قال موقع أكسيوس الإخباري الأميركي السبت 29 يونيو/ حزيران 2024: إنّ واشنطن اقترحت صياغة جديدة على أجزاءٍ من الاتفاق المقترح لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، فيما أجرى رئيس الحركة إسماعيل هنية اتصالاتٍ مع رئيسَيِ المخابرات التركية والمصرية.
ونقل الموقع عن ثلاثة مصادر مطلعةٍ أن الولايات المتحدة اقترحت صياغة جديدة في محاولةٍ لسدِّ الفجوات والتوصل إلى اتفاق.
وكان موقع "أكسيوس" قد نقل عن مصادر مطلعةٍ أن الصياغة الجديدة الأميركية بشأن المقترح، تشمل البند الثامن، من المرحلة الأولى، والذي يتعلق بشروط المرحلة الثانية منها.
ووفقاً للمصادر الثلاثة، فإنّ المسؤولين الأمريكيين "صاغوا لغةً جديدةً للبند الـ8 من أجل سدِّ الهوة بين إسرائيل وحماس، ويضغطون على قطر ومصر للضغط على حماس لقبول الاقتراح الجديد".
فيما نقلت هيئة البث الإسرائيلية، عن مصادرَ أن واشنطن تسعى لحلِّ الخلاف بشأن الانتقال من المرحلة الأولى للصفقة إلى المرحلة الثانية.
وتستند الجهود الجديدة، التي لم يتم الإعلان عنها من قبل، إلى الاقتراح الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي جو بايدن في خطابٍ ألقاه خلال مايو/ أيار.
اتصالات مكثفة
في إطارٍ مُتَّصل، بحث رئيس جهاز الاستخبارات التركي إبراهيم قالِن، هاتفياً، مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، مسار المفاوضاتِ الرامية إلى تحقيق وقف إطلاق النار في غزة.
وأفاد مراسل الأناضول، نقلاً عن مصادرَ مُطَّلعةٍ، السبت، أن قالن، أجرى اتصالاً هاتفياً مع هنية.
وتناول قالِن وهنية، المرحلة التي وصلت إليها مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، والخطوات التي يجب اتخاذها لضمان وقفٍ دائمٍ لإطلاق النار، وتبادل الأسرى، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة.
كما قدم قالن، تعازيه لهنية، باستشهاد شقيقتهِ الكبرى في هجومٍ إسرائيليٍ وشهداء الشعب الفلسطيني.
وأكّد قالن، أن تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.
بحثَ رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل مسارَ المفاوضات الجارية للتوصل إلى وقف إطلاق النار بغزة.
جاء ذلك خلال اتصالٍ هاتفي تلقاه هنية من كامل، بحسب بيانٍ نشرته حركة "حماس".
وقالت الحركة: "تلقى هنية اتصالاً هاتفياً من السيد عباس كامل رئيس المخابرات المصرية، تناول فيه مسار المفاوضات الجارية الهادفة إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة" (دون تفاصيلٍ إضافية).
وقدَم رئيس المخابرات المصرية، العزاءَ لهنية بوفاة شقيقته الكبرى وعددٍ من أفراد عائلته بقصف إسرائيلي على مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة خلال الأسبوع الماضي.
حماس: لا جديد
فيما قالت حركة حماس إنه لا جديد حقيقياً في مفاوضات وقف إطلاق النار، مشيرةً إلى أن ما ينقل عن الإدارة الأميركية يأتي في سياق الضغوط على الحركة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده القيادي بحماس أسامة حمدان، في الوقت الذي تتحدث فيه الأنباء عن تقديم الولايات المتحدة صياغة جديدة لأجزاء من مقترح وقف إطلاق النار بغزة.
القيادي بحماس أكد مجدداً أن الحركة جاهزة للتعامل بإيجابية مع أي صيغة تضمن بشكلٍ أساسي ومباشر وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً شاملاً من قطاع غزة، وصفقةَ تبادلٍ حقيقية.
وأضاف أن ما ينقل عن الإدارة الأميركية يأتي في سياق ممارسة الضغوط المختلفة على الحركة، حتى توافق على الورقة الإسرائيلية كما هي دون تعديلٍ عليها.
فيما أكد أن الموقف الحقيقي لنتنياهو وحكومته، "لا يزال يتسم بالمراوغة والتهرب من استحقاق الاتفاق، فهم لا يزالون يرفضون الإقرار بوقفٍ دائمٍ لإطلاق النار، ولا بالانسحاب الكامل من قطاع غزة."
كما انتقد القيادي بحماس، الإدارة الأميركية لتحميلها الحركة مسؤولية تعطيل التوصل إلى اتفاق، "على الرغم من ترحيبها بما ورد في خطاب بايدن، وبقرارِ مجلس الأمن."
ونهاية مايو/أيار، تحدث الرئيس الأميركي جو بايدن عن تقديم إسرائيل مقترحاً من 3 مراحل يشمل وقفاً لإطلاق النار في غزة، وتبادل الأسرى، وإعادة إعمار القطاع، فيما أعلنت تل أبيب لاحقاً معارضتها للمقترح.
وتبنى مجلس الأمن الدولي، الاثنين 10 يونيو/حزيران 2024 مشروع قرار أميركي لوقف إطلاق النار في غزة، بأغلبية 14 صوتاً، فيما امتنعت روسيا عن التصويت.
يرحب نص القرار باقتراح الهدنة الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن في 31 مايو/أيار الماضي، الذي دعا فيه إسرائيلَ وحماس إلى "التطبيق الكامل لشروطهِ دون تأخيرٍ ودون شروط."
ويشمل اقتراح بايدن ثلاث مراحلَ يتم تنفيذها تباعاً، حيث تضمنت المرحلة الأولى المقترحة من 6 أسابيع وقفاً لإطلاق النار وانسحابَ إسرائيلَ والإفراج عن الأسرى ورفات القتلى منهم.
أما المرحلة الثانية فستشهد تبادلَ الأسرى بمن في ذلك الجنود، وإدامةَ وقف إطلاق النار، مَوْضِحَةً أن هناك العديد من التفاصيل التي يجب التفاوض بشأنها للمرور إلى المرحلة الثانية. بينما تضمّنت المرحلة الثالثة ما بعد الحرب، حيث ذكر بايدن أنه سيتم تنفيذ خطة إعادةٍ شاملةٍ لغزة تهدف إلى إعادة بناء البنية التحتية وتحسين الظروف المعيشية لسكان القطاع.
وتتهم الفصائل الفلسطينية الولايات المتحدة وإسرائيل بعدم الرغبة في إنهاء الحرب، والسعي عبر المفاوضات إلى كسب الوقت، على أمل أن يحقق نتنياهو أهدافه عبر القتال.