“آدم” فقد أغلب أفراد عائلته وأجرى عملية دون تخدير.. قصة أول طفل جريح بغزة يتلقى العلاج بلبنان

عربي بوست
تم النشر: 2024/05/31 الساعة 17:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/05/31 الساعة 18:02 بتوقيت غرينتش
أول طفل جريح بغزة يتلقى العلاج بلبنان/رويترز

أصبح الطفل آدم عفانة أول طفل فلسطيني مصاب في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يصل إلى لبنان، حيث يتلقى العلاج منذ يوم الإثنين 27 مايو/أيار 2024 في المركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت بمساعدة من صندوق غسان أبو ستة للأطفال.

كان حلم الطفل آدم عفانة البالغ من العمر خمس سنوات أن يصبح شرطياً "للحفاظ على سلامة الناس"، حسبما يقول عمه عيد، قبل أن يفقد والده وإخوته وأبناء عمومته وكل ذراعه اليسرى تقريباً في قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة قبل سبعة أشهر.

الاحتلال حطم منزله

في غرفة يغمرها ضوء الشمس في المستشفى، يلعب آدم بمجسمات أبطال خارقين ويشاهد مقاطع فيديو على جهاز آيباد. يضحك ويمزح مع عمه وطاقم التمريض، لكنه يرد بإجابات مقتضبة فقط عند سؤاله عن رحلته إلى بر الأمان في بيروت.

يقول عمه عيد عفانة (29 عاماً) الذي رافقه إلى بيروت إن آدم يبكي حين يتذكر كيف أصيب وما حدث لأخته وأبيه؛ لأن الأمر صعب عليه من الناحية النفسية.

الطفل الفلسيطيني آدم / رويتزر
الطفل الفلسيطيني آدم / رويتزر

كما أضاف: "ضربوا البيت، نزل البيت كله فوقهم. أول شيء تصابوا كلهم، يعني كانوا تقريباً فوق العشرين نفر. أخت لآدم استشهدت على المطرح وعمته لآدم استشهدت على المطرح وستة لآدم أم أمه استشهدت على المطرح. ثلاثة من أولاد خاله برضو استشهدوا على المطرح. أبوه قعد أربع خمسة أيام انتقل من الشمال عملوا العملية في مستشفى الشفاء. وقعد يوم والتاني بدأت الأمور تتأزم بردو على منطقة الشفاء. نقلوه على مستشفى الوفاء يومين وصار معه نزيف واستشهد في ستة أحداش".

مهمة جلبه للبنان لم تكن سهلة

ولم يكن جلب آدم إلى لبنان بالمهمة السهلة، فقد أمضى أكثر من ستة أسابيع في غزة بعد إصابته، ما بين محاولات الاحتماء من القصف وخضوعه لعملية جراحية طارئة في ذراعه دون تخدير.

في أوائل ديسمبر/كانون الأول، تمكن عمه من دخول مدينة غزة لمدة يومين فقط قادماً من مصر لإخراج آدم ووالدته عبر معبر رفح. وقال عفانة إنه لم يستطع التعرف على المدينة وإن المستشفى الأوروبي كان ممتلئاً بالمصابين الذين يجري علاجهم على الأرض التي أغرقتها الدماء والأشلاء وإن الأمر كله كان كارثة.

لكن الحظ كان حليفهم، إذ أدى الهجوم الإسرائيلي على رفح هذا الشهر إلى غلق المعبر الرئيسي إلى مصر؛ ما أدى إلى انقطاع المساعدات ومنع خروج الأعداد الضئيلة التي كانت تغادر القطاع للحصول على للمساعدة الطبية.

وأمضت الأسرة ما يقرب من ستة أشهر في مصر، لكن ذراع آدم كانت بحاجة إلى رعاية متخصصة. وهكذا بدأت محاولات نقله إلى لبنان.

رئيس الجامعة الأمريكية في بيروت فضلو خوري، قال للصحفيين في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن الجامعة أجرت مناقشات مكثفة مع السلطات اللبنانية للسماح لآدم بالدخول وسط آمال في أن يكون الطفل هو الأول من بين المزيد من الأطفال الفلسطينيين الذين سيستفيدون من خبرة المستشفى في علاج إصابات الحروب.

من جهتها، قالت دانيا دندشلي من صندوق غسان أبو ستة للأطفال لرويترز إن المنظمة تأمل في علاج 50 طفلاً فلسطينياً في المجمل من جرحى الحرب في لبنان خلال العام المقبل.

الطفل الفلسيطيني آدم رفقة عمه / رويتزر
الطفل الفلسيطيني آدم رفقة عمه / رويتزر

وخلّفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 118 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قراراً من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فوراً، وأوامر من محكمة العدل تطالبها بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، و"تحسين الوضع الإنساني" بغزة.