أوقف رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، مساء الجمعة 5 يوليو/تموز 2024، "خطة الترحيل الرواندية" في اليوم الأول من توليه المنصب، وفق ما نقلته صحيفة "التلغراف" عن مصادر مطلعة.
المصادر المطلعة على خطط حزب العمال أوضحت أن مخطط حزب المحافظين لترحيل المهاجرين الذين وصلوا إلى المملكة المتحدة بشكل غير قانوني إلى رواندا كان "ميتًا" فعليًا.
ومن المقرر أن تكون الهجرة غير الشرعية إحدى الأولويات الرئيسية للحكومة الجديدة، مع توقع صيف يشهد عبور القوارب الصغيرة، وفق ما ذكرته الصحيفة البريطانية.
وقالت إيفيت كوبر، وزيرة الداخلية الجديدة، الجمعة، إن إحدى واجبات الحكومة الأولى هي "الحفاظ على حدودنا آمنة"، وإنها ستعطي الأولوية لإنشاء قيادة جديدة لأمن الحدود في اجتماعاتها المبكرة مع المسؤولين.
وكانت الهجرة قضية رئيسية في الحملة الانتخابية.
خطة رواندا
يشار إلى أنه تم الإعلان عن خطة رواندا لأول مرة من قبل رئيس الوزراء بوريس جونسون واستمرت من قبل ليز تروس وريشي سوناك.
وتم تأجيل المخطط بسبب معارك قضائية طويلة، مع عدم إقلاع أي رحلة بعد، لكنها أصبحت ساحة معركة رئيسية في الحملة الانتخابية، حيث تعهد كير بإلغائها.
فيما أكد أحد المطلعين على شؤون حزب العمال لصحيفة "التلغراف" أن الخطة "ماتت" الآن.
وقال المصدر: "لو كان ريشي سوناك يعتقد أن خطة رواندا ستنجح، لما دعا إلى إجراء انتخابات. لقد كانت خدعة. ومن خلال الدعوة لإجراء انتخابات، كان سوناك يعترف بهذه الحقيقة".
ويمكن لبريطانيا إنهاء مخطط رواندا من خلال إنهاء الاتفاقية من خلال بند خرق يسمح لكلتا الحكومتين بالانسحاب منه.
وبموجب هذا البند، لن تضطر حكومة المملكة المتحدة إلى سداد أي مدفوعات أخرى اعتبارًا من تاريخ تفعيل الشرط.
وكانت المملكة المتحدة دفعت بالفعل 270 مليون جنيه إسترليني (نحو 346 مليون دولار)، وتم تسليم الدفعة الأخيرة البالغة 50 مليون جنيه (نحو 64 مليون دولار)، في أبريل الماضي، ومن خلال إلغاء الخطة، ستوفر بريطانيا دفعتين إضافيتين بقيمة 50 مليون جنيه كان من المقرر دفعهما في عامي 2025 و2026.
وتنُص الاتفاقية على أنه يتعين على بريطانيا أن تستمر في دفع تكاليف كافة المهاجرين الذين جرى نقلهم بالفعل، وحتى الآن، لم يتم ترحيل أي شخص، على الرغم من أن اثنين من طالبي اللجوء، الذين رُفضت طلباتهم، ذهبا إلى رواندا طوعاً بموجب اتفاقية منفصلة عرضت عليهما حافزاً مالياً بقيمة 3 آلاف جنيه إسترليني للمغادرة.
والخميس، حقق حزب العمال انتصارًا ساحقًا في الانتخابات التشريعية، حيث أظهرت نتائج اقتراع نشرتها قنوات التلفزة البريطانية، أن حزب العمال (يسار وسط)، حصل على 411 مقعدًا حتى الآن من أصل 650 مقعدًا في مجلس العموم، متقدمًا بفارق شاسع على المحافظين الذين ستنحصر حصتهم بـ120 مقعدًا في أسوأ نتيجة انتخابية لهم منذ مطلع القرن العشرين.
ويعقد ستارمر، السبت، أول اجتماع كامل لحكومته، ويستكمل تعيينات بقية الوزراء، ومن المقرر أن ينقل إقامة أسرته إلى داونينج ستريت في وقت ما قريباً، على أن يلقي خطابه الأول في البرلمان كرئيس للوزراء، الثلاثاء، قبل أن يسافر إلى الولايات المتحدة لحضور قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بحسب الصحيفة.