أدلى فلسطينيون من قطاع غزة أفرج عنهم الاحتلال الإسرائيلي اليوم الإثنين 1 يوليو/تموز 2024، بشهادات مروعة عن حالات التنكيل التي تعرضوا لها على يد جنود الاحتلال خلال فترة اعتقالهم، في حين طالبت حركة المقاومة الإسلامية حماس المجتمع الدولي بالتدخل لحماية المعتقلين.
مدير مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة محمد أبو سلمية قال في أول تصريح عقب الإفراج عنه إن "الأسرى يتعرضون لكل أنواع التعذيب، والكثير من الأسرى توفوا في مراكز التحقيق".
وأفرجت القوات الإسرائيلية اليوم عن 50 معتقلاً من قطاع غزة بينهم أبو سلمية، وقال أبو سلمية "هناك جريمة ترتكب بحق الأسرى، عشرات الأسرى يذوقون العذاب الجسدي والنفسي، بعضهم استشهدوا في أقبية التحقيق".
من جهته، قال أحد الأسرى المفرج عنهم -يدعى فرج السموني- إن المعتقلين يعانون أوضاعاً صعبة في معتقلات الاحتلال، مشيراً إلى أن المعتقلين تعرضوا "للضرب في الليل والنهار".
وتابع السموني: "الأمراض انتشرت بين الأسرى، كل خيمة فيها 30 أسيراً، والطعام الذي يقدم لنا قليل جدا، ومعظم الشباب صائمون ولا يأكلون".
وأوضح أن إنه شاهد "أسرى من الطواقم الطبية داخل السجون، من بينهم الدكتور أحمد مهنا مدير مستشفى العودة، والدكتور أبو يعقوب مهدي والدكتور أيمن سكافي، الله يكون لهم معينا، يعيشون عذاباً لا يعلم به إلا الله".
بينما قال رئيس قسم جراحة العظام بمستشفى "غزة الأوروبي"، الطبيب بسام مقداد، الاثنين، بعد ساعات من الإفراج عنه من السجون الإسرائيلية، إن "الأسرى مُعزلون تماماً عن العالم الخارجي".
مقداد أضاف للأناضول: "كنا نعتقد أن إطلاق سراحنا جاء ضمن صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة".
وأردف مقداد: "كنا نسمع بعض الأخبار أثناء عمليات التنقل من سجن إلى آخر، والبعض كان يتعرض للتعذيب والتحقيق بسبب سؤال قد يُوجهه إلى أسير آخر أثناء عملية النقل".
حماس تعلق
في السياق، علقت حركة حماس في بيان الاثنين، على ما وصفته "بالحالة التي ظهر عليها الأسرى الذين أفرج عنهم جيش الاحتلال الفاشي اليوم، وما يبدو عليهم من علامات الهُزال والإنهاك الجسدي والنفسي، وآثار التعذيب الواضحة، وما أدلى به من شهادات مروعة حول الأوضاع المأساوية التي يعيشها المختطفون من قطاع غزة داخل معتقلات الاحتلال".
البيان أضاف أن كل هذا "يؤكد السلوك الإجرامي لحكومة الاحتلال الفاشية، المتحدّية لكافة القوانين الإنسانية، والتي ترتكب يوميًّا جرائم حرب موصوفة، دون أن تجد أي رادع".
ووفقا للبيان فإن "هذه الجرائم المستمرة، بحق المدنيين العزل في قطاع غزة، والتي تجاوزت كل حدّ، وما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال، والمعتقلون في مراكز اعتقال جيشه الإرهابي، تتم بقرار من حكومة الاحتلال، ضمن سياستها الفاشية باستهداف شعبنا الفلسطيني وإبادته، بغطاء كامل من الإدارة الأمريكية المتواطئة مع انتهاكات فاضحة للقوانين الدولية".
المطالبة بتدخل دولي
في السياق طالب البيان المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها بالعمل الفوري على وقف هذه المجزرة التي تنفذها حكومة الاحتلال النازية، وضرورة حماية الأسرى والمعتقلين، والمدنيين في مناطق الصراع".
كما أوضح البيان "ندعو اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى ضرورة التحرك وكشف مصير آلاف المعتقلين الفلسطينيين الذين اختطفهم جيش الاحتلال من قطاع غزة، ويعمل على إخفائهم قسراً في ظروف لا إنسانية".
استخدام المعتقلين دروعا بشرية
وفي وقت سابق الاثنين قال نادي الأسير الفلسطيني في بيان إن إسرائيل تمارس "جريمة" اتخاذ المدنيين والمعتقلين دروعا بشرية "منذ احتلالها لفلسطين".
النادي أضاف: "الاحتلال مارس هذه الجريمة على مدار عقود واليوم يستعيدها كجزء من أدواته الممنهجة"، مشيرا إلى أن "سلطات الاحتلال استخدمت المدنيين ومنهم المعتقلون كدروع بشرية على مدار احتلالها لفلسطين، وما شاهدناه عبر مقاطع الفيديو التي بثتها شبكة الجزيرة الإعلامية، تشكل امتداداً لنهج قديم متجدد".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق، خلفت أكثر من 124 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، ما أدخل تل أبيب في عزلة دولية وتسبب بملاحقتها قضائياً أمام محكمة العدل الدولية.
وتواصل إسرائيل حربها رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.