دعا زعماء 17 دولة بينهم الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وألمانيا، في بيان مشترك، حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي تدير غزة، إلى قبول المقترح الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن لوقف دائم لإطلاق النار في القطاع الفلسطيني، بل وتقديم كل من إسرائيل وحماس إلى تقديم تنازلات نهائية لإتمام الاتفاق.
ووفقاً للبيت الأبيض، شارك في البيان زعماء كل من الأرجنتين والنمسا والبرازيل وبلغاريا وكولومبيا والدنمارك وفرنسا وبولندا والبرتغال ورومانيا وصربيا وإسبانيا وتايلاند.
وجاء في البيان: "باعتبارنا قادة الدول التي تشعر بالقلق العميق إزاء الأسرى الذين تحتجزهم حماس في غزة، بما في ذلك العديد من مواطنينا، فإننا ندعم بشكل كامل التحرك نحو وقف إطلاق النار واتفاق إطلاق سراح المحتجزين المطروحين الآن على الطاولة".
البيان أضاف: "لا وقت لنضيعه. إننا ندعو حماس إلى إغلاق هذا الاتفاق، الذي يبدو أن إسرائيل مستعدة للمضي قدماً فيه، والبدء في عملية إطلاق سراح مواطنينا".
وتابع البيان: "نلاحظ أن هذا الاتفاق سيؤدي إلى وقف فوري لإطلاق النار وإعادة تأهيل غزة إلى جانب ضمانات أمنية للإسرائيليين والفلسطينيين، وإتاحة فرص لسلام طويل الأمد أكثر استدامة وحل الدولتين".
وقال البيان: "ففي هذه اللحظة الحاسمة، ندعو قادة إسرائيل وكذلك حماس إلى تقديم أي تنازلات نهائية ضرورية لإبرام هذا الاتفاق وتوفير الراحة لأسر الرهائن لدينا، وكذلك أولئك الذين على جانبي هذا الصراع الرهيب، بما في ذلك السكان المدنيون.. لقد حان الوقت لتنتهي الحرب، وهذه الصفقة هي نقطة البداية الضرورية".
مشروع قرار بمجلس الأمن
ويأتي البيان المشترك بعد 3 أيام من طلب الولايات المتحدة، الإثنين 3 يونيو/حزيران 2024، من مجلس الأمن الدولي أن يتبنى مشروع قرار يؤيد خطة الرئيس الأمريكي جو بايدن لوقف القتال بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، ويدعو حركة حماس إلى قبول الاتفاق و"التنفيذ الكامل لبنوده دون إبطاء أو شروط"، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
وجاء مشروع واشنطن بعد ساعات من إعلان زعماء مجموعة السبع تأييدهم للمقترح الذي أعلنه الرئيس الأمريكي بشأن وقف إطلاق النار، داعين حركة حماس إلى قبوله.
المجموعة قالت في بيان إن زعماء المجموعة "يدعون حماس لقبول الاتفاق، ويحثون البلدان التي لها نفوذ لدى الحركة على المساعدة في ضمان قبولها للاتفاق".
والجمعة، تحدث الرئيس الأمريكي عن تقديم إسرائيل مقترحاً من 3 مراحل يشمل "تبادلاً للأسرى" بأول مرحلتين، و"إدامة وقف إطلاق النار" بالمرحلة الثانية، و"إعادة إعمار غزة" بالمرحلة الثالثة.
وفي بيان عقب الخطاب مباشرة، أكدت حماس أنها "ستتعامل بإيجابية مع أي مقترح يقوم على أساس وقف إطلاق نار دائم، والانسحاب الكامل من غزة، وإعادة الإعمار، وعودة النازحين، وإنجاز صفقة تبادل جادّة للأسرى، وتكثيف الإغاثة".
بينما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما عرضه بايدن في خطابه بأنه "غير دقيق"، وقال: "لم أوافق على إنهاء الحرب في المرحلة الثانية من المقترح" كما قال الرئيس الأمريكي، وإنما فقط "مناقشة" تلك الخطوة وفق شروط تل أبيب.
ودعت قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية -بصفتهم وسطاء في المناقشات الجارية لضمان وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين- كلاً من حماس وإسرائيل لإبرام اتفاق يجسد المبادئ التي حددها بايدن في (خطاب) 31 مايو/أيار 2024″، وفق بيان مشترك السبت.
المحادثات مستمرة
في سياق متصل، ذكر مصدران أمنيان مصريان أن المحادثات التي يشارك فيها وسطاء قطريون ومصريون وأمريكيون لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة مستمرة اليوم الخميس 6 يونيو/حزيران، لكن لم تظهر أي إشارات على إحراز تقدم كبير.
المصدران المصريان أشارا إلى أن المحادثات في قطر تستهدف التوصل إلى صيغة مقبولة من جانب حماس فيما يتعلق بضمانات بأن يفضي الاتفاق إلى وقف كامل للأعمال القتالية في غزة وانسحاب إسرائيل من القطاع، مشيرة إلى أن حماس أعربت عن تخوفها من بعض بنود الاقتراح، خاصة في إطار المرحلة الثانية.
بينما ادّعت إسرائيل الخميس، بأنها لم تتلقّ رداً رسمياً من حركة "حماس" على اقتراحها لصفقة تبادل الأسرى والحرب في غزة، وفق إعلام عبري.
وبدأت جولة جديدة من المحادثات، الأربعاء، عندما التقى مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز بمسؤولين كبار من قطر ومصر في الدوحة لمناقشة الاقتراح الذي أيده الرئيس جو بايدن علناً الأسبوع الماضي.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة التي توشك على دخول شهرها التاسع، أكثر من 119 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة العشرات.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قراراً من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فوراً، وأوامر من محكمة العدل بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، و"تحسين الوضع الإنساني" بغزة.