قال الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، الأربعاء، 10 يوليو/ تموز 2024، إن مقاتليه سيوقفون إطلاق النار مع إسرائيل "بلا نقاش"، في حال التوصل لاتفاق مماثل في قطاع غزة بين الاحتلال وحركة حماس.
كلام نصر الله جاء في كلمة متلفزة خلال الاحتفال التأبيني الذي أقيم في الضاحية الجنوبية لبيروت، للقيادي في الحزب محمد نعمة ناصر، الذي اغتيل بغارة إسرائيلية استهدفت مدينة صور جنوبي لبنان، الأسبوع الماضي.
وقال نصر الله: "من يهددنا باجتياح جنوب (نهر) الليطاني فلينظر إلى ما يجري في رفح (جنوب غزة) بمساحتها الضيقة، حيث فشل في تحقيق النصر".
والثلاثاء، وجه وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، تهديدًا إلى نصر الله، وطالبه بالانسحاب إلى ما بعد الليطاني، تعقيبًا على مشاهد جوية مصورة نشرها "حزب الله"، قال إنها لمواقع إسرائيلية في الجولان السوري المحتل.
وأضاف نصر الله أن "وزير حرب العدو (يوآف غالانت) قال إن الدبابة التي تخرج من رفح يمكنها الوصول إلى الليطاني، ونحن نراها بفيديوهات المقاومة الفلسطينية تُدمّر".
وأوضح أن "إبعاد حزب الله 8 أو 10 كيلومترات عن الحدود كما يقول الاحتلال (الإسرائيلي)، لن يحل مشكلته".
ولفت إلى أن "الإسرائيلي إذا قرر الاعتداء على جنوبي لبنان بعد وقف إطلاق النار في غزة، سندافع عن لبنان ولن نتسامح مع الاحتلال".
ودعا نصر الله مقاتليه وجمهوره إلى "البقاء في جاهزية لأسوأ الاحتمالات، وإن كنا نتطلع إلى عكس هذا الأمر".
وبشأن المعارك في قطاع غزة، قال أمين عام "حزب الله": "استطعنا أن نشغل جزءًا كبيرًا من قدرات العدو وقواته، وإبعادها عن حسم المعركة في غزة".
وأكد أن "الشمال مرتبط بغزة، وإذا أُريد له أن يهدأ فيجب أن تتوقف الحرب في غزة، ووقف الحرب في غزة هو السبيل الوحيد لوقف الحرب في الشمال".
واعتبر أن "ما جرى في غزة "أدّب" الجيش الإسرائيلي وخفض سقف الأهداف الإسرائيلية المعلنة تجاه الجبهات الأخرى، ولا سيما في لبنان".
وتطرق نصر الله إلى المفاوضات الجارية للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، مشيرًا إلى أن "(رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو، و(وزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير، و(وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش، هم الذين يعاندون التوصل لاتفاق، من أجل مصلحتهم ولضمان بقائهم في السلطة".
وأوضح أن مقاتليه سوف يوقفون إطلاق النار "بلا نقاش"، إذا تم التوصل إلى اتفاق الهدنة المحتمل في قطاع غزة.
كما اعتبر أن "حماس تُمثل محور المقاومة في المفاوضات، وما ترضى به نرضى به جميعًا، لأنها تنسق مع الفصائل الفلسطينية".
وفي وقت سابق الأربعاء، قال موقع "واللا" العبري إن اجتماعًا انعقد بالدوحة بمشاركة مسؤولين بارزين من الولايات المتحدة ومصر وقطر وإسرائيل، حيث بحثوا فرص إبرام اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
وقال إن الاجتماع شارك فيه كل من رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، ورئيس "الموساد" الإسرائيلي دافيد بارنياع، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
ولفت نصر الله في كلمته إلى أن "إصرار نتنياهو على عملية رفح هو إقرار بهزيمته"، مؤكدًا أن "أحد أهم المكاسب اللبنانية من صمود المقاومة الفلسطينية، هو أنه لو حقق العدو نصرًا سريعًا في غزة لكان لبنان أول من سيكون في دائرة التهديد".
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفًا يوميًا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، خلف مئات بين قتيل وجريح معظمهم في الجانب اللبناني.
وترهن هذه الفصائل وقف القصف بإنهاء إسرائيل حربًا تشنها بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ما خلف أكثر من 126 ألف قتيل وجريح فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 10 آلاف مفقود.
وفي الأسابيع الأخيرة، زاد التصعيد بين تل أبيب و"حزب الله"، ما أثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة، لا سيما مع إعلان الجيش الإسرائيلي قبل أسبوع "المصادقة" على خطط عملياتية لـ"هجوم واسع" على لبنان.