصفقة، إذا لم تنجح المفاوضات الخاصة بالمراحل اللاحقة منها.
الصحيفة أضافت: رفض نتنياهو خلال الأسبوعين الماضيين تقديم رد رسمي مكتوب على الملاحظات التي قدمتها حماس بشأن الخطوط العريضة الأخيرة التي تم طرحها، والمعروفة باسم: صفقة نتنياهو.
ويقدر فريق التفاوض الإسرائيلي أنه بدون رد إسرائيل لن يكون من الممكن المضي قدما في المفاوضات، بحسب المصدر ذاته.
"لا جدوى من إرسال الوفد للدوحة"
وأعرب رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار، والمسؤول عن ملف المفقودين والأسرى بالجيش الإسرائيلي اللواء احتياط نيتسان ألون، عن معارضتهما لسفر وفد التفاوض إلى قطر، والذي كان من المفترض أن يغادر أمس (الجمعة) وتم تأجيل رحلته إلى الأحد، وفق هآرتس.
وبحسبهما لا جدوى من إرسال الوفد قبل أن ترد إسرائيل على ملاحظات حماس. وبسبب اعتراض بار وألون على الرحلة، فمن غير المتوقع أن يضم الوفد كبار أعضاء وفد التفاوض.
من جانبها، نقلت القناة (12) العبرية الخاصة عن مسؤولين سياسيين كبار في تل أبيب، لم تسمهم، قولهم إن سلوك نتنياهو قد يؤخر التوصل إلى صفقة لعدة أسابيع، بل والأسوأ من ذلك – قد يدمرها.
وقال مسؤول في وفد التفاوض الإسرائيلي للقناة: إننا نفقد الزخم، والصفقة لن تبقى طوال الوقت.. نتنياهو يتصرف وكأنه تخلى عن المختطفين، نحن في طريقنا إلى تفويت الصفقة.
صفقة بايدن
وبداية يونيو/ حزيران الماضي، طرح الرئيس الأمريكي جو بايدن بنود الصفقة التي عرضتها عليه إسرائيل لوقف القتال والإفراج عن جميع المختطفين، وقبلتها حماس وقتها، حسب إعلام عبري.
لكن نتنياهو أضاف شروطا جديدة اعتبرها وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الموساد ديفيد برنياع، أنها ستعرقل التوصل إلى صفقة.
وتضمنت هذه الشروط منع عودة المسلحين الفلسطينيين من جنوب قطاع غزة إلى شماله عبر تفتيش العائدين عند محور نتنساريم (أقامه الجيش الإسرائيلي قرب مدينة غزة ويفصل شمال القطاع عن جنوبه)، وبقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا (على الحدود بين غزة ومصر) الذي أعلن السيطرة عليه في 29 مايو/ أيار الماضي.
وعلى مدى أشهر تحاول جهود وساطة تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس يضمن تبادل أسرى من الجانبين ووقفا لإطلاق النار، يفضي إلى ضمان دخول المساعدات الإنسانية للقطاع الفلسطيني.
غير أن جهود الوساطة أعيقت على خلفية رفض نتنياهو الاستجابة لمطالب حماس بوقف الحرب.
وبدعم أمريكي، أسفرت حرب إسرائيل على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، عن أكثر من 129 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.