أليس شعوراً مرضياً؟ خصوصاً وأنت مستلقٍ على الفراش.. لهذا نحب مشاهدة فيديوهات تنظيف السجاد

عربي بوست
تم النشر: 2024/07/15 الساعة 12:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/07/15 الساعة 12:12 بتوقيت غرينتش
صورة تعبيرية لتنظيف السجاد /Shutterstock

تخيل معي هذا السيناريو، تمسك بهاتفك بعد الساعة 12 ليلاً بينما تستلقي على السرير، تحرك بإصبعك مقاطع الفيديو والمنشورات المملة بسرعة،  ثم ظهر لك أحد فيديوهات تنظيف السجاد، الذي بدا مغرياً جداً لتمنحه بضع ثوان أو ربما دقائق من وقتك لمشاهدته.

في تلك الفيديوهات غالباً لا تنتظر أن تعرف تكنيكاً جديداً لتنظيف السجاد، أو أسماء منظفات تنوي استعمالها، بل ولا تنوي تنظيف السجاد بنفسك حتى. 

ويبدو أنك لست الوحيد الذي يملك هذه العادة، أو على الأقل هذا ما تخبرنا به ملايين المشاهدات التي تحظى بها هذه الفيديوهات.

وهنا السؤال؛ لماذا إذاً نشاهد فيديوهات تنظيف السجاد؟ لماذا تشاهد فيديوهات لا يتحدث فيها أحد لدقائق وربما لا تستطيع تحمل أن تشاهد ثوانٍ من مقاطع فيديو أخرى؟

فيديوهات تنظيف السجاد

إحدى أشهر قنوات تنظيف السجاد على يوتيوب تدعى Mountain Rug Cleaning، وهي قناة لشاب يدعى جيمس يتابعها 1.8 مليون مشترك منذ افتتاحها في سبتمبر/أيلول 2021.

معظم فيديوهات القناة التي تنطلق من بريطانيا هي عبارة عن نفس الفكرة لشجادة متسخة جداً غالباً ما يلقي بها الناس في مكب النفايات، ثم يقوم جيمس بفردها ومحاولة غسلها حتى تعود بالألوان الأصلية، ورغم تكرار الفكرة، لكنها حظيت بأكثر من 400 مليون مشاهدة (437,547,056 مشاهدة).

أيضاً؛ حظيت فيديوهات التنظيف العميق هذه ملايين المشاهدات على منصات أخرى مثل تيك توك، إذ حظيت مقاطع الفيديو المتعلقة بالتنظيف تحت هاشتاغ Clean Tok أكثر من 50 مليار مشاهدة حتى العام 2022، و90 مليار مشاهدة حتى عام 2023، حسب إحصاءات التطبيق الصيني.

صحيح أن مقاطع الفيديو هذه لا تقتصر على السجاد وحسب، بل تشمل أيضاً فيديوهات التنظيف والترتيب بشكلٍ عام، لكن مليارات المشاهدات هذه إشارة على مدى "الهوس" بفيديوهات التنظيف.

لماذا نشاهد فيديوهات تنظيف السجاد؟ 

ربما السؤال الذي شغل كثيرون هو لماذا يشاهد أي شخص فيديو لتنظيف سجادة أو حمام متسخ؟ ويبدو أن ذلك لنفس الأسباب التي تجعل الناس يشاهدون فيديوهات لأصوات الورق المتشقق أو الكتابة على لوحات المفاتيح، وهي "التجربة السمعية-البصرية".

"التجربة السمعية-البصرية" يمكن أن تثير استجابة ممتعة تُسمى الاستجابة الحسية الذاتية للإجهاد أو ASMR. 

وسواء كان المحفز تنظيف سجادة، أو الأصوات الناعمة مثل الهمسات أو المراوح الدوارة، الأصوات والمشاهد المرتبطة بالتنظيف، مثل الصنابير الجارية والشعيرات الدوارة للفرشاة، يثير مستوى ASMR لديهم عند مشاهدة هذه المحفزات. 

يمكن أن يساعد زيادة مستوى ASMR الشخص على الاسترخاء كما يساعدهم على الهدوء قبل النوم، كما تحدث البعض عن خفض معدلات ضربات القلب لدى المشاركين.

@richardsalesofficial #duet HOW DO THESE RUGS GET DIRTY LIKE THIS ? – @carpet cleaning✨ – IG – richardsalesofficial #viral #xyzbca #FYP ♬ original sound – RichardSalesOfficial

فيما يصف الكثيرون الاستجابة على أنها شعور بوخز يبدأ في فروة الرأس أو الرقبة أو الكتف.

ومع ذلك، لا يشعر الجميع بـ ASMR. في دراسة عام 2018 في مجلة Plos One، صنف 81% من المشاركين أنفسهم على أنهم قادرون على تجربة ASMR، ما يعني أن الباقي لم يشعروا بهذه المشاعر المرتبطة بـASMR.

في المتوسط، أصبحوا مدركين لقدرتهم على ASMR في سن 15 عاماً، وقال معظمهم إنهم يستخدمون الآن فيديوهات ASMR لإثارة الإحساس الممتع.   

وفقاً لدراسة نشرت عام 2017 في مجلة Frontiers in Psychology. عمل مؤلفو الدراسة مع مجموعة من 290 شخصاً قالوا إنهم يعانون من ASMR ومجموعة أخرى تتحكم في المشاعر المرتبطة به. 

@richardsalesofficial

#duet HOW DO THESE RUGS GET DIRTY LIKE THIS ? – @carpet cleaning✨ – IG – richardsalesofficial #viral #xyzbca #FYP

♬ original sound – RichardSalesOfficial

أكمل الجميع قائمة الصفات الشخصية "الخمس الكبرى"، بالإضافة إلى استبيان متعلق بتجاربهم مع ASMR. وبالمقارنة؛ حصل الأشخاص الذين يعانون من ASMR على درجات أعلى في العصابية والانفتاح على التجارب، كما كما كان لديهم مستويات أقل من الانبساط والقبول.  

شعور مُرضي.. أليس كذلك؟

يعتقد آخرون أن الإجابة أسهل، وهو أننا ننجذب لفيديوهات التنظيف لأنها مرضية، وتمنح إحساساً بالأمل والإنجاز وهو ما يصلنا لشعور الرضا أو Satisfaction.

كما أن النهاية السعيدة لمقطع الفيديو بسجادة نظيفة يزيد من هذه الدفعة بالشعور بالرضا.

أو السيطرة على الأمور الفوضوية

كذلك؛ ربما ينبع ذلك من الرغبة في السيطرة على البيئة، وهو سلوك تكيفي، يدفع الشخص إلى دفعة مشاعر أنه حتى أكثر الأشياء فوضوية يمكن التحكم بها وضبطها.

إذ تقول عالمة النفس في جامعة "إسيكس" في إنجلترا، جوليا لارا بويريو، إن الأشخاص الراغبين في السيطرة أو التحكم في مسار بعض الأمور الفوضوية في حياتهم ينجذبون لمشاهدة نتائج مجهود بذل لساعات طويلة لكن لخصه فيديو قصير مثل فيديوهات التنظيف.

ربما الأصوات المريحة؟

كما أشارت في مجلة Discover الأمريكية إلى عوامل أخرى مثل الصوت المريح لجهاز التنظيف بالبخار، أو الموسيقى الهادئة المستخدمة في الخلفية، لكن هذا يعتمد على رد فعل الناس تجاه الأصوات، والتي تختلف قطعاً من شخص لآخر.

يبذل الآخرون الجهد نيابة عنك!

فيما تقول نظرية أخرى إن بعض الأشخاص يحبون فكرة أن يبذل الآخرين جهداً نيابةً عنهم، أو الشعور المزيف بالإنجاز، إذ لا يبذلون جهداً حقيقياً في التنظيف سواء بدني أو نفسي، ولكن رغم ذلك يحصلون على النتيجة المرضية على شاشة هواتفهم.

تنظيف دون إرهاق

لديك قائمة طويلة من المهام التي تتعلق بالتظيف والترتيب والتنظيم؟ ربما هذا أيضاً يكون سبب، لأن القيام بالتنظيف فعلياً سيشعرك بالتعب والإرهاق، لكن الحصول على نتيجة التنظيف المرضية دون بذل أي جهد ربما يكون سبباً آخراً وراء رغبتنا في مشاهدة هذه الفيديوهات.

أو ربما يكون مشاهدة هذه الفيديوهات حافزاً يعطي أملاً في الأمور المؤجلة والقائمة الطويلة من المهام التي علينا القيام بها، وفقاً لآراء نشرها تقرير سابق لشبكة ABC الأسترالية.

قد يهمك أيضاً: لماذا نستمتع بجهد الآخرين؟ هذا ما يقوله علم النفس حول إدمان مشاهدة فيديوهات التنظيف

تحميل المزيد