ظهرت نيكي هيلي، السفيرة السابقة لواشنطن في الأمم المتحدة، وهي توقع على قذائف المدفعية الإسرائيلية، مدونة عبارة "اقضوا عليهم!"، خلال زيارة قامت بها السياسية التي خسرت المنافسة على ترشيح الحزب الجمهوري لرئاسة أمريكا لصالح دونالد ترامب، إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.
بحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، الثلاثاء 28 مايو/أيار 2024، فقد جاء الدعم الواضح الذي قدمته حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة خلال رحلة إلى الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان.
فيما نشر داني دانون، عضو الكنيست والسفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة، هذه الصور على حسابه في منصة "إكس"، مرفقة بمنشور يقول فيه إن هيلي كتبت هذه العبارة أثناء جولتها معه.
والعبارة الكاملة التي كتبتها هيلي على القذائف الإسرائيلية هي "اقضوا عليهم.. أمريكا تحب إسرائيل دائماً" ثم وقعت باسمها.
وفي حديثها إلى الصحفيين، لم تعتذر هيلي، وانتقدت إدارة جو بايدن لحجب الأسلحة مؤقتًا، كما وجهت انتقادات لاذعة إلى المحكمة الجنائية الدولية التي تسعى إلى إصدار مذكرات اعتقال لبنيامين نتنياهو/ ومحكمة العدل الدولية، التي تنظر في اتهامات الإبادة الجماعية ضد إسرائيل.
وقالت هيلي التي حملت رسالتها الصاروخية أيضاً عبارة "أمريكا تحب إسرائيل": "ما تحتاج أمريكا إلى فهمه هو أنه إذا كانت إسرائيل تقاتل أعداءنا، فكيف يمكننا ألا نساعدهم"، كما أضافت: "على أمريكا أن تفعل كل ما تحتاجه إسرائيل وأن تتوقف عن إخبارهم بكيفية خوض هذه الحرب. إما أن تكون صديقاً أو لا تكون صديقاً".
وانسحبت هيلي، البالغة من العمر 52 عاماً، من السباق الرئاسي في مارس/آذار، بعد هزائم ثقيلة بالانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري أمام دونالد ترامب، الذي أعلنت الأسبوع الماضي بعد صمت طويل أنها ستصوّت له.
غضب فلسطيني وترحيب إسرائيلي
ولاقت الصور التي تم تداولها بشكل واسع عبر مواقع التواصل انتقاداً وغصباً واسعاً بين أوساط الناشطين الفلسطينيين، إذ جاءت هذه الزيارة والتوقيع على القذائف في وقت تشن فيه إسرائيل هجوماً عسكرياً مدمراً على غزة أدى حتى الآن إلى مقتل أكثر من 36 ألف فلسطيني، ما يقدر بنحو 15 ألفاً منهم من الأطفال.
حيث قال الكاتب الفلسطيني سعيد الحاج عبر تغريدة على موقع "إكس" إن ما قامت به نيكي هيلي في منتهى قاع الحضيض واللاإنسانية، ويبرز عقدة الدونية والانسحاق مع العنصرية والفاشية.
من جانبه، أشار المدير العام لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات محسن صالح إلى أن طوفان الأقصى فضح السقوط الأخلاقي للقوى الكبرى في العالم الغربي.
حيث قال عبر تغريدة: "هكذا، عندما يجتمع انعدام الأخلاق، والغطرسة والعجرفة، وغرور القوة، وغياب القيم الانسانية المشتركة… ثم بعد ذلك يتشدقون بالحضارة والمدنية والإنسانية".
فيما أشار المغرد "محمد علاء" إلى أن ما فعلته هيلي "مثال على حقيقة السياسة الخارجية للبيت الأبيض التي تدعي أنها محبة للسلام والسلم العالمي".
أما ناشط السلام الإسرائيلي، ألون لي جرين، فكتب على موقع "إكس": "أعزائي الأمريكيين، زارتنا نيكي هيلي اليوم: ذهبت إلى مستوطنات الضفة الغربية ثم وقعت على قنبلة "أكملوها". "مثير للاشمئزاز" ، لدينا بالفعل [إيتمار] بن غفير [وزير الأمن القومي الإسرائيلي] ولا نحتاج إلى ساستكم القذرين الذين يروجون للموت أيضاً. شكراً!".
وفي تل أبيب، نشر وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو على منصة "إكس" صورة هيلي توقع على القذيفة، مشيداً بها كشخصية لم تتأثر "بأكاذيب التقدم".
فيما علق عضو الكنيست عن الليكود حانوخ ميلفيديسكي على الصورة، مشيراً إلى حبّه لهيلي ووصفها بـ"الصديقة الحقيقية لإسرائيل".
أما المذيع بالقناة 13 الإسرائيلية، ألموغ بوكر، فقد وصف هيلي بأنها "ملكة" واعتبر توقيعها على القذيفة رسالة واضحة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت أكثر من 117 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قراراً من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فوراً، وأوامر من محكمة العدل تطالبها بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، و"تحسين الوضع الإنساني" بغزة.