كشفت وسائل إعلام عبرية، الجمعة 28 يونيو/حزيران 2024، أن أكثر من 500 آلية مدرعة إسرائيلية تضررت في قطاع غزة منذ بداية الحرب في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقالت صحيفة "معاريف" إن" العشرات من بين هذه الآليات العسكرية خرجت من الخدمة تمامًا وتمت إزالتها من الجيش الإسرائيلي".
وكانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، وفصائل فلسطينية أخرى نشرت منذ بداية الحرب مئات مقاطع الفيديو التي توضح استهداف آليات إسرائيلية بقذائف محلية أثناء توغلاتها في المدن والأحياء الفلسطينية في غزة منذ بداية الحرب.
إصلاح المركبات
الصحيفة العبرية أشارت إلى أن "الجيش الإسرائيلي أقام مركزين لوجستيين داخل قطاع غزة من أجل إصلاح المركبات العسكرية المتضررة بفعل هجمات المقاومين الفلسطينيين".
ولفتت إلى أن الجنود الذين يجلبون تلك الآليات "متعبون جسديًا ونفسيًا" بعد الخسائر التي تعرضوا لها عن قرب.
وقالت عن الجنود: "لقد تعرضوا للخسارة عن قرب عدة مرات، وقد نضجوا لفهم ثمن الحرب، وهم أكثر خبرة من أي جيل من الجنود الذين كانوا هنا، لكن الجسد والعقل مرهقان"، محذرة من أنه "إذا دعوناهم لاحتلال جنوب لبنان، سيكونون هناك، لكنهم لن يكونوا في أفضل حالاتهم".
وقالت: "حتى يومنا هذا، استهلكت هذه الحرب أسلحة أكثر بكثير مما قدّره الجيش الإسرائيلي في جميع خططه الحربية".
الصحيفة أضافت: "في الأشهر الأخيرة، اشترى الجيش الإسرائيلي أسلحة أكثر مما اشتراه على مر السنين، وما زال، على الرغم من اقتصاد التسلح المفروض على القوات، فإن الاستهلاك مرتفع".
مخزون الأسلحة المخصص للحرب في لبنان
في السياق، كشفت الصحيفة أنه "منذ بداية الحرب، وضع الجيش الإسرائيلي علامة على مخزون الأسلحة المخصص للحرب في لبنان، والذي لا ينبغي المساس به، وقد تم الحفاظ على هذا المخزون وزيادته".
واستدركت: "شيئًا فشيئًا، يتغلغل الاعتراف بأننا في عصر الحروب الطويلة غير المحسومة في الجيش، ومن المشكوك فيه أن يكون هذا الإمداد كافيًا لحرب طويلة".
وقالت: "يتلقى رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة المصغرة تحديثًا أسبوعيًا عن حالة مخزونات الجيش الإسرائيلي".
واعتبرت أن "الأزمة التي خلقها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع البيت الأبيض (تقليص توريد الأسلحة والذخائر) تمنحه سلما طويلا للنزول من شجرة الحرب".
وقالت الصحيفة: "لذلك، عندما يخلق رئيس الوزراء أزمة غير ضرورية مع الولايات المتحدة بشأن توريد الأسلحة، فهو يدرك تمامًا المعنى: الأزمة تهدف إلى توفير عذر له ولوم آخر على سبب عدم قيامه بالمبادرة لحملة (عسكرية) في لبنان".
وفي 16 يونيو/حزيران الجاري، اشتكى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علنًا من تأخر شحنات أسلحة أمريكية بعدما حاول حل الأزمة داخل الغرف المغلقة دون جدوى، وفق تعبيره.
وتعليقًا على ذلك، قال متحدث مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، إن "مزاعم نتنياهو مخيبة للآمال بشدة ومزعجة لنا بالتأكيد، بالنظر إلى حجم الدعم الذي قدمناه وسنواصل تقديمه لإسرائيل".
وعلقت الولايات المتحدة في مايو/أيّار الماضي شحنة قنابل ثقيلة لإسرائيل زنة 2000 رطل و500 رطل، مدعية آنذاك أن ذلك جاء بدافع القلق بشأن التأثير الذي يمكن أن تحدثه في مناطق مكتظة بالسكان.
لكن واشنطن تقدم بالفعل لتل أبيب، منذ بداية حربها المدمرة على غزة، دعمًا لا محدود على مختلف المستويات العسكرية والمخابراتية والدبلوماسية، كما من المقرر أن تزودها بأسلحة تُقدر بمليارات الدولارات خلال الأشهر المقبلة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حربًا على قطاع غزة خلفت أكثر من 124 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل تل أبيب حربها رغم قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها "فورًا"، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.