ضبطت السلطات الإيطالية شحنة طائرات عسكرية بدون طيار في ميناء إيطالي قبل شحنها إلى الجنرال الليبي خليفة حفتر، بحسب ما نشرت صحيفة التايمز البريطانية، الإثنين 1 يوليو/تموز 2024.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصادر قولها إن المسؤولين احتجزوا 3 حاويات محمّلة بالأسلحة في 18 يونيو/حزيران في ميناء جويا تاورو بجنوب إيطاليا بعد أن تم تفريغها من سفينة الشحن MSC Arina، التي كانت قادمة من الصين.
وبحسب ما ورد كان من المقرر تحميل الطائرات بدون طيار من طراز Wing Loong، التي تم تصنيفها على أنها أجزاء من توربينات الرياح، على متن سفينة متجهة إلى بنغازي في ليبيا وتسليمها إلى حفتر، الذي يدير شرق البلاد.
وتضمنت الشحنة القادمة من الصين محطتين للتحكم، وهو ما يشكل انتهاكاً لحظر الأمم المتحدة على شحنات الأسلحة إلى ليبيا، وفق ما ذكرت التايمز.
وأفادت التايمز أن المحققين الإيطاليين كانوا يترقبون وصول شحنة ثانية هذا الأسبوع إلى الميناء تحتوي على أكثر من 3 حاويات مشتبه بها على متن سفينة شحن أخرى وهي السفينة MSC Apolline.
واعترضت إيطاليا الطائرات بدون طيار بعد ورود معلومات من الولايات المتحدة، التي تشعر بقلق متزايد إزاء علاقات حفتر المتنامية مع روسيا، في ظل استمرار موسكو في ضخ الأسلحة والقوات عبر ميناء طبرق لدعم وجودها العسكري في أفريقيا.
وقد تؤدي العملية إلى تعقيد الجهود الإيطالية للتعاون مع حفتر، حيث تسعى إلى تشجيعه على إبطاء الهجرة من ليبيا إلى إيطاليا، حسبما قالت التايمز.
وكان حفتر قد عزّز سلطته في شرق ليبيا بعد محاولته الفاشلة للسيطرة على غرب البلاد في عام 2020 والإطاحة بالإدارة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس.
وقد حظي بدعم في حملته من قبل الإمارات، التي قيل إنها قامت بتشغيل طائرات بدون طيار من طراز Wing Loong فوق غرب ليبيا، واتُهم حفتر باستخدام إحداها لإطلاق صاروخ على أكاديمية عسكرية في طرابلس، مما أسفر عن مقتل 26 طالباً.
وقالت علياء الإبراهيمي، الأكاديمية في المجلس الأطلسي: "كان الهجوم على الأكاديمية كارثة بالنسبة للإمارات، مع سقوط أعداد كبيرة من الضحايا من الشباب، ومن المنطقي أنها تراجعت خطوة إلى الوراء في تلك المرحلة."
وأضافت الإبراهيمي: "من المحتمل أيضاً أن يقوموا هم أو الصينيون بتدريب الليبيين على قيادة الطائرات بدون طيار، مما يعني أن حفتر سيكون لديه أفراد لاستخدامها بينما يحاول شراء المزيد".
وبحسب ما ورد لم تحتوي الشحنات على صواريخ.
وجاء تعقب الشحنة بعد اتهام رجلين ليبيين في كندا في أبريل/نيسان الماضي بالتخطيط لتنظيم شراء طائرات صينية بدون طيار مقابل النفط الليبي.
وكان فتحي بن أحمد مهاوك ومحمود محمد الصويحي السايح موظفين سابقين في منظمة الطيران المدني الدولي، وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة ومقرها مونتريال.
وبحسب مسؤول كندي، فقد "كانت الخطة هي بيع ملايين براميل النفط الخام إلى الصين دون أن يعلم أحد بذلك".
وقال مصدر إن الرجلين توسطا بين شركة صينية ومؤيدي حفتر للمضي قدماً في الصفقة، التي شملت أيضاً المؤسسة الوطنية للنفط الليبية.
وتتولى الشركة مسؤولية توزيع عائدات استخراج النفط على نطاق واسع في البلاد وقد واجهت مؤخراً اتهامات بالفساد.
وقالت الإبراهيمي: "إذا كان النفط يُستخدم لشراء طائرات بدون طيار من قبل حفتر، فهذا يعني تحويل الموارد الطبيعية لليبيين لشراء أسلحة يمكن استخدامها بعد ذلك لقتلهم".