المشروع الصهيوني.. هكذا شوّهته إسرائيل بحماقتها وتسببت واشنطن في ذبوله

عربي بوست
تم النشر: 2024/06/08 الساعة 13:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/06/08 الساعة 13:27 بتوقيت غرينتش

إن علاقة إسرائيل بالصهيونية علاقة عضوية، لكن إسرائيل بحماقتها شوّهت صورة مشروعها الصهيوني، ولولا واشنطن وتسلطها على الحكام العرب لكانت صورة الصهيونية بعيداً عن إسرائيل كريهة. وبالفعل سنّت معظم الدول العربية تشريعات تحظر فيها الصهيونية فكان من عادة الصهاينة أن ينشئوا جمعيات خيرية ويقدموا أنفسهم على أنهم يستحقون العطف.

لقد كانت إسرائيل منذ نشأتها هي التجسيد السياسي لفكر الصهيونية؛ ولذلك قال الحاخام الأكبر ورجال الدين في إسرائيل إن دعم إسرائيل صهيونياً فريضة دينية فحرفوا التوراة وأصبحت لها طبقات على هواهم وزعموا أنهم يهود، ولكن الحقيقة أنهم صهاينة ومشروعهم سياسي إجرامي يهدف إلى إبادة أهل فلسطين بلا رحمة ويعتبرون الإبادة امتثالاً للتوراة، مع أن اليهودية شريعة سماوية تقدس النفس الإنسانية وتحظر الإساءة إلى البشر وجميع مخلوقات الله.
وما يفعله الصهاينة في فلسطين والمحيط العربي هو محض سلوك إجرامي ظهر جلياً منذ السابع من أكتوبر 2023 وطبيعي أن تكون هذه الظاهرة الصهيونية خارج دائرة القانون والأخلاق، وتقوم إسرائيل على عدة افتراضات كلها منافية للقانون وكل الأجهزة بما فيها القضاء يعمل لتنفيذ أهداف المشروع الصهيوني، كما أن إسرائيل لا تقبل من القانون الدولي إلا ما يحقق مشروعها الصهيوني، وتعتمد في الحماية من العقاب على واشنطن التي تمدها بالأسلحة والمال وتحميها دبلوماسياً وترتب علاقاتها مع المحيط العربي، خاصة مع مصر، وتنفذ إسرائيل مجموعة مبادئ لاعلاقة لها بالقانون وهي: 

المبدأ الأول: هو أن أمن إسرائيل حيث تشعر بالأمان ولذلك رفضت أن تحدد حدودها وهي الدولة الوحيدة في العالم التي ليس لها حدود دولية، ومع ذلك تطالب بحدود آمنة ومعترف بها. ومهما كانت ضمانات الأمن لإسرائيل فإنها تؤمن بأن قوة جيشها وروابطها مع واشنطن وإخضاع الوسط الرسمي العربي هي الضمانات الحقيقية. وأعتقد أن أمن إسرائيل مسألة نفسية تشمل ثلاثة أقسام:

القسم الأول: أمن الوجود ومن يحكم بالداخل هو من يحل هذه الخلافات الداخلية.
القسم الثاني: حرية الحركة وحرية ارتكاب الجرائم.

القسم الثالث: حرية الاعتداء على الوسط العربي وحرية الإبادة.

ولذلك تكرر في الخطاب الإسرائيلي والغربي التعهد بأمن إسرائيل وحتى تعين واشنطن إسرائيل على إبادة الفلسطينيين أمدتها بالأسلحة تحت عنوان حفظ أمن إسرائيل.

المبدأ الثاني: هو استخدام القوة الكاسحة العمياء ضد البيئة العربية ومن يقاوم هذا العدوان يعتبر إرهابياً، فالقوة الإسرائيلية لا يردها إلا القوة، ولكن دعم واشنطن لها واستعدادها لبذل كل شيء للدفاع عن نزوات إسرائيل دفع السادات مثلاً للموافقة على مقترحات كبار العسكريين المصريين المحترفين للتعامل مع الثغرات التي أحدثتها إسرائيل وواشنطن في الجيش المصري.

المبدأ الثالث: أن إسرائيل تعتبر احتلال أراضي الغير مكافأة للمنتصر وخسارة الطرف الآخر للأرض تعتبر ثمن الفشل في مواجهة إسرائيل.

المبدأ الرابع: أن إسرائيل تقايض الأرض التي احتلتها بالاستسلام لإسرائيل والقبول بتسيدها في المنطقة، ومراجعة اتفاقات السلام العربية مع إسرائيل نموذج لذلك.

المبدأ الخامس: تحقيق المشروع الصهيوني يتم عبر مراحل ومحطات وبصبر استراتيجي حتى وصلت إسرائيل إلى المحطة الأخيرة التي تنفذها حالياً وبعد ذلك صفقة القرن.

المبدأ السادس: أن إسرائيل وكيل الغرب وأمريكا ولذلك لا تشعر بالخجل في أن تحملهم مسؤولية مساندتها وتتحدث إسرائيل بعد عن قوتها الذاتية وتعتبر أنها دولة وظيفية وأنها بغير واشنطن تفنى.

وهذا هو سر عصبية إسرائيل وانكشاف واشنطن في الدفاع عن جرائم إسرائيل. 

المبدأ السابع: عدم الاكتراث بالقانون الدولي أو بالمجتمع الدولي وإنما مصلحتها فقط، وتنظر إسرائيل إلى نفسها نظرة ذاتية ولا يهمها نظرة الآخرين لها ولكنها تشعر أن العد التنازلي لها بدأ.

المبدأ الثامن: هو أن واشنطن دلّلت إسرائيل وشجعتها على ارتكاب الجرائم فهي السبب الأوحد في فناء إسرائيل.  

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: opinions@arabicpost.net

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

عبد الله الأشعل
سفير سابق ومساعد وزير الخارجية المصري الأسبق
مساعد سابق لوزير خارجية مصر وسفيرها في عدد من الدول ومرشح سابق لرئاسة الجمهورية
تحميل المزيد