دعا الحاخام الأكبر السابق لإسرائيل يتسحاق يوسيف، اليهود المتدينين "الحريديم" إلى الاستمرار في رفض التجنيد بالجيش وتمزيق أوامر الاستدعاء للخدمة العسكرية، بحسب ما كشفته هيئة البث الإسرائيلية، الأربعاء 17 يوليو/تموز 2024.
ومن المقرر أن يبدأ جيش الاحتلال الأحد المقبل إرسال أوامر استدعاء للخدمة العسكرية إلى آلاف من الحريديم، الذين يتمتعون بإعفاء من التجنيد منذ عام 1949 يثير جدلاً وانقسامات شعبية وسياسية.
هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) قالت إنها حصلت على تسجيل صوتي للحاخام الأكبر السابق يتسحاق يوسيف يقول فيه: "كل عالم توراة معفى من التجنيد، حتى الشخص العاطل الذي لا يدرس".
وأضاف: "مَن ينضمون إلى الجيش يفسدون. هناك مجندات وضابطات وألفاظ نابية، هناك أشياء فظيعة وغير لائقة. لا تذهبوا إلى هناك".
يوسيف دعا كل شخص من الحريديم يتلقى أمر استدعاء للخدمة العسكرية إلى أن "يمزقه ولا يذهب (للتجنيد بالجيش)".
يشار إلى أن الحريديم يشكلون نحو 13% من عدد سكان دولة الاحتلال البالغ نحو 10 ملايين نسمة، ولا يخدمون في الجيش، ويقولون إنهم يكرّسون حياتهم لدراسة التوراة بالمعاهد الدينية، ويعتبرون أن الاندماج بالعالم العلماني يهدد هويتهم الدينية واستمرارية مجتمعهم.
وحاليًا، يتمكنون عند بلوغ 18 عامًا (سن الالتحاق بالخدمة) من تجنب التجنيد عبر الحصول على تأجيلات متكررة لمدة عام واحد بحجة الدراسة بالمعاهد الدينية، حتى وصولهم إلى سن الإعفاء من التجنيد (26 عامًا حاليًا).
الحاخام الأكبر السابق لإسرائيل: أي شخص يتلقى إشعارات فليمزقها
في تسجيل آخر نشره موقع "واينت" الإخباري قال يوسيف: "كل الاحترام للجيش على جهوده، ونقدر ما يفعلونه".
واستدرك: "لكن بدون التوراة، إلى أين سنتجه؟! بدلاً من تخصيص المزيد من الميزانيات للمدارس الدينية، يصدرون مسودات إشعارات (أوامر استدعاء للتجنيد)".
كما تابع بأنه "أي شخص يتلقى إشعارات يجب أن يمزقها ولا يذهب. إنه مع التوراة (…) ولن يخاف منهم. وإذا أخذوه إلى السجن، فسيذهب معه رئيس مدرسته الدينية".
الحاخام يوسيف أردف قائلاً: "من المؤسف أنهم لا يفهمون هذه الأشياء. لقد حمتنا التوراة عبر الأجيال".
ومنذ أشهر، يعاني جيش الاحتلال عجزًا في عدد أفراده؛ في ظل حربه المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وعملياته المكثفة في الضفة الغربية المحتلة، وقصفه المتبادل مع "حزب الله" اللبناني منذ 8 من الشهر نفسه.
وخشية انهيار ائتلافه الحكومي المنقسم بشأن تجنيد الحريديم، حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمرير مشروع قانون قديم يحافظ للحريديم على الإعفاء من الخدمة العسكرية، لكن المحكمة العليا قطعت عليه الطريق بإصدار قرار غير مسبوق.
ففي 25 يونيو/حزيران الماضي، قررت المحكمة إلزام الحريديم بالتجنيد في الجيش، ومنع المساعدات المالية عن المؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة العسكرية.