أعلنت نقابة أطباء السودان، الجمعة 14 يونيو/حزيران 2024، مقتل 22 من المدنيين وإصابة المئات في قرى شرقي ولاية سنار جنوبي البلاد، جراء "هجوم لقوات الدعم السريع".
وقالت النقابة الطبية (غير حكومية) في بيان: "هاجمت قوات الدعم السريع، الخميس، قرى شرق سنار، وارتكبت مجازر جديدة بحق المدنيين العزل، في قرية الشيخ السماني وما حولها".
وأفادت بأن الهجوم أسفر عن "مقتل 22 شخصاً، بينما أصيب المئات".
كما أشارت إلى أن الهجوم طال أيضاً مبنى ملحقاً بمسجد يقيم فيه طلاب وحفظة القرآن، ويؤوي عدداً كبيراً من النازحين.
من جانبه، أدان حاكم ولاية سنار توفيق محمد علي، الهجوم على قرية الشيخ السماني، بحسب وكالة الأنباء السودانية.
وقال حاكم الولاية: "ندين العمل البربري الجبان من ميليشيا الدعم السريع باستهداف الأبرياء والعزل من الأطفال والنساء والشيوخ بقرية الشيخ السماني، شرقي سنار"، بحسب الوكالة ذاتها.
وفي سياق متصل، قال حزب المؤتمر السوداني، في بيان، الجمعة، إن قوات الدعم السريع "شنت قصفاً مدفعياً استخدمت فيه بعض المسيرات على منطقة الشيخ السماني، راح ضحيته أكثر من 20 شهيداً من المدنيين والعشرات من المصابين".
وأشار الحزب إلى أن الهجوم تسبب في "نزوح الآلاف من أهالي المنطقة".
وحمّل قوات الدعم السريع "مسؤوليته بشكل كامل".
تطور الأحداث في "الفاشر"
والجمعة، قال الجيش السوداني إنه قتل علي يعقوب جبريل قائد قطاع وسط دارفور بقوات الدعم السريع شبه العسكرية خلال معركة في الفاشر.
وكان جبريل خاضعاً لعقوبات أمريكية، وجمّدت وزارة الخزانة أي أصول له في الولايات المتحدة وجرمت المعاملات معه. ولم يصدر تعليق بعد عن قوات الدعم السريع.
ونقل موقع "سودان تربيون" عن المتحدث باسم القوة المشتركة أحمد حسين مصطفى أن "القوة المشتركة والجيش والمقاومة الشعبية تمكنوا من قتل قائد متحرك الدعم السريع علي يعقوب بمعركة في المحور الجنوبي للفاشر".
وأعلن أسر 17 من عناصر قوات الدعم السريع وتدمير ست مركبات عسكرية وتسلم سبعة أخرى بحالة جيدة في نفس المعركة التي قتل فيها يعقوب.
وغرد حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي على منصة "إكس" قائلاً: "وداعاً قائد محرقة الفاشر".
وعلي يعقوب جبريل هو زعيم سابق لقبيلة في ولاية وسط دارفور تلاحقه اتهامات بارتكاب انتهاكات وجرائم واسعة ضد مجموعة عرقية، قبل أن يلتحق بقوات الدعم السريع؛ حيث تولى قيادة قطاع وسط دارفور.
ولعب جبريل دوراً حاسماً في عمليات الدعم السريع بدارفور، حيث تمكنت قواته من السيطرة على كامل ولاية وسط دارفور وإبعاد الجيش عن قيادة الفرقة 21 مشاة منذ عدة أشهر.
وتعد الفاشر هي العاصمة الوحيدة لولايات دارفور الخمس التي لم تسيطر عليها قوات الدعم السريع، وقد ظلت بمنأى نسبياً عن القتال منذ فترة طويلة. لكن في 10 مايو/أيار اندلع قتال عنيف.
والخميس، طالب مجلس الأمن الدولي، برفع الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع شبه العسكرية على مدينة الفاشر التي يسكنها 1.8 مليون نسمة وتقع في ولاية شمال دارفور بالسودان، وبالوقف الفوري للقتال في المنطقة.
وتبنى المجلس المؤلف من 15 عضواً قراراً صاغته بريطانيا يدعو أيضاً إلى انسحاب جميع المقاتلين الذين يهددون سلامة المدنيين وأمنهم في الفاشر.
ومنذ أبريل/نيسان 2023، يشهد السودان حرباً دامية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق في رئاسة مجلس السيادة محمد حمدان دقلو.