أظهرت صور أقمار صناعية بدء قوات الاحتلال في التوغل بالمناطق الأكثر اكتظاظاً بالسكان في رفح خلال الأيام الأخيرة، حيث دمرت عشرات المباني بهدف الوصول إلى وسط المدينة، بحسب ما نشرت صحيفة The Washington Post الأمريكية الجمعة 31 مايو/أيار 2024.
بحسب الصحيفة، فقد تقدم الهجوم الإسرائيلي الذي بدأ في 6 مايو/أيار ببطء، لكنه أدى بالفعل إلى تغيير جذري في جغرافية منطقة رفح، وتشريد أكثر من مليون فلسطيني، كانوا قد لجأوا إلى المدينة هرباً من شمال قطاع غزة.
وسبق أن حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل في 8 مايو/أيار من أنه سيمنع إرسال الأسلحة إذا اقتحمت قوات الاحتلال "المراكز السكانية" في رفح، ولكن يبدو أن هذا "الخط الأحمر" يتلاشى تدريجياً.
وتظهر صور الأقمار الصناعية أن القوات الإسرائيلية قامت بتطهير مساحات كبيرة من الأراضي شرق غزة أثناء تقدمها على طول الحدود المصرية في الأسابيع الأخيرة، وهدمت المباني وحرثت الحقول، مما يعكس الجهود المبذولة لإنشاء مناطق عازلة عسكرية.
كما تظهر صور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو التي تم التحقق منها من قبل صحيفة The Washington Post، هجوماً على وسط رفح، مع دخول المركبات العسكرية إلى حي تل السلطان الغربي، وتشير صور الأقمار الصناعية أيضاً إلى حشد إسرائيلي بالقرب من منطقة العودة، التي تعتبر قلب المدينة.
يوم الأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تمكن من "السيطرة التكتيكية" على ممر فيلادلفيا، وهو الممر الاستراتيجي الذي يبلغ طوله تسعة أميال ويمتد إلى البحر الأبيض المتوسط على طول الحدود بين غزة ومصر.
وقال بلال صعب، وهو مسؤول سابق في البنتاغون ومحلل عسكري في مركز أبحاث تشاتام هاوس: "إن أي شخص لديه فهم أولي للعمليات العسكرية يمكنه أن يرى أن الهجوم على رفح يجري الآن".
فيما قال سام روز، المسؤول في وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين: "لقد تقدمت الأمور بسرعة كبيرة".
وقال شلومو بروم، العميد العسكري الإسرائيلي المتقاعد، إنه على الرغم من أن التحرك نحو رفح كان "أكثر تدريجاً" من الهجمات السابقة في خان يونس ومدينة غزة، إلا أنه لا يزال "هجوماً كامل الحجم".
وتظهر صور الأقمار الصناعية، من خلال عمليات الهدم والتجريف، التكتيكات التي استخدمها الجيش الإسرائيلي طوال الحرب لتسوية أجزاء كبيرة من غزة بالأرض.
حيث تضرر حوالي 2400 مبنى في رفح في الفترة ما بين 4 و27 مايو/أيار، وفقاً لتحليل أجراه جامون فان دن هوك وكوري شير، خبيرا الاستشعار عن بعد اللذان يستخدمان بيانات الأقمار الصناعية مفتوحة المصدر لرصد تقييم الدمار في جميع أنحاء قطاع غزة.
وقال أمير أفيفي، العميد المتقاعد في الجيش الإسرائيلي، إنه من غير الواضح إلى متى تنوي القوات الإسرائيلية البقاء على الحدود المصرية، لكن من المحتمل أن يرغب الجيش في الحفاظ على تكنولوجيا الكشف عن الأنفاق إلى أجل غير مسمى.
حيث تظهر علامات بناء السواتر الرملية المستخدمة لحماية الجنود على الأراضي التي تم اقتحامها حديثاً.
وفي 6 مايو/أيار الجاري، بدأ الجيش الإسرائيلي هجومه على رفح، وسيطر خلاله على معبر المدينة مع مصر من الجانب الفلسطيني، إضافة لاجتياحه ثلثي محور فيلادلفيا وسيطرته بالنيران على كامل المحور على الحدود الفلسطينية المصرية.
وخلّفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 118 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب متجاهلةً قراراً أممياً يطالبها بوقفها فوراً، وأوامر من محكمة العدل لوقف عملياتها في رفح واتخاذ تدابير لمنع وقوع "إبادة جماعية" و"تحسين الوضع الإنساني".
كما تتجاهل اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت.