داء الرتوج عبارة عن حالة تتسبب في تكون أكياس أو جيوب صغيرة في الجدران الداخلية للأمعاء، وتحدث بسبب اندفاع البطانة الداخلية الداخلية للأمعاء إلى نقاط ضعيفة في الجدار الخارجي، وعادةً ما يحدث هذا تدريجياً مع مرور الوقت.
ولتفسير أكثر لهذه الحالة فإنها تحدث بعد عملية الهضم، عندما تكون الفضلات في مسارها عبر الأمعاء، إلا أنها يمكن أن تضغط على النقاط الضعيفة حتى تبدأ في النهاية في الانهيار، وذلك بالقرب من القولون السيني.
ما أعراض داء الرتوج؟
ترتبط أعراض داء الرتوج مع عدة مشاكل صحية أخرى، الشيء الذي يجعل من الصعب التعرف عليه بسهولة، ومن البداية.
ومن بين هذه الأعراض نجد ألم أسفل البطن أو الحمى، إضافة إلى مشاكل في الأمعاء، ما يجعل أكياس الرتوج أكثر حساسية للضغط.
على سبيل المثال، إذا كان المريض يعاني من متلازمة القولون العصبي أو مرض التهاب الأمعاء، فإن فضلات الطعام التي تمر عبر الرتج قد تسبب الألم أو الانتفاخ.
كما أن الأشخاص الذين يعانون من مشكل الإمساك قد يعانون من داء الرتوج، وذلك بسبب احتباس البراز في الجيوب، الشيء الذي يزيد الأمر سوءاً.
وقد يعاني حوالي 10% من الأشخاص المصابين بداء الرتوج من النزيف الرتجي، الذي يحدث بسبب البراز الصلب الذي يمر عبر الرتج ويؤدي إلى تآكل أو تمدد الأوعية الدموية حتى ينكسر.
وعادةً ما يكون ذلك مؤقتاً وغير مؤلم، ولكن في حال حدوثه، قد يسبب في خروج الدم مع البراز، وفي هذه الحالة تكون الحالة في حالة متقدمة.
السبب الرئيسي لداء الرتوج
يشتبه الباحثون في أن السبب الرئيسي لداء الرتوج هو النظام الغذائي، الذي يحتوي على نسبة منخفضة من الألياف النباتية ونسبة عالية من النشويات المصنعة.
إذ يسهم هذا النظام الغذائي في كثرة نفايات الطعام الكثيفة التي تتحرك ببطء عبر الأمعاء وتفشل التخلص منها بشكل سهل.
وفي هذه الحالة تصبح الفضلات أكثر صلابة خلال حركة الأمعاء، ولهذا السبب من المرجح أن تتشكل أكياس الرتوج في القولون السيني.
عوامل خطر أخرى
يمكن أن يكون العامل الوراثي أحد الأسباب التي قد تؤدي إلى داء الرتوج، بعيداً عن النظام الغذائي المتبع من طرف الشخص المصاب.
فقد لاحظ الباحثون أنه ينتشر أكثر بين الأشخاص أصحاب البشرة البيضاء، كما أن الأشخاص المصابين بالداء في البلدان الآسيوية يكونون في غالبية الوقت مصابين بأمراض القولون.
طرق التشخيص
قد يلاحظ الطبيب المختص وجود الأكياس أثناء تنظير القولون الروتيني أو فحص الأشعة السينية للجهاز الهضمي.
هذه هي الطريقة الأكثر شيوعاً لاكتشاف داء الرتوج لأنه عادة لا يسبب أعراضاً واضحة تجعل السبب في زيارة الطبيب هي تشخيصه بشكل خاص.
وخلال مرحلة التشخيص، سيسعى الطبيب إلى معرفة الأسباب، من خلال طرح مجموعة من الأسئلة، من بينها التاريخ الطبي، والأدوية، والنظام الغذائي، وأنماط الأمعاء قبل فحصك.
يمكن أن يطلب الطبيب مجموعة من الاختبارات، من بينها الاختبار البدني، من خلال فحص العلامات الحيوية، وتحسس البطن والاستماع إلى أصوات الأمعاء.
فحص الدم، بسحب عينة دم صغيرة من الوريد في وإرسالها إلى المختبر، إذ يمكن أن يُظهر الاختبار ما إذا كان الشخص يعاني من العدوى أو نزيف داخلي كبير.
قد يطلب اختبار البراز الذي قد يظهر من خلاله علامات العدوى أو نزيف الجهاز الهضمي.
كذلك اختبارات التصوير مثل التصوير المقطعي أو حقنة الباريوم الشرجية أو التنظير السيني المرن أو تنظير القولون.
طرق العلاج الممكنة
لن يحتاج معظم الأشخاص إلى علاج داء الرتوج نفسه، لكن قد يوصي الطبيب بالبدء في دمج المزيد من الألياف في النظام الغذائي.
يهدف هذا إلى معالجة السبب المحتمل لداء الرتوج ومنع المزيد من المضاعفات المرتبطة بالإمساك أو الانتفاخ أو الأعراض الأخرى.
إذ المزيد من الألياف سوف يساعد البراز على المرور بسلاسة أكبر عبر القولون و تنظيفه أثناء مروره.
فيما قد يحتاج حوالي 3% من الأشخاص إلى العلاج للمساعدة في وقف نزيف الرتج المستمر، ويحدث هذا عادة أثناء تنظير القولون.
عندما يجد طبيب الجهاز الهضمي نزيفاً أثناء تنظير القولون، فيمكنه تمرير الأدوات عبر منظار القولون لإغلاق الأوعية الدموية المكسورة.
وبدلاً من ذلك، قد يستخدم مقدم الخدمة تصوير الأوعية للعثور على النزيف، ثم يعالجه عن طريق حقن الأدوية في الأوعية الدموية.
طرق الوقاية من داء الرتوج
عد تناول المزيد من الخضراوات والأطعمة الكاملة الغنية بالألياف، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام وشرب كمية كافية من الماء كل يوم من بين أهم العوامل المساعدة في الحفاظ على حركات الأمعاء صحية ومنتظمة، الشيء الذي قد يمنع داء الرتج.
وفي حال الإصابة بهذا المرض فعلاً، ومن أجل وقف حدوث المزيد من أكياس الرتوج في الأمعاء، يمكن تتبع نفس النظام، لأنه قادر على التقليل من حدة المرض.