أكد محللون وخبراء إسرائيليون، الأحد 9 يونيو/حزيران 2024، أن "عملية النصيرات" زادت من الخطر على حياة الأسرى الإسرائيليين، مشددين على أن التوصل لصفقة تبادل أسرى مع حماس يصب بصالح تل أبيب أكثر من الحركة.
حيث قال الرئيس السابق لشعبة العمليات بجيش الاحتلال اللواء المتقاعد يسرائيل زيف، لإذاعة "103 fm" التابعة لصحيفة "معاريف"، إن حركة حماس ستجري تغييرات، وستتعلم الدروس، وستجعل الخطوة التالية أكثر صعوبة.
وأوضح أن العملية هي "أعقد وأخطر شيء نفذته إسرائيل على الإطلاق، لكنه شكّك في إمكان إسرائيل الاستمرار في تنفيذ عمليات مماثلة، قائلاً: "من الواضح أن حماس ستتعلم الدروس وتجري تغييرات تجعل من الصعب القيام بعملية أخرى من هذا النوع".
كما شدد على أن "الصفقة وحدها هي التي يمكنها إعادة المختطفين، وليس هناك صورة انتصار أعظم من هذا بالنسبة لإسرائيل في الداخل والخارج، ولكل من يبحث عن النصر في الحرب".
حيث أشار إلى أن صفقة تبادل الأسرى "يجب أن تكون جزءاً من صفقة شاملة لإنهاء الحرب، هذه المرة هي في مصلحة إسرائيل أكثر من حماس"، مبرراً حديثه بالقول: "لأننا نواجه ساحة تنطوي على تهديد وجودي في الشمال (المواجهات مع حزب الله على الحدود مع لبنان)، (لكننا) ما زلنا مصرّين على إيجاد نفق آخر في رفح".
من جانبه قال المدير التنفيذي لـ"قادة أمن إسرائيل"، والرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي العقيد المتقاعد إيتمار يائير، فقد أعرب عن خشيته من أن "عملية النصيرات" قد تؤدي إلى زيادة المخاطر على حياة المختطفين الذين ما زالوا في الأسر.
جاء ذلك في حديث مع إذاعة "راديو نورث 104.5 إف إم" التابعة لصحيفة "معاريف"، إن "عملية النصيرات" المعقدة كانت معرضة لخطر كبير بالفشل، فقد تكون الصورة الاستخباراتية غير صحيحة، وحتى أثناء العملية كان هناك نوع من الخلل، لكنهم تغلبوا عليه، مشيراً إلى أنه حتى لو حققت هدفها فإن هناك تكلفة تمثلت بمقتل أحد المقاتلين.
عملية النصيرات لا تبشر بتغيير استراتيجي
من جانبها قالت صحيفة "هآرتس" إن "تحرير الأسرى لم يحدث أي تغيير استراتيجي، فإسرائيل لا تزال غارقة في وحل غزة بلا أفق سياسي، ولا خطط لليوم التالي للحرب".
فيما قال المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هآرئيل، إن "عملية النصيرات" لا تبشر بتغيير استراتيجي في صورة الحرب، والترجيحات تشير إلى أن حماس ستعمل على تشديد الحراسة على المتبقين من الأسرى.
كما أكد أن إسرائيل ليست قريبة من انتصار مطلق في غزة، وإعادة عدد كبير من المخطوفين سيحدث، على ما يبدو، في إطار صفقة فقط، تستوجب تنازلات كبيرة.
والسبت، قال جيش الاحتلال في بيان على إكس: "في عملية معقدة للجيش والشاباك والشرطة (الوحدة الشرطية الخاصة) تم صباح اليوم تحرير أربعة مختطفين إسرائيليين من منطقتين منفردتين في قلب النصيرات" وسط قطاع غزة.
فيما يأتي إعلان جيش الاحتلال تحرير 4 من المحتجزين بغزة، تزامناً مع استشهاد 210 فلسطينيين وإصابة أكثر من 400، في مجزرة ارتكبتها القوات الإسرائيلية بعد قصف مدفعي وجوي عنيف استهدف مخيم النصيرات، وفق ما أعلنه المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
وعقب ذلك، قالت "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة حماس، إن جيش الاحتلال "تمكن عبر ارتكاب مجازر مروعة من تحرير بعض أسراه، لكنه في نفس الوقت قتل بعضهم أثناء العملية"، دون ذكر عدد معين.